يُستفاد من معطيات دائرة الأرصاد الجوية أنه أصبح في حكم المؤكد أن إسرائيل تواجه الآن "سنة محْل وقحط وجفاف"- حيث لم يهطل هذا الموسم من الأمطار سوى 71% من المعدل السنوي المعتاد، مع الإشارة إلى أن المنسوب في بعض المناطق لم يتعدّ 50%.

وعُلم أن سلطة المياه تدرس امكانية ضخ عشرات الملايين من أكواب المياه التي تتم تحْليتُها من مياه البحر إلى بحيرة طبريا منعًا لاتساع جفافها ولوضع حدّ للأضرار البيئية اللاحقة بها.

ويشار إلى أن تحديد أو تعريف "سنة القحط والجفاف" يتقرر من قبل لجنة مشتركة مكونة من مندوبين عن وزارتي الزراعة والمالية، اعتمادًا على معطيات بيئية ومناخية، وتقارير من سلطة المياه، تدلّ (جميعها) على أن منسوب الأمطار في الموسم المعيّن يقل عن 80% من المعدل السنوي العام.

50% في السهل الساحلي و 236% في إيلات!

ووفقًا للمعطيات دائرة الأرصاد الجوية، فقد بلغ منسوب الأمطار التي هطلت هذا الموسم في منطقة بحيرة طبريا والمناطق التي تجري المياه منها إلى البحيرة - 70% من المعدل العام، فقط، بينما سُجّل أدنى منسوب في منطقة السهل الساحلي بواقع 50%، وفي جبال القدس سجل معدل 53% وفي الجولان 72% وفي حيفا 86% وفي مدينة القدس ذاتها 61%، وفي بئر السبع- 67%.

واللافت أن مناطق أقصى الجنوب سجلت منسوبًا مضاعفًا، بواقع 174% في منطقة "العربة" و 235% في إيلات.

ويشار إلى أن إسرائيل لا تعاني نقصًا في المياه بفضل منشآت تحلية مياه البحر، لكن لا تتوفر ضمانات أكيدة بان تلبي هذه المنشآت كافة الاحتياجات طوال الوقت.

ويشار كذلك إلى أن هذه السنة هي السنة الرابعة على التوالي التي يشهد فيها شمال إسرائيل قحطًا وجفافًا، وينعكس هذا بوضوح على الحالة المتردية لبحيرة طبريا وجفاف الأدوية وعيون المياه المجاورة لها.

وداي سلّامة
وأبدى المسؤولون في سلطة المياه أسفهم على اعتراض سكان الشمال على اقامة منشأة لتحلية المياه في المنطقة، الأمر الذي لا بدّ أن ينعكس سلبًا على منسوب وجودة المياه في بحيرة طبريا، ولهذا السبب يدرس المسؤولون امكانية ضخ (50) مليون كوب من المياه المحلاة سنويًا إلى البحيرة، من منشآت التحلية المتوفرة، وذلك لضمان استمرار التزود بمياه الشرب من البحيرة، ومنعًا لزيادة ملوحة مياهها.

ويجري التخطيط في هذا الإطار لضخ المياه من منشآت التحلية إلى مجمّع خاص في شمال البلاد، ومنه إلى البحيرة عبر وادي سلّامة قرب قرية الرامة الجليلية.

ويدرس الخبراء امكانيات الحيلولة دون خطر امتصاص "وادي سلامة" لكميات كبيرة (زائدة) من المياه التي ستجري فيه باتجاه البحيرة، أو ركودها فيه، كما يدرسون اشكال التوفيق والتفاعل بين المياه المحلّاة، التي تحتوي على معادن قليلة، ومياه البحيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]