وصلت قوات من وحدات المارينز الأميركية إلى سورية ونشرت بطارية مدفعية تمهيداً لدعم الهجوم على مدينة الرقة معقل تنظيم داعش.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولَين أميركيين اثنين أن القوة هي جزء من وحدة المارينز 11 التي غادرت سان دييغو على متن سفن حربية في تشرين الأول/ أكتوبر، وأن بطارية المدفعية التي جرى نشرها قادرة على إطلاق قذائف من عيار 155 ملليمتر من مدافع هاوتزر أم 777.

وسترتكز مهمة قوة وحدة التدخل السريع على تقديم الإسناد الناري للقوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة التي تستعد لشنّ الهجوم على الرقة، على أن تعهد مهمة التزويد بالسلاح للعناصر اللوجستية في الوحدة.

وقال مسؤول عسكري آخر إن جنود المارينز غادروا من جيبوتي إلى الكويت ومنها إلى سورية، مضيفاً أن تحركهم ليس جزءاً من الخطة التي طلبها الرئيس دونالد ترامب من البنتاغون من أجل هزيمة داعش، وأن الأمر كان قيد النقاش لفترة من الوقت.

وقال المسؤول العسكري إن نشر المارينز هو بمثابة حلّ لمشكلة واجهت العملية، مضيفاً أن دور قوات المارينز ومدافع الهاوتزر سيكون مكمّلاً للوحدات العسكرية التقليدية التي سبق أن أرسلت إلى سورية لدعم قوات العمليات الخاصة على الأرض. وتمّ الكشف عن مهمة المارينز الجديدة بعد ظهور عناصر من النخبة العسكرية الأميركية في مدينة منبج نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة الأميركية إن المهّمة ستكون شبيهة بتلك التي نفذها جنود المارينز قبل عام استعداداً لدعم الهجوم العراقي على الموصل.

وتنتشر قوات أميركية من 500 جندي في سورية لتقديم المشورة إلى قوات سورية الديمقراطية التي تقاتل ضد داعش.


ويأتي هذا التطور في تصعيد جديد للدور الأميركي في سورية، علماً أن وزارة الدفاع الأميركية كانت قد استبعدت في وقت سابق إرسال قواتها التقليدية.
قادة داعش يهربون من الرقّة

بدورها نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر عسكري أميركي أن عدداً من قادة داعش هربوا من الرقة وأنهم يخططون لخوض المعركة من مناطق أخرى في سورية والعراق.
وقال المسؤول الأميركي إن رحيل هؤلاء لا يعني بالضرورة أن معركة استعادة الرقة ستكون سهلة في ظل التقديرات بوجود ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مقاتل في المدينة. وتوقعت الصحيفة الأميركية أن يقاتل مسلحو داعش على جبهة دير الزور جنوب الرقة وفي بلدات عراقية على طول نهر الفرات.

وأعطى المسؤول الأميركي الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه تقييماً مفصّلاً لقدرات داعش القتالية، لافتاً إلى أن الصورة التي باتت موجودة لدى واشنطن هي لتنظيم لا يزال مصرّاً على القتال بالرغم من خسارته مساحات كبيرة من الأراضي. ويبلغ عدد مقاتلي داعش في سورية والعراق 15 ألف مقاتل بيد أن عدد المتطوعين في صفوفه تراجع إلى حوالى مئة في الشهر.

واعترف المسؤول الأميركي بأن لدى داعش الموارد الكافية بما في ذلك كميات كبيرة من الأسلحة والمال الوفير الذي سرقه من السلطات العراقية والسورية، متوقعاً أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي لا يزال حيّاً في الموصل لافتاً إلى قدرته على الحشد.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]