التقى مراسل "بُكرا" مع مرشّحة الجبهة لرئاسة مجلس نعمات في المثلّث الجنوبي، ميسم جلجولي واجرى معها الحوار التالي، قبل الانتخابات التي ستجرى يوم 23.5.

وقالت المرشحة لرئاسة مجلس نعمات في المثلّث الجنوبي - ميسم جلجولي بحديثها مع موقع بُكرا:" السنوات الخمس المنصرمة، كانت مكتظة ببرامج العمل التي عملنا على تنفيذها لرفع مكانة العمال والعاملات والدفاع عن حقوقهم، وعملنا بشكل مكثف في عدة اتجاهات، أولها التصدي للأجواء العنصرية في البلاد، والتي عانى منها العمال والعاملات العرب على حد سواء إلا أن النساء المحجبات كن الأكثر عرضة لها وخاصة في فترات التصعيد الاحتلالي وبلغت ذروتها خلال العدوان على غزة، حينها رافقنا عشرات الحالات وتوجهنا للمحاكم وكل الجهات ذات الصلة وتمكنا من إعادة من تم فصلهم بشكل تعسفي أو من دفع الزام المشغلين بدفع التعويضات لهم".

وتابعت:"خلال هذه الدورة، نظمنا عشرات الدورات والأيام الدراسية، انطلاقا من القناعة بأن أكثر ما قد يساعد العامل بنضاله أمام مشغّله هو معرفته لحقوقه، من هنا، تعمدنا سنويا على إقامة عشرات الأيام الدراسية والورشات. مثلا: دورات لتأهيل أعضاء اللجان العمالية، ليعرفوا حقوق العمال وأسس العمل النقابي ولرفع مهنيتهم، دورات حول الأمن والأمان لعمال البناء، ودورات لتمكين المرأة ورفع مكانها.كما وفرنا مئات أماكن العمل، وذلك إيمانا منا بتشجيع جمهور النساء على وجه التحديد بالخروج إلى العمل، اذ تحولنا خلال السنوات الأخيرة إلى عنوان لمشغلين كثر، يرون بنا عنوانا لإيصالهم إلى نساء يرغبن بالعمل، وبالمقابل، نهتم نحن بأن يحصلن على كافة ما يترتب لهن من حقوق".

وزادت:"كما أننا نتلقى سنويا مئات الشكاوى مع عمال تم المس بحقوقهم من قبل مشغلهم ونوفر لهم المرافقة الكاملة: من المفاوضات مع المشغل مرورا بتقديم الاستشارة القانونية وحتى الوصول إلى المحاكم بل وبعد ذلك من خلال الرقابة والتأكد من تحصيل الحق. وهذا كله مجانا".

الخطة القادمة

وعن الخطة للدورة القادمة، تقول بحديثها الخاص لـ"بُكرا": "خطة عملنا في اللواء مشتقة من البرامج السياسية والنقابية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فعلى المستوى المبدئي والسياسي، نحن نريد للعمال أن يستغلوا قوتهم من ومكانتهم من أجل أن يطلقوا مقولة واضحة حول كل ما يدور حولهم، ضد الاحتلال والتمييز العنصري والخصخصة، وعلى الصعيد اللوائي نريد أن نعزز مكانة اللواء من خلال الوصول إلى المزيد من العمال في أماكن عملهم، وفيما يلي الخطوط العريضة لخطتنا القادمة، التي نشرناها على الملأ:النهوض بالعمل النقابي ورفع أعداد العمال المنظمين: العمال أقوى وأقدر على تحصيل حقوقهم، بوحدتهم النقابية، ومن هنا فإننا نولي أهمية خاصة لتنظيم العمال، لذا فإننا في الدورة القادمة أيضا سنتهم بوصولهم في أماكن عملهم وبوضع حملات توعوية لحقهم على ذلك، التصدي لظواهر التمييز العنصري: خلال السنوات القادمة سنواصل الوقوف بالمرصاد لأي مشغل يمارس التمييز العنصري ضد أي موظف أو عامل عربي، وسنعمل على ملاحقته ومقاضاته. هذا ما كان بالذات في أعقاب الحروب العدوانية الأخيرة على غزة ومثلما تصدينا له حجينها، سنتصدى بالمستقبل أيضا".

وأكملت حديثها قائلة:"وضع حد لحوادث العمل: تشهد البلاد ومنطقة المركز تحديدا، ارتفاعا كبيرا بحوادث العمل، وليس صدفة، إنما بسبب الاستهتار من قبل المقاولين بحياة العمال، وعدم توفير مراقبين من قبل الدولة لضمان تطبيق قوانين العمل. نحن سنواصل المعل بكل الوسائل المتاحة من أجل الحد من هذه الظاهرة ومن أجل سلامة العمال والعاملات، وبخاصة عمال الرافعات والبناء، دعم النساء العاملات: سنواصل العمل على تشجيع المرأة للخروج إلى العمل وعلى دعمها في مكان العمل نفسه ونتصدى لظاهرة العبودية الجديدة التي تشرعن في مجتمعنا تشغيل النساء بأجور زهيدة أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور، رفع الحد الأدنى للأجور: على الرغم من رفع الحد الأدنى للأجور مؤخرا، إلا أننا ما زلنا نرى حاجة إلى رفعه حتى يصل إلى 30 ش.ج. للساعة على الأقل، وهو ما سنواصل العمل عليه وضمان الحقوق الأساسية للعمال كافة: نحن نناضل من أجل تحسين ظروف العمال، لكننا لا نتنازل عن حقهم الآن بالحصول على كل ما يقتضيه القانون وللأسف كثر لا يحصلون على كافة حقوقهم، وهو ما سنواصل التصدي له".

وعن توقعاتها بان تكون رئيسة مجلس نعمات في المثلّث الجنوبي، تحدّثنا:" نعم الأجواء الانتخابية في المثلث الجنوبي مطمئنة جدا، فنحن بتواصل دائم مع جمهور العمال والعاملات ونلمس التقدير الكبير لنشاطنا، لذا فإننا واثقة من أن العمال سيمنحون الثقة لمن يستحقها وسيجددون انتخابي رئيسة لنعمت، إلى جانب انتخاب جميل أبو راس رئيسا لمجلس العمال اللوائي".

تحديات 

وعن التحديات التي تقف امام الكتلة، تقول:" التحدي الأساسي الذي وضعناه نصب أعيننا هو أن نحافظ على الهستدروت ونعمت في المثلث الجنوبي عنوانا لكل العمال والعاملات، وأن يبقى مفتوحا أمام الجمي، بعيدا عن أي اعتبارات فئوية أو ضيقة بعيدة عن أخلاقيات العمل النقابي، وهذا ما حرصنا عليه دائما ونرى به تحديا حقيقيا، طبعا إلى جانب قضايا المرأة العاملة التي تتعرض مثلما قلت أعلاه إلى التمييز الصارخ والمس بحقوقها".

وحول سير العملية الانتخابية والمشرف عليها، تقول:"نتوقع أن تسير العملية الانتخابية بكل هدوء. في المثلث الجنوبي حوالي 6000 صاحب حق للاقتراع من قلنسوة، الطيبة، الطيرة، كفر برا، كفر قاسم وجلجولية، وهنالك لجنة انتخابات مركزية تشرف على العملية الانتخابية، بحيث يوضع في بلدة عدد من الصناديق ملائم لعدد أصحاب حق الاقتراع، كما يمكن في حالات معينة فقط، التصويت في أماكن العمل لمن يعملون في أماكن كبيرة. التصويت يكون للرجال في بطاقتين، بطاقة لرئيس الهستدروت، وبطاقة لمجلس العمال وأما للنساء فتوجد بطاقة ثالثة وهي بطاقة التصويت لنعمت- حركة النساء العاملات المتطوعات".

وانهت كلامها قائلة:"أقول لجمهور المصوتين أننا قطعنا شوطا طويلا في عملية بناء مجلس العمال ونعمت في المثلث الجنوبي حتى تحولا إلى عنوان حقيقي للعمال وللدفاع عن حقوقهم، وعلينا أن نحافظ على هذا الإنجاز الهام والتفكير فقط بمصلحة العمال والنضالات العمالية ورفض أي خطاب عائلي أو فئوي مرفوض. أقول لهم، امنحونا الثقة كي نتمكن من مواصلة مشوار العطاء والتضحيات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]