نظمت عصر اليوم مراسم حلف اليمين القانوني للقضاة الشرعيين الجدد في بيت رئيس دولة إسرائيل بالقدس، وهم 4 قضاة بينهم  القاضية هناء خطيب، التي تعتبر القاضية الشرعية الاولى في البلاد.

شارك في الحفل رئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين ووزيرة القضاء أييلت شكيد.

وقام رئيس الدولة بتسليم سماحة القاضي عبد الحكيم سمارة كتاب تعيينه رئيساً لمحكمة الاستئناف الشرعية، وكذلك تنصيب القاضي الدكتور اياد زحالقة، مدير المحاكم الشرعية، قاضيا في محكمة الاستئناف الشرعية، كما تنصيب القاضية هناء خطيب والقضاة سالم الصانع ومحمود عازم وثروت مدلج كقضاة شرعيين.

ريفلين وشكيد بدورهما باركا هذه الخطوة وقالا أن هذه جزء من رفع مكانة المرأة بالمجتمع العربي وإدخالها لسوق العمل أكثر.

في بداية أقواله، توجه ريفلين للقضاة المعينين قائلا: "أقف هنا مندوبا عن كافة المتقاضين الذين سيقفون أمامكم: رجالاً، نساءً وأطفالا. أنا هنا لأذكركم أن القاضي الشرعي، القاضي الكنسي أو القاضي الديني اليهودي ليس حكيما فقيها في قواعد وقوانين الشريعة الدينية أيا كانت أو بالقانون فحسب، وإنما أولا وقبل كل شيء يهدف إلى خدمة الجمهور. تحظى المحاكم الشرعية بثقة وتقدير الجمهور المسلم في إسرائيل. العيون والقلوب ترنو إليكم من باب الأمل، الإيمان والصلاة بأن تتصرفوا بحكمة وروية، وبلطف إلى المتقاضين أمامكم".

"من اليوم، أصبحتم تشغلون وظيفة تتعلق بأقدس مقدسات الإنسان، بيتنا. إنها تدخلكم إلى حياة الأزواج والعائلات الخاصة، إلى خفايا نفوس الرجال، النساء والأطفال. عندما تنوون الحكم بالحق، تذكروا أيضا بعضا من الرحمة والإحسان. تذكروا أن من يقفون أمامكم هم رجال ونساء يضعون حياتهم، وليس أقل من ذلك، بين أيديكم".
وتطرّق الرئيس إلى تعيين أول قاضية في تاريخ المحاكم الشرعية، وقال: "قبل نحو سنة، خلال احتفال التعيين السابق هنا، أعربت عن أملي، أن نحظى بتنصيب قاضية إلى جانب القضاة الشرعيين. وها هو ذا – أملنا يتحقق. أودّ أن أشكر وزيرة القضاء، لجنة التعيينات، ورئيس محكمة الاستئناف، القاضي عبد الحكيم سمارة، على تعيين المحامية هناء خطيب كأول قاضية شرعية في دولة إسرائيل. إنها شهادة ودليل على الفهم الآخذ بالتغلغل أن من واجبنا ضمان أن تكون لنصف سكان العالم حصة متساوية في تحديد السياسات والقوانين وتطبيقها في مختلف مجالات الحياة. اليوم، أسمح لنفسي بالتعبير عن أملي أن يكون تعيين سيدتي تعيينا أولا تليه تعيينات إضافية كثيرة، وليس فقط لدى المجتمع المسلم".
ومما قالته وزيرة القضاء أييلت شاكيد: "نحن نحطم اليوم سقفا زجاجيا إضافيا وعائقا إضافيا أمام النساء في المجتمع العربي، حيث نعيّن أول قاضية شرعية، لكن بإمكاني القول إنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة، وستشكل أول بادرة لمن سيأتون بعدها. من هنا، من مقر الرئيس في أورشليم القدس، المدينة المقدسة للأديان الثلاثة، تصدر اليوم رسالة هامة لنساء المجتمع العربي وللنساء عموما: انطلقن، استثمرن، تعلمن وتميزن. السماء هي الحدود بالنسبة لكن، ولا تعطوا المجال لأي شخص أو جهة بأن يقولوا لكن أي شيء آخر".

ومن أقوال رئيس محكمة الاستئناف الشرعية، القاضي عبد الحكيم سمارة: "إن تعيين سيدة لتكون قاضية شرعية لهو فعلا تعيين تاريخي بكل ما في الكلمة من معنى، وإننا نثبت لأنفسنا، من خلال هذا التعيين، أن الشريعة الإسلامية قائمة على القيم الشمولية التي تقوم عليها أسس الإنسانية جمعاء، دون تفرقة على أساس العرق والجنس، لأن البيت الإنساني هو بيت القَيَم لكل الناس.
اليوم، تحظى المرأة المسلمة في إسرائيل بمكانتها اللائقة والمتساوية التي تستحقها بين أفراد شعبها، عن جدارة واستحقاق وليس منّة من أحد، على الرغم من كل الاختلافات والاجتهادات الدينية التي دارت حول هذا التعيين، اختلافات نعيها ونحترمها".

وقد شارك في الحفل أيضًا، النائب زهير بهلول، الذي بارك للقضاة الجدد تعيينهم وأكد أن جميع التعيينات كانت مهنية بحته وخصوصا تعيين القاضية الشرعية هناء خطيب والذي يعتبر إنجازا غير مسبوق.

ويذكر في هذا السياق ان النائب زهير بهلول كان احد المبادرين في تقديم اقتراح قانون يفرض على المحاكم الشرعية دمج قاضية واحدة على الاقل الامر الذي اثر بشكل كبير على اتخاذ هذا القرار بتعيين قاضية شرعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]