من المقرر ان تحيي الجماهير الفلسطينية في الداخل الخميس القادم، وتحديدًا في الثلاثين من شهر اذار، ذكرى يوم الارض الخالد، حيث تأتي الذكرى هذا العام بالذات تزمنا مع موجة هدم البيوت والسياسات العنصرية المتطرفة التي تمارسها الحكومة ضد الجماهير الفلسطينية في الداخل الى جانب سن قوانين عنصرية مثل حظر الاذان وقانون كيمينتس وغيرها.

وللتذكير فأن هذه الذكرى التي سقط فيها عدة شهداء من بلدات عربية بعد ان قامت الدبابات الاسرائيلية عام 1976 باقتحام القرى الفلسطينية والبلدات العربية في اعقاب الاضراب والخطوات الاحتجاجية التي قام بها الداخل على مصادرة الاراضي وتخصيصها لاقامة مستوطنات صهيونية، وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي، 30 آذار، انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

ومن الملفت ان هذا العام حتى الآن لا يوجد اي صدى لاحياء الذكرى، خاصة من قبل الاحزاب السياسية الفاعلة على الساحة والتي تكون عادة هي المبادرة الاولى لاقامة نشاطات وفعاليات لاحياء الذكرى، علما انه جرى هناك اجتماع للمتابعة تم فيه إقرار احياء الذكرى والمسيرة المركزية في ديرحنا.

يوسف طاطور: على مدار سنوات طويلة تعرضت هذه الذكرى لعملية تآكل واهمال مؤسفة أضعفت حضوره وهيبته

يوسف طاطور نائب الامين العام للتجمع وعضو المكتب السياسي قال: لا اريد ان اظهر وكأني متشائم أو مجرد شخص متذمر، ولكن الوضع فعلا ليس على أفضل ما يرام فيما يتعلق بتعاملنا مع حدث وطني مفصلي في وعي وعقول جماهير شعبنا الا وهو يوم الارض الخالد. على مدار سنوات طويلة تعرضت هذه الذكرى لعملية تآكل واهمال مؤسفة أضعفت حضوره وهيبته حتى صار مجرد يوم آخر من ايام كثيرة للذاكرة الوطنية.

ونوه قائلا: المطلوب منا جميعا، واولهم الأحزاب والحركات الوطنية ان تعمل على تعميق رسائله وجعله منصة قوية لكل حراك وتعبئة لأجيالنا. هذا الامر يتحقق عندما يتحول بكل تفاصيله الى مادة للتدريس في مدارسنا وحديث كل الأهل باقتراب موعده عبر الفعاليات المختلفة، ولكن الأهم ان يعلن عنه يوما للإضراب الشامل في كل سنة. ان الاكتفاء بنشاطات متواضعة كما هو حاصل اليوم يعكس ضعف أحزابنا ويجب ان يضيء أمامهم الضوء الأحمر، وهذا ما سنعمل على تغييره لاحقا ان شاء الله. علينا ان نبدأ التغيير بالمشاركة الواسعة بالفعاليات التي اقرتها المتابعة وان ننطلق لتحقيق مهمة استعادة حقيقة هذا اليوم العظيم.

منصور دهامشة: الظروف فرضت نفسها ولكننا سنحيي ذكرى الأرض

منصور دهامشة بدوره قال: سيكون هناك اجتماع غدا السبت وسيتم احياء يوم الأرض كما في كل عام دون أي تقصير حيث سيشمل احياء الذكرى مسيرة وندوات في كفركنا بشكل خاص عن احداث ومعالم يوم الأرض، بالعكس تماما لا يوجد أي تقصير باحياء ذكرى يوم الأرض بل هناك حالة من السبات العام سببتها الاحداث الكثيرة والتطرف اليميني وملاحقة الجماهير العربية مثل هدم بيوت وتشريع قوانين عنصرية مثل قانون كامينتس وقانون حظر الاذان، كثرة الاحداث وضعت الناس بحالة تأهب مستمرة ولذلك لم نعد نشعر ان هناك تحضير خاص ليوم الأرض بسبب الاحداث والنضالات الكثيرة والمستمرة يوميا.

وتابع: كل هذا يدل على ان حكومة اليمين ملاحقة للجماهير العربية تريد اقصاء الجماهير العربية من دائرة التأثير وهذه نية نتنياهو ان يضع الجماهير العربية بدائرة المتهم لذلك نجد هذا الهدوء من قبل الناس وليس أكثر ولولا هذه الاحداث لكان احياء يوم الأرض سيأخذ طابع اخر ويكون هناك استعداد أكثر له، ولكن الظروف فرضت نفسها ونحن مستمرون بهذا النضال كما سنصعد ونقف بالمرصاد ضد هذه الممارسات اليمينية الفاشية.

نيفين أبو رحمون: يجب ابتكار سبل جديدة في النضال تعتمد على خطة عمل مدروسة ترتقي بنا كأصحاب أرض

نيفين أبو رحمون ناشطة سياسية وعضو لجنة مركزية في التجمع عقبت بدورا قائلة: نحن نتحدث عن محطة مفصلية في تاريخنا كشعب سياسياً وتاريخياً واعتقد ان حدث كهذا يحتاج الى تقييم سبل نضالنا كل مرة من جديد وحول ماهية هذا النضال على المستوى الشعبي الميداني وكذلك الشعبي. والاهم الى جانب نضالنا الشعبي والمدني يجب تقوية المركب الديموقراطي والتشديد على تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني وكذلك البرلماني بالإضافة الى ابتكار سبل جديدة في النضال تعتمد على خطة عمل مدروسة ترتقي بنا كأصحاب أرض ووطن وليس كرد فعل. خصوصاً اننا نواجه تصعيد مستمر من قبل المؤسسة الاسرائيلية وبالمقابل تحوّل نضالنا الى نضال تقليدي للذكرى ليس أكثر وهو ما لا يتوافق مع معركتنا الوجودية التي لا زلنا نخوضها حتى الان وما علينا فعله هو بناء قيادة محلية وطنية من خلال تشكيل لجان شعبية تحمل بوصلة وطنية تستطيع قيادة الناس وطرح قضية الأرض بحرقة ليس التي نخشى فقدانها فحسب إنما تسعى لاسترجاع الاراضي التي خسرنا.

وتابعت: تحديات كبيرة لا زالت تواجهنا ونحن نحيي ذكرى يوم الارض لهذا العام منها استمرار اقتلاع واخلاء وهدم القرى مسلوبة الاعتراف ومصادرة الاراضي من خلال التنكّر لملكيتها القانونية وهنا تبرز الخطورة لا في المصادرة فحسب، وإنما أيضاً في التنكّر للملكية حيث ترفض الاعتراف بالملكية التاريخية وبالحق التاريخي الفلسطيني في ارضه وهنا أهمية النضال في إجبار المؤسسة الاسرائيلية بالاعتراف بحقنا بملكية ارضنا، وانطلاقاً من هنا ندرك أهمية تغيير مفهوم التعامل مع يوم الارض كيوم عادي او كيوم لتشديد النضال على حقنا التاريخي في الارض الذي يحتاج الى أدوات نضالية مدروسة.

منصور عباس: احياء ذكرى يوم الأرض لا يأتي بمعزل عن السياق العام الموجودون به

منصور عباس نائب رئيس الحركة الاسلامية ورئيس طاولة المفاوضات عقب قائلا: انا مطلع على الترتيبات في لجنة المتابعة وأيضا الترتيب المتعلقة بالأحزاب خاصة بالحركة الإسلامية الشق الجنوبي، هناك مجموعة من الفعاليات والنشاطات التي تم تحديدها من اجل احياء ذكرى يوم الأرض مثل المسيرة المركزية وفعاليات في النقب وام الحيران في مركز البلاد، وهناك فعاليات كل حزب على حدة، كحركة إسلامية هناك مجموعة كبيرة من الندوات والمحاضرات على مستوى كل بلد وبلد، هناك معسكر العمل في مقبرة القسام ولكن مما لا شك فيه انه منذ بداية العام نحن موجودون في مرحلة تهيأ لمجموعة فعاليات متواصلة بكل ما يتعلق بالأرض والمسكن والسياسات العنصرية.

وأضاف قائلا: احياء ذكرى يوم الأرض لا يأتي بمعزل عن السياق العام الموجودون به، إذا نظرنا للأمر بنظرة أوسع فعلا سنرى ان هناك مسيرة متواصلة من التحرك الجماهيري الميداني والسياسي في الوسط العربي، يبقى الحكم الأخير في يوم الحصاد او يوم الأرض، باعتقادي الفعاليات ستكون ناجحة وستكون هناك مشاركة جماهيرية واسعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]