لم تحبذ الملكة إليزابيت الثانية يوماً وجود كاميلا باركر بولز، الزوجة الثانية لولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز أمير ويلز، في حياة العائلة المالكة. لا يخفى على أحد أن الملكة اليزابيت لم ترضخ لكل دعوات التنازل عن العرش لمصلحة إبنها البكر الأمير تشارلز، لأنها ترفض كلياً أن تخلفها كاميلا باركر في "سدة" عرش بريطانيا. خشي تشارلز ضياع هذه الفرصة منه، وترجم مراراً هذا الخوف لديه بتصادم "مهذب" مع والدته، التي لم تتراجع يوماً عن قرارها حرمان كاميلا لقب "ملكة بريطانيا".

"لعبة التيجان"

يشهد العرش البريطاني حرباً باردة، لا تخلو من التنافس الحاد بين ثلاث نساء نافذات في عائلة ويندسور: الملكة، تليها كاميلا باركر بولز، فكايت ميدلتون. كشف الكاتب كريستوفر آندرسون في عمله الجديد بعنوان "لعبة التيجان" تفاصيل ما يجري داخل القصر الملكي ووقائع "صادمة" عن العلاقة بين الأقطاب النسائية.

وصف حرب القصربأنها "تدور في فلك كاميلا باركر بولز، التي تعتقد أن كايت لا تستحق البتة لقب ملكة". ذكر أنها حاولت جاهدة أن تكرر على مسامع زوجها الأمير تشارلز وابنه البكر ويليام أن كايت فتاة عادية جداً، وهي لا تتمتع بأي مواصفات مناسبة تؤهلها لتصبح زوجة ويليام، أو حتى أن تتربع ملكة على عرش بريطانيا.

لم ينجح آندرسون في كشف خفايا الصراع بين "نساء" عائلة ويندسور. وكشف الصحافي توم سايك في موقع "دايلي بيست" الإلكتروني في مقابلة خاصة مع أندرسون أن الأخير تابع عن كثب مراحل حياة العائلة المالكة في بريطانيا في مقالات نشرت في جريدة "نيويورك تايمز" ومجلة "تايم" عن مراحل حياة العائلة المالكة في بريطانيا على مدار 40 عاماً. توقف سايك عند متابعة آندرسون لردات فعل كاميلا المفاجئة وتصرفاتها غير المتوقعة حيال كايت ووالدتها كارول. وكشف أنها لم تحسن مثلاً استقبال كارول والدة كايت مرات عدة. وعمدت الى التعامل معها بجفاء، متناسية بذلك الروابط العائلية بينهم.

حاولت كاميلا مراراً ، وفقاً لما قاله آندرسون في مقابلته، أن تقنع زوجها الأمير شارلز بضرورة إفشال علاقة الحب، التي كانت تجمع ويليام بكايت قبل الزواج. ترجمت هذه المحاولات من خلال إشاعة جو من التصادم والخلاف بين الثنائي الشاب المرشح للارتباط رسمياً. وصف آندرسون هذا الجو قائلاً: "كنت في بريطانيا عندما وقع خبر انفصال الأمير الشاب ويليام عن حبيبته كايت كالصاعقة على البريطانيين. أما أنا فشعرت بالخيبة، رغم أنه كان يراودني شعور بأن ويليام سيعلن خطوبته على كايت في القريب العاجل". حاول أندرسون معرفة السبب المفاجىء لهذا القرار الذي تلقاه في بريطانيا، ليفاجأ بأن غالبية الناس في بريطانيا كانوا على يقين تام بأن كاميلا كانت تخطط لهذه النهاية، أي انفصال ويليام عن كايت.

كاميلا وكايت... كارول

لم تر كاميلا يوماً، هذه المرأة التي تجاهر بأصولها الأريستوقراطية، أن لكايت جذوراً عائلية تليق فعلياً بالعائلة المالكة البريطانية، وفقاً لما جاء في كتاب "لعبة التيجان". في التفاصيل أن كاميلا كانت تردد بفخر كبير أن والدة جدتها أليس كيبل كانت العشيقة السرية للملك إدوارد السابع. طبعت هذه العلاقة شخصيتها منذ نشأتها إلى اليوم، مما عزز لديها رغبة "دفينة" في التقرب من الأمير تشارلز وأن تعيش قصة غرامية مع الملك "المرشح" لتسلم عرش بريطانيا.

توقف عند تصرفاتها كما وصفها في عمله قائلاً: "كانت تلجأ في أحاديثها الى تقويم مستوى كايت العائلي، والذي لا يليق بالعائلة المالكة. دخلت في سيرة حياتها، مشيرة الى أنها تتحدر من عائلة عملت في المناجم، مما يشير الى تواضع العائلة وغياب أي تناغم طبقي بين العائلتين. عليه، تابعت مساعيها "الحثيثية" مع الأمير تشارلز، ليقنع إبنه البكر ويليام بضرورة حسم العلاقة مع كايت".

من أنقذ علاقة الثنائي الشاب؟ قال آندرسون إن كارول، والدة كايت، كانت السند الأساسي لابنتها، وهي أدت دوراً أساسياً في عودة المياه الى مجاريها بين ابنتها والأمير ويليام. شرح أن أمها شجعتها على الانتساب إلى جامعة "سانت أندرو"، وتابعت معها خطواتها لمقاربة الأمير ويليام مجددا. فقد رفضت، وفقاً لما قاله، أن تقبل بفكرة انكسار ابنتها أو حتى قبولها بخسارة حبيبها".

لم يخصص آندرسون فصلاً لكارول ميدلتون، بل ثمن دورها في حياة الزوجين اليوم. ذكر أن الأمير شارل وزوجة كاميلا لا ينعمان بالتقارب مع حفيديهما جورج وشارلوت، والذي يعيشه والدا كايت مايكل وكارول ميدلتون. وترجم ذلك فعلياً عندما قرر الأمير ويليام وكايت أن يبقى الصغير جورج وشقيقته شارلوت في رعاية والديّ كايت، وذلك خلال عطلة أمضياها في الهند.

بدا واضحاً ان الكرة اليوم في ملعب كايت ميدلتون، المرشحة الفعلية لخلافة ملكة بريطانيا، بدعم علني وواضح من الملكة إليزابيت الثانية. لكن آندرسون لم يحسم الأمر لمصلحة كايت لأنه يلمح في كلام يقرأ بين السطور أن لكاميليا مزايا عدة تصلح أيضاً للمنصب ...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]