لا شك ان مشروع "خارطة الطريق" الذي تم الاعلان عنه في مؤتمر جفعات حبيبة الخامس يوم الاثنين الماضي، يعتبر انجازًا كبيرًا للمجتمع العربي، والفضل الاكبر يعود لمحمد دراوشة، الذي تحضر جيدا لهذا المشروع، واضطر السفر الى دول اوروبية من اجل دراسة وضع الاقليات في الدول الاوربية، من اجل ان ينجح في بلورة مشروع يخدم الاقلية العربية في البلاد، للتوصل الى واقع جديد لمجتمع مشارك من العرب واليهود للعيش بحياة افضل وبعيدة عن جميه الشائبات.

خلق واقع جديد للمجتمع العربي

عن تحضيره لهذا المؤتمر، وعن تجربته الاوروبية، والتوصيات، والنتائج، والمستقبل الافضل للمجتمع الاسرائيلي بشكل عام، والعربي بشكل خاص، كان لنا هذا الحديث مع محمد دراوشة الذي قال: تحضيراتنا لهذا المؤتمر استغرقت اكثر من سنة ونصف، قمنا بزيارات لدول اوروبا، ودراسة لما يقارب 23 حالة من الاقليات الي تعيش في دول اوروبية، والهدف من هذا خلق واقع جديد للمجتمع العربي، من خلال خلق مصلحة مشتركة، والاتفاق حول العدل التاريخي، لا شك ان ان كل اقلية تختلف عن غيرها، ولكن من المهم ان تجد الاقلية واقعها بغض النظر عن تاريخها .

نحن جزء من القضية الفلسطينية ولكن ليس جزء من الحل

"ارتاينا ان الحوار حول القضايا التاريخية لا يجدي نفعا، ولا يوصلنا الى بر الامان وخاصة في ظل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الاقليمي، حيث نحن جزء من القضية الفلسطينية ولكن ليس جزء من الحل، بعد صياغة هذه المعادلة القانونية يجب ترجمتها بشكل فعلي الى سياسات بعدة مجالات منها الارض، الاقتصاد التعليم، المشاركة في الحكم، هل نبقى معارضة صارخة؟ ام ان نكون جزء من اتخاذ القرارات، اضافة الى قضايا اخرى بما يسمى بالعدل التصحيحي، حيث لا يوجد عدل في العلاقات بين العرب واليهود، ويجب ان يكون هنالك تصحيح وهذا يتمثل بعدة مجالات حتى الوصول الى النشيد الوطني، لكي يكون هناك توازن بين مكانتنا المدنية والعربية."

50 الف مواطن عربي ويهودي سيشارك في التصويت من اجل واقع جديد

وقال: نتوقع من القيادة العربية ان يكون لها موقف في نهاية السنة، حاليا نطرح نتاج عمل فكري، ل70 شخصية اكاديمية عربية ويهودية، متخصصين في هذا الموضوع، لكي نعطي هذه التوصيات عمق جماهيري وشعبي، حيث سنخرج في الاشهر القريبة، لاشراك 50 الف مواطن عربي ويهودي للتصويت على هذه التوصيات ، ومن ثم يتم ترجمتها الى برنامج عمل فعلي بالمشاركة مع القيادة السياسة، بالاضافة الى طرحها على الحكومة.

وأختتم: اظن بان القيادة السياسية في المجتمع العربي يتوجب عليها حمل هذا الحمل، لان موقعها يجب ان يكون مسؤول وليس فقط تكريم، لكي يقودنا هذا الى رؤيا مستقبلية، نجحنا في عام 2006 بصياغة ما يسمى برؤيا مستقبلية وهذا انا جدا فخور به، واليوم نحن بحاجة لوضع برنامج لرؤيا مستقبلية يستند الى الواقعية وليس فقط الى النرجسية، وليس اليوم القائد هو المناسب للمرحلة المقبلة، واذا تطلب الوضع تغيير هذه القيادة فهذا من المفروض ان يكون.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]