تعود علينا الذكرى العطرة ليوم الارض الخالد ، بعد 411 عاما ، بعد ان قامت المؤسسة الاسرائيلية العنصرية بمصادرة آلاف الدونمات من ارضنا العربية ، ذات الملكية الخاصّة او المشاع ، ضمن مشروع ما سمّي اعتباطا "تطوير الجليل " وهو الاسم المضلّل لمشروع تهويد الجليل ، حيث اُعلن عن مصادرة اكثر من 21000 دونم من اراضي سخنين وعرابة وديرحنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل ، بهدف تخصيصها للمستوطنات اليهودية ، وذلك بعد ان سلبت ملايين الدونمات بعد النكبة الفلسطينيه ، حيث وضعت يدها الغاصبة على ملايين الدونمات التي تعود ملكيتها الى المهجرين واللاجئين ، وفق قوانين تعسفية ودراكونية وبعد ان طردت اكثر من 70% من ابناء الشعب الفلسطيني من وطنه.

لقد كان قرار اعلان الاضراب العام ، عشيّة يوم الارض عام 1976 ، قرارا هامّا يفصل بين فترة الخوف والرعب الذي عاشته جماهيرنا الفلسطينيه بفعل المجازر المروّعه التي قامت بها المنظمات العسكريه الصهيونيه والوقوع تحت نير الحكم العسكري ، وبدء مرحلة جديده من انطلاق الارادة الشعبيه ورفع رايات الكرامة والانتصار لمبدأ الحقوق اليومية والوطنيه والتمسّك بارض الآباء والاجداد والاستعداد للتصدي لسياسة التمييز العنصري والاضطهاد القومي ..

وكالعادة ، كان الردّ السلطوي عسكريا ودمويا ، حيث استعانت اجهزة القمع بالشرطة والجيش ودخلت القرى العربية بالدبّابات والمجنزرات ، واطلقت النيران الحيّة بشكل عشوائي فسقط الشهيد خير ياسين في قرية عرّابة وبعد انتشار الخبر في اليوم التالي ، انتفضت الجماهير الغاضبة في الثلاثين من آذار في مظاهرات احتجاجية عارمة عمّت معظم المناطق العربية _الفلسطينيه ، سقط على اثرها خمسة شهداء اضافة الى عشرات الجرحى ومئات المعتقلين .

شهداء الارض هم :

الشهيد خير ياسين من عرابه
الشهيد خضر خلايله من سخنين
الشهيده خديجه شواهنه من سخنين
الشهيد رجا ابو ريا من سخنين
الشهيد محسن طه من كفر كنا
الشهيد رأفت الزهيري من عين شمس

نتذكر اليوم الدماء الزكيّة لشهداء يوم الارض الذين رووا ارضنا باغلى ما يملكون فكانوا كمن يفدون الارض من مخالب الغاصب ، الذي اذهله هذا الصمود فاوقف العمل بقرارات المصادرة .

معا نتذكر تضحيات شهداءنا وجرحانا واسرانا لنقول ان شعبنا يستحق الحياة على ارض الآباء والاجداد وعدم التفريط بها لايّ سبب كان وضرورة نبذ سماسرة الاراضي الذين يعملون لتحقيق مآرب السلطة بالاجهاز على ما تبقّى من ارض ..

مع شعبنا اليوم نرفع رايات العزّة والمجد والصمود والتمسّك بكل ذرّة تراب من ارض وطننا الغالي ، ارض الآباء والاجداد ، ومتمسّكين بحق عودتنا المقدس الى ديارنا الاصليه ومؤكّدين انه لن يضيع حقّ وراءه مطالب وانّه لن يكون هناك سلام الاّ بعودة المهجرين واللاجئين الى ديارهم على ارض الوطن ..

ندعو في هذا اليوم جماهير شعبنا الى المشاركة في نشاطات يوم الارض الخالد ، وفاء لدماء الشهداء الزكيّة ووفاء لنداء الوطن والارض والواجب والضمير ..

ومعا نشارك اليوم ، نحن المهجرون ، في مسيرة عرابّه الى ديرحنا ويتقدمنا شبيبة العوده الذين حضروا ليدحضوا ، للمرّة الالف ، مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون" ..ها هم يرفعون اليوم رايات العودة والتمسّك بارض الآباء والاجداد ومع الاصرار على على احياء ذكرى نكبتنا الفلسطينيه في الثاني من ايّار على ارض الكابري المهجّره ..
...
عاش يوم الارض الخالد

لا عودة عن حقّ العودة

المجد والخلود لشهداء شعبنا الابرار .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]