رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر، ما زالت لحظاتنا الجميلة في تايلاند بكافة تفاصيلها، تسيطر على معظم الأماكن الجميلة في الذاكرة، هذه الرحلة التي كانت عبر بعثة للصحافيين نظمتها دائرة السياحة التايلاندية TAT ورافقنا المرشد السياحي الأبرع في تايلاند قسطه ديب من الناصرة من مكتب "فيا تايلاند"، للتعرف أكثر على تايلاند، ولكشف هذه البلاد الساحرة على المجتمع العربي في البلاد أكثر، وقد كنت قد شاركت في الجولة الاولى لتايلاند عام 2015 وكانت غاية في الجمال أيضًا.

في رحلتنا الاخيرة رأينا تايلاند من نظرة عائلية، فزرنا المواقع التي تناسب العائلات، في العاصمة بانكوك في كل المناطق الأخرى، وسأتحدث اليوم عن اليوم الذي قضيناه في محمية الكوا لاك، التي تعتبر من أجل المحميات الطبيعية في العالم.

من جنون بانكوك إلى هدوء الكوا لاك

ليلتان في بانكوك حاولنا أن نستغلهما لرؤية أكثر ما يمكن رؤيته في هذه المدينة العجيبة، لنصحو بعد الليلة الثانية باكرًا وننطلق للمطار، لتخرج طيارتنا التابعة لشركة "نوك إير" التي تتميّز طائراتها بالخدمة الراقية ويوجد فيها شبكة انترنت وهو أمر لا تجده في شركات أخرى، وحلّقت الطائرة نحو ساعة أو أكثر بقليل لنصل إلى مطار جزيرة "بوكيت" التي سأتحدث عنها لاحقًا، ومن هناك كانت تنتظرنا حافلة صغيرة أقلتنا إلى محمية الكوا لاك القريبة من بوكيت ولكنها ليست في الجزيرة نفسها، بل في شبه الجزيرة التايلاندية، ويربطها ببوكيت جسر.
وصلنا للكوا لاك، وهي محمية طبيعية عبارة عن غابة استوائية، رائعة التفاصيل، والبداية كانت في منطقة تدعى "الأمازون الصغيرة"، وهي منطقة تشبه نهر وغابات الأمازون، وفيها ركبنا بقوارب صغيرة، وتجولنا في الغابة لأكثر من ساعة، نهر طبيعي في محمية طبيعة ترى بجانبك القرود والحيوانات، هدوء لا مثيل له، جولة كانت من أمتع ما يمكن فعله.

أن تسبح مع القيلة .. تحت المطر
بعد ذلك انتقلنا لمحمية الفيلة، وجدنا هناك عريس وعروسه يتصوران بمناسبة زفافهما مع الفيل (تستطيعون رؤيتهما بالصور)، بعدها ركبنا على الفيلة، وهذا أمر جربته سابقًا شخصيًا في رحلتنا الأولى، ولكن هذه المرة كانت الجولة أجمل، وأطول فالتقطنا لبعضنا صورًا كثيرة وانتهت الجولة، ليدعوننا بعدها أن نشاركهم في غسل الفيلة، وكانت هذه أجمل ما فعلنا في تايلاند، دخلنا إلى البحيرة الصغيرة حيث الفيلة تنتظرنا، وفجأة بدأت الأمطار تتساقط بغزارة، أمطار وطقس استوائي دافئ، ونحن على ظهر الفيلة وبجانبها، نغسلها وهي لطيفة جدًا، وجميلة، أمر كان هو أجمل ما قمنا به في تايلاند، ويستطيع كل مرء تجربته مع عائلته.

منتجع .. جنة
وأخيرًا توجهنا للفندق، أو بكلمات أخرى إلى المنتجع الضخم، منتجع "لاغونا" كوا لاك، مكان عظيم وجميل، فندق فيه مئات الغرف، كل غرفة مصممة بشكل خاص، غرف كالكوخ وأخرى كجناح قصر عظيم وأخرى كغرف فخمة جميلة، تشكيلة رائعة ترونها في الصور، هناك في الفندق استقبلنا استقبال الملوك، وقمنا بجولة في الفندق، رأينا شواطئه، ورأينا غرفه الجميلة، وشاهدنا كل المنشآت التي فيه، وتوجهنا لغرفنا، لنضع أغراضنا، ونستحم ونذهب إلى "السبا" حيث دعونا من قبل إدارة الفندق لمساج مهني رائع، وما أن خرجنا من غرفنا حتى بدأت الأمطار تتساقط بغزارة من جديد، وهناك هم على أتم الجاهزية، حيث في كل زاوية تجد المضلات، فحملنا مضلاتنا وذهبنا للمساج، وكان المساج الأفضل الذي استمتعت به في تايلاند، دلال ما بعده دلال، لدرجة أنه وفور دخولنا للمكان، أجلسونا على مقاعد خاصة، وجاؤوا ليدلكوا لنا أقدامنا بالماء الدافئ والملح والورد قبل المساج، بعد ذلك توجهنا للعشاء، في منطقة رومانسية رائعة قرب الشاطئ، مع الأضواء الخافتة والموسيقى الجميلة، والعشاء كان بغاية اللذة، أسماك ولحوم، وبعدها فواكه وأشياء لذيذة جدًا.

في نفس الليلة تجولنا في البلدة المجاورة للفندق، وهي بلدة هادئة لطيفة، كان من أجمل الليالي.
الكوا لاك من أجمل الأماكن في العالم على الإطلاق، مناسبة جدا للعائلات، مطاعمها، تفاصيلها، الطبيعة الخلابة، الفيلة، الشتاء الاستوائي، كل شيء فيها مناسب، والأسعار فيها رخيصة جدًا.
في المرة القادمة سأتحدث عن بوكيت، وبوكيت غنية عن التعريف، استمتعنا فيه متعة ما بعدها متعة. 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]