نشرت صحيفة "تايمز" تقريرا لمراسلتها في تركيا حانا لوسيندا سميث، تتحدث فيه عن الجهود الأخيرة التي تبذل لوضع اللمسات الأخيرة على منتجع خاص في أنطاليا سيفتتح هذا الصيف.

ويشير التقرير إلى أنه تمت صيانة الحدائق، وطلاء أماكن اللعب الخاصة بالأطفال، وإقامة فنادق خاصة لخدمة المسلمين الملتزمين، بالإضافة إلى توفير أماكن سباحة خاصة للنساء ومساجد.

وتقول الكاتبة إن "سياحة الحلال"، تحولت بعد نمو بطيء، بشكل مطرد، إلى تجارة مزدهرة تدر سنويا 100 مليار جنيه أسترليني، وتحولت من شيء مخصص للأثرياء المسلمين، الذين يستطيعون دفع آلاف الجنيهات، والإقامة في فنادق تأخذ بعين الاعتبار الحساسيات الدينية، إلى أمر متاح للمسلمين كلهم، حيث يقضون اوقاتهم في الشمس ولأيام.

وتبين الصحيفة أنه في الرحلات السياحية، التي كانت عادة ما تجذب السياح الأوروبيين لأنطاليا، والفنادق التي توفر الشمس والكحول، أصبح الكثير منها يهتم بالسياحة الحلال، حيث أصبحت المنتجعات مثل غيرها من التي تعد غير حلال، مستدركة بأن الفرق في هذه الجديدة هو عدم تقديم الكحول والمشروبات الروحية، وتوفر الطعام الحلال، وأماكن الصلاة التي يعلن عن مواعيدها من خلال مكبرات الصوت.

ويلفت التقرير إلى أن أهم ما يتوفر في هذه المنتجعات هو الأماكن المخصصة للسباحة للرجال وتلك المخصصة للنساء، حيث تم بناء ستائر بعلو 30 مترا لحماية الشاطئ المخصص للنساء.

وتفيد سميث بأن هناك قاعات خاصة للنساء، مثل المتوفرة في فندق الخمس نجوم "إدين بيتش"، حيث قال المسؤولون فيه إنهم لا يعارضون توفير مناطق مخصصة للنساء، مع أن القوارب السريعة التي قد تمر به ربما شاهدت النساء وهن بالبكيني.

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم ذلك، فإن الستائر، والحظر على استخدام الهواتف والكاميرات، ومنع دخول الأطفال فوق سن السادسة، كلها عوامل تسمح للنساء بالتشمس بحرية على هذه الشواطئ.

وينقل التقرير عن فاطمة نيهدو (29 عاما) من بريستون في بريطانيا، التي جاءت لزيارة تركيا مع زوجها زكريا وأبنائها، قولها "هذه هي المرة الأولى التي نزور فيها، منذ أن كنا أطفالا، منتجع حلال"، في إشارة لمنتجع بيرا ألانيا، وأضافت أن العائلة عرفت عن الفندق من أصدقاء لها، مشيرة إلى أنها لم تكن تبحث عن منتجع حلال في البداية، لكنها أكدت أنها ستأتي إليه مرة أخرى.

وتورد الكاتبة نقلا عن العائلة، قولها إن التطورات السياسية، وما تشهده تركيا من أحداث، لا يهمها، خاصة أنها كانت بعيدة على الشواطئ، مستدركة بأن الهجمات الإرهابية والانقلاب الفاشل العام الماضي أثرا في السياحة، التي تعد مصدرا للدخل القومي، إلا أن السياحة الحلال تعوض عن هذه الخسائر، بعد أن خلت المصايف والمنتجعات من السياح الأجانب.

وتنقل الصحيفة عن أفق سيجين، التي أنشأت موقع "حلالبوكينغ.كوم"، قولها إن التجارة تضاعفت العام الماضي، وأضافت أن زبونا من أوكرانيا حجز جناحا خاصا لستة أسابيع في أغلى الفنادق، ودفع 31 ألف يورو.

وينوه التقرير إلى أن أحد سكان أنطاليا، التي تعد من المناطق المتحررة، قال إن سكان المنطفة شعروا بالقلق في البداية، لكن بعدما شعروا أن هناك إمكانية لتحقيق عوائد مالية، فإنهم غيروا موقفهم.

وتذهب سميث إلى أن هذا التحول يناسب الحزب الحاكم في تركيا، حيث افتتح أحمد داوود أوغلو العام الماضي، عندما رئيسا للوزراء، مؤتمرا عن السياحة الحلال.

وتختم "تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا القطاع جذب مستثمرين مهتمين به، مثل نمير غازي من ليستر، الذي أنشا موقعا للسياحة الحلال، وقال إن العائلات الملتزمة عادة ما تسافر إلى دبي، لكنها تظل غير متاحة بسبب التكاليف.

(عربي 21)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]