انتل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الأحد، الرابع عشر من أيار في مستشفى "هشارون" في بيتح تكفا، الشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الإسلامية في البلاد.

بيان النعي

راضية بقضاء الله تعالى ومسلمة الامر اليه، تنعي الحركة الاسلامية في البلاد وعائلة عيسى في كفر قاسم والخارج، الى عموم شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية، فضيلة شيخنا الوالد العلامة والداعية الشيخ عبد الله نمر درويش مؤسس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني.
لقد أسلم سيدنا الشيخ أبا محمد عبد الله الروح لبارئها صباح هذا اليوم، عن عمر ناهز ثمانية وستين عاما، راضيا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. وسيشيع جثمانه الطاهر ظهر اليوم الاحد الساعة الثانية ظهرا من بيته في كفر قاسم الى مثواه الاخير.

عاش شيخنا راضيا بقضاء الله ، وصابرا على ما أصابه من بلاء في جسده مدة حياته، لم يقعده ذلك عن طلب العلم الشرعي والجهاد في سبيل الله تعالى.
منذ أواخر ستينات القرن الماضي وهو يحمل لواء الدعوة الى الله تعالى، مقتفيا أثر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ليمنّ الله عليه من فضله، وتنتشر الدعوة في كل بلد من بلداننا الفلسطينية ولتدخل كل بيت.

ظل سيدنا الشيخ عبد الله نمر درويش يجاهد في الله تعالى لأكثر من خمسين عاما فأسس الحركة الاسلامية أوائل سبعينيات القرن الماضي ، ودخل سجن الاحتلال ظلما وعدوانا سنوات عديدة، ثم خرج ليكمل مسيرة الدعوة الاسلامية والحركة الاسلامية مؤسسا ورئيسا لها حتى العام 1998 ، حيث سلم راية رئاسة الحركة الاسلامية، ولكنه استمر يحمل راية الدعوة والإرشاد والتربية والفكر الاسلامي على خير منهج وأقوم طريق، كان وفيا لمدرسة الامام الشهيد حسن البنّا رحمه الله تعالى ، وكان توأم الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله تعالى.

لقد أرسى سيدنا الشيخ عبد الله خطابا اسلاميا أصيلا في مبادئه وجذوره ، معاصرا في وسائله وأهدافه، حمل راية الوسطية والاعتدال ، وبث روح الاخوة والتسامح والوئام بين أبناء شعبه الفلسطيني ، واجه الظلم والعدوان وناصر قضية شعبه الفلسطيني ضد الاحتلال ، حمل همّ الأمة العربية والإسلامية ودعى الى الحكم الشوري الرشيد على قاعدة العدل بين الناس والرحمة بهم . دعا الى التعارف والحوار ونشر قيم العدل والسلام في ربوع العالم بأسره .
ظل شيخنا الفاضل يؤدي أمانة النصح للحركة الاسلامية بقيادتها وأبنائها، ويمارس دوره في التربية والدعوة وتفسير القران الكريم حتى أيامه الاخيرة.
رحمك الله يا ابا محمد وغفر الله لك وجزاك الله خيرا وأدخلك فسيج جناته بصحبة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه.
عنهم، الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الاسلامية،  أبناء الشيخ المرحوم عبد الله نمر درويش ووالدتهم وعائلة عيسى في كفر قاسم.

بركة ينعى الشيخ عبد الله نمر درويش الداعية والقائد المجتمعي
نعى رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الاسلامية في البلاد، والشخصية ذات المكانة الدينية والشعبية والاجتماعية المرموقة بين جماهيرنا العربية في البلاد. والذي كانت له على مر السنين، بصمات في السعي لوحدة الجماهير العربية، ومحاولات رأب الصدع في أكثر من محطة من مسيرة جماهيرنا.

وقال بركة: "رحم الله الشيخ عبدالله نمر درويش الداعية والقائد المجتمعي والصديق المخلص والاخ الكريم والكبير. لقد جمعتني بالشيخ محطات ومحطات، ولا أذكره فيها كلها الا بالخير والمحبة، وسيأتي يوم نقول فيه ما يجب أن يقال".

وتابع بركة قائلا، إن "قلبي حزين على هذا الرحيل وعلى هذه الخسارة لشعبنا ولوحدته. وقلبي حزين على هذه القامة التي تركت بصمات ساطعة في حياة شعبنا ومجتمعنا. لقد كان الشيخ عبد الله متحيزا للجنة المتابعة العليا، بصفتها الاطار الجامع لكل أطياف مجتمعنا العربي، في السعي للوحدة الكفاحية المشتركة، من اجل قضايا جماهيرنا وشعبنا ككل. كما أن موقفه كان وازنا، من أجل تشكيل القائمة المشتركة. فإلى جنات الخلد بمشيئة المولى وبرحمته، يا شيخنا الجليل".

 

الشيخ رائد صلاح: أعطى وضحى في مسيرة الصحوة الإسلامية

وفي بيان صدر عن الشيخ رائد صلاح جاء: تلقينا بشديد الحزن والألم خبر وفاة المرحوم فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش ، ولا يسعنا في مثل هذه اللحظات إلا أن نُصَبِّر أنفسنا وأن ندعوَ الله تعالى أن يكرم المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش برحمة ومنزلة في الجنة ، ثم لا يسعنا إلا أن نتقدم من عميق قلوبنا بالتعزية الى أهل الشيخ المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش وإلى أحبابه وإخوانه وإلى أنفسنا ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على ما بذل وأعطى وضحى في مسيرة الصحوة الإسلامية بعامة والحركة الإسلامية بخاصة في الداخل الفلسطيني .

 

عن الشيخ عبد الله نمر درويش

الشيخ عبد الله نمر درويش، ولد في عام 1948 في كفر قاسم، وهو أحد المؤسسين الأوائل للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.

دعوته
في عام 1971 تخرج عبد الله نمر درويش من المدرسة الإسلامية (المعهد الديني) في نابلس، وبدأ يدعو إلى الإسلام ويعمل على بناء جيل يحمل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. في عام 1972 أقام أول نواة للحركة الإسلامية في كفر قاسم؛ حيث اقتصر على نشر الدعوة حتى عام 1974، وبدأت دعوته (العودة إلى الإسلام) تصل إلى القرى المجاورة (كفر برا وجلجولية والطيبة). وفي عام 1978 وصلت الدعوة إلى مدن مثل أم الفحم وباقة الغربية وجت شمالي منطقة المثلث، وفي عام 1979 وصلت إلى النقب، أما في عام 1980 فقد وصلت إلى الناصرة وبعض قرى الجليل.


أسرة الجهاد

ألقي القبض على الشيخ درويش عام 1981، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3، وأفرج عنه عام 1984، وكانت التهمة التي أدين بها صلته بتنظيم سري إسلامي (أسرة الجهاد) بعدما اتُهم أعضاء هذا التنظيم بحيازة أسلحة ومتفجرات وإشعال النيران في ممتلكات يهودية، وحكم على زعيم التنظيم (فريد أبو مخ) بالسجن 10 أعوام، وأطلق سراحه مع آخرين في إطار صفقة جبريل عام 1985.

وقد تأسست "أسرة الجهاد" (منظمة سرية شبه عسكرية) التي سُجن بسببها الشيخ درويش عام 1979 من مجموعة من الشبان من تيار سُمّي "التائبين" بقيادة فريد أبو مخ من مدينة باقة الغربية، دعوا إلى تحرير فلسطين بالجهاد المسلح بما في ذلك الحرب الاقتصادية ونُسبت لهم عمليات إحراق ممتلكات يهودية.

حركة الشباب المسلم
عاد الشيخ نمر درويش بعد الإفراج عنه إلى قرية كفر قاسم ليتزعم الحركة الإسلامية، التي اهتمت بالبنية التحتية الاجتماعية، فأقامت شبكة من عشرات الجمعيات والروابط القانونية التي أسست بدورها رياض الأطفال، عيادات، نوادٍ رياضية، كلية دينية.

وأسست حركة الشباب المسلم التي ركزت نشاطها بشكل أساسي على السلطات المحلية، وحددت آلية عملها على النهوض بأوضاع فلسطينيي 48 ورعاية شئونهم بأنفسهم؛ بحيث يقوم المشاركون فيها بأعمال عامة مثل شق الشوارع والطرقات وإقامة محطات الوقوف والمواصلات العامة وترميم المدارس وتنظيف المقابر وبناء الصفوف الدراسية، كما واهتمت بخدمات المسنين وعملت على إنشاء مكتبات عامة للكتب الدينية.
وكان من الطبيعي أن تدرس الحركة المستجدات، وأن تتبنى مبدأ العمل في ظل القانون، وأن تعود إلى ما بدأت به من إقامة القاعدة الأساسية، فكثفت في الثمانينيات والتسعينيات من إنشاء المؤسسات الدينية التي تقدم خدمات حيوية لفلسطينيي 48؛ الأمر الذي زاد من شعبية هذه الحركة داخل صفوف الفلسطينيين، ونظرًا لما تستغله الحركة من مفهوم ديني حول تحرير القدس والمسجد الأقصى (القبلة الأولى للمسلمين).

المشاركة في الكنيست
في عام 1989 حققت الحركة الإسلامية في فلسطين 48 انتصارًا كبيرًا في انتخابات السلطات المحلية بفوزها برئاسة خمسة سلطات محلية عربية هي: أم الفحم، رهط، كفر قاسم، جلجولية، كفر برا، بالإضافة إلى نجاح أقل في عدة مدن وقرى مثل: الناصرة وكفر كنا. وقد جعلت هذه المبادئ التي رفعتها الحركة الإسلامية بجناحيها خاصة جناح الشيخ نمر درويش التيار "المعتدل" فيها يفوز في انتخابات الكنيست 1996 و1999 بمقعدين في كل مرة. أدت مشاركته في انتخابات الكنيست إلى حدوث شق في الحركة الإسلامية. القسم الذي ترأسه الشيخ درويش شارك في انتخابات الكنيست وعرف بالحركه الجنوبية. والقسم الشمالي برئاسه الشيخ رائد صلاح الذي رفض المشاركة بانتخابات الكنيست.
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]