أصبحت أحداث كفر مندا "سيرة على كل لسان" في المجتمع العربي، وحتى في المواقع الإسرائيلية، فالشجارات المتكررة يوميًا واستعمال المفرقعات النارية فيها وتوثيقها بالفيديو، والعصي التي عثرت عليها الشرطة، والحجارة، وكل التفاصيل، كلّها، مدعاة للنقد والاستنكار، لا سيما وانها تكررت في كل ليلة من الليالي الماضية.

وقد أسفرت الأحداث عن أضرار كبيرة وعن اعتقال 23 مواطنًا من القرية ومن المتوقع أن تزيد الأرقام، وعلمنا أن جهات عديدة تسعى لعقد راية الصلح بين العائلتين المتخاصمتين، وبينها جاهة الصلح القطرية التي اعلنت اليوم عن هدنة لأسبوعين بعدما زارت عائلة زيدان وعائلة عبد الحليم وزارت أيضًا البيوت المتضررة في منطقة العين.


وكون الأحداث "البارزة والمضيئة بالمفرقعات" تجري عادة في ساحة العين بالبلدة التي باتت تعرف بميدان المعارك، قرر أصحاب المصالح والمحال التجارية في ساحة العين، لإعلان الإضراب العام والشامل غدًا الثلاثاء .

أصحاب المحلات سيغلقون أبواب محلاتهم وسينظمون وقفة احتجاجية عند الساعة الحادية عشرة من ظهر غد الثلاثاء بساحة العين ودعوة كافة أهالي القرية لنبذ العنف، ورفع راية التسامح فيما بينهم حفاظًا على النسيج الاجتماعي ووقف نزيف الدم الذي أصاب الجسد المنداوي الواحد .

وبدورها، كتلة النهضة المنداوية، عممت البيان التالي في أعقاب الأحداث الأخيرة 22.4.2017:
"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" (صدق الله العظيم)
أهل بلدنا الكرام، نعبر بهذا عن أسفنا وشديد استنكارنا للأحداث المؤسفة التي شهدتها كفرمندا في الليلة الأخيرة، من إزعاج الناس وقض مضاجعهم وترويع الأطفال والشيوخ والاضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، وما يتبع ذلك: النيل من سمعة بلدنا وأهلها والتأثير سلبا على الحركة التجارية في القرية.
للأسف، هذه الأحداث المتعاقبة والمتكررة، لم تأت من فراغ، إنما هي نتيجة للتجييش والاستقطاب العائلي، وتقسيم البلد إلى معسكرين في سبيل التصارع على السلطة المحلية. نعم، التصارع المحموم والمذموم القائم على المشاحنات وتعزيز العداوة، والذي طالما حذرنا منه وظننا البعض نبالغ.
مع ذلك، نؤكد أن هذا وقت تكاتف، لا تناكف، لنبذ العنف. فليأخذ كل منا دوره في ذلك، بدءا من المجلس المحلي والأطراف السياسية المختلفة، ولعل البداية تكون بوقف التحريض السياسي-العائلي، وتحميل كامل المسؤولية الشخصية لكل من يقوم بتصرف عدائي أو غير مسؤول، دون تحميل المسؤولية لعائلته أو الجهة السياسية التي ينتمي لها، وليجد مرتكب العنف نفسه أمام محاسبة القانون "دون ظهر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]