نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرًا تحدثت فيه عن القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، الذي يقبع في أحد السجون الإسرائيلية منذ قرابة 13 عامًا.

وخلال هذا الأسبوع، دخل البرغوثي برفقة 1300 من الأسرى الفلسطينيين في إضراب عن الطعام في عدة سجون إسرائيلية، وذلك للمطالبة بأبسط حقوقهم.

وقالت الصحيفة الشهيرة، بتقريرها الذي ترجمه موقع "عربي21"، إن البرغوثي يناضل بشتى الطرق منذ سنوات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب الصحيفة فإن البرغوثي كان أحد أبرز قيادات الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وأصدرت المحكمة الإسرائيلية 5 أحكام بالسجن المؤبد في حقه بزعم "القتل والانتماء إلى منظمة متطرفة".

وأكدت أن البرغوثي وجه برفقة أسرى آخرين بنهاية الأسبوع الماضي، دعوة إلى بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام.

أهداف الإضراب

وكان البرغوثي قال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "علمتني السنوات الطويلة التي قضيتها في السجون أن الاحتلال الإسرائيلي يعامل الأسرى بشكل غير إنساني بهدف كسر إرادة الأسرى وبقية الشعب الفلسطيني. لكنه لن يحقق مبتغاه".

وأضافت الصحيفة أن عددًا من السياسيين الإسرائيليين علقوا على هذا التصريح على غرار المعارض الإسرائيلي، "يائير لبيد"، الذي اتهم الصحيفة الأمريكية "بالتضليل المتعمد".

وفي الوقت نفسه، نشر وزير التربية الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، تعليقًا على حسابه الخاص بموقع فيسبوك قال فيه إن "البرغوثي سيتعفن في السجن حتى الموت".

وأوضحت الصحيفة أن البرغوثي يهدف مع أسرى آخرين من خلال هذه الدعوة إلى تحسين ظروف الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وفضلا عن ذلك، يسعى لكسب تأييد الفلسطينيين لا سيما وأنه يدرس الترشح للانتخابات الرئاسية لخلافة الرئيس محمود عباس، علمًا بأنه "لم يزكِ أي زعيم سياسي آخر لينوبه" بحسب الصحيفة.

وبينت أن البرغوثي يعتبر من بين أبرز المرشحين لخلافة عباس نظرا لرصيده النضالي باعتباره شخصية مقاومة داخل فتح، علاوة على مكانة جيدة لدى أغلب السياسيين الفلسطينيين.

وأفادت الصحيفة أن اختيار موعد انطلاق الإضراب ليس اعتباطيًا، إذ أن هذا اليوم يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني.

وفي الواقع، يتوخى البرغوثي استراتيجية تهدف لوضع كل من الحكومة الفلسطينية والإسرائيلية تحت الضغط، لا سيما أن عباس سيؤدي زيارة إلى واشنطن في نهاية شهر أيار/مايو المقبل.

وأوردت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية ستضطر إلى التدخل طبيًا لمعالجة الأسرى في صورة إصرارهم على الامتناع عن الأكل.

ولكن في حال لجوئها إلى إجبار الأسرى على تناول الطعام بالقوة، فإنها ستقع في ورطة لأن ذلك سيثير حفيظة الأسرى وفصائل المقاومة لاسيما وأن شهر حزيران/يونيو يتزامن مع الذكرى 50 لحرب الأيام الستة.

وتابعت الصحيفة أن "عباس يرغب في إنهاء إضراب الجوع سريعًا قبل زيارته إلى واشنطن، على الرغم من دعمه الشكلي لهذا الإضراب بشكل علني".

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن وجود البرغوثي بالسجن لا يشكل أي عائق أمام ترشحه بالانتخابات الرئاسية القادمة، إذ أنه يعتبر أسطورة حية لدى الفلسطينيين.

وفي صورة ترشحه للانتخابات الرئاسية، ستضطر "إسرائيل" إلى إطلاق سراحه خشية اندلاع انتفاضة أخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]