ابدأ مقالي بقول الله تعالى (إنما المؤمنون اخوة ).. وأريد أن اسأل سؤالًا يتردد كثيرا في الآونة الاخيرة ، هل هناك حل للحقد والكراهية ؟؟ وهل هما من الامراض النفسية أو العقلية المستعصية التي يبتلي بها الانسان ولا يمكن علاجهما؟ أم أن هذا لنوع من الحالات تلازم الشخص الى اخر يوم في حياته؟؟!

كما تعلمون ان الحقد وجد منذ أن خلق الله الإنسان فقد قتل قابيل أخوه هابيل بسبب الحقد وكاد ابناء يعقوب يقتلون أخاهم يوسف بسبب الحقد وظنوا أنهم تخلّصوا منه الى الأبد والأمثلة كثيرة.

لا تولِدُ الكراهية غير الكراهية، ولا يستطيع إنسان أن يبني فوق الحقد ففي هذة الحالة يكون كمن يبني فوق المستنقع فالحقد عطب ،نار ونحن الحطب، ارحموا انفسكم !!

الحقد والكراهية هي صفه انتشرت بين الناس في الفترة الاخيرة وهناك بعض الشخصيات اصبحت لا تحب ان تري انسانًا ناجحًا وسعيدًا واحيانا يقومون بفعل اي شيء حتى يقضوا علية، ربما بسبب ظروف الحياة التي نعيشها ,او ربما عدم الرضي في داخلنا يزرع الحقد والكره .

إن ما يجري في مجتمعنا العربي من تخوين، تشهير، كذب، افتراء، خلافات ونعرات قبلية وعائلية هو عملية غير صحية تهدف الى تمزيق النسيج الاجتماعي وتعطيل المصلحة العامة والأساسية، والتي يروجها بعض الناس التي لا ترى الا مصالحها الشخصية، ويجب علينا جميعاً ان نبذل كل ما بوسعنا من اجل توحيد الجهود ورأب الصدع وإزالة جميع الأسباب التي تؤدي الى تشتت الجهود والأفكار الرامية الى التكاتف واكتساب القوة ضد المخططات التي تريد الشر لنا وتفكيك الحالة الاجتماعية بشتى الوسائل والطرق.

اخواني، يجب ان يكون هناك طموح وطني واخلاقي صادق إلى إعادة اللحمة الى صفوفنا، وترسيخ قواعد التعاون بين الجميع، فالوحدة مطلب أساسي وهي الوسيلة الناجمة للتغلب على عوامل الفرقة والتمزق وعناصر الضعف والعجز وهي فوق كل خلاف وتعلو فوق كل نزاع، فما من جماعة او فئة اختلفت الا وفشلت، هناك اجتهادات ووجهات نظر متنوعة ومختلفة، فعلينا ان نتعالى عن الخلافات من اجل التعاون من اجل المصلحة العامة ومن اجل ما فيه الخير والصلاح لشعبنا، فلا يجب ان يفشل مشروع الوحدة ونجهضه بسب اختلافات سياسية ومصالح ضيقة. ان روح العصر وظروف الساعة توجب علينا جميعاً ان نجتمع في وحدة ومتفقين " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" صدق الله العظيم.

لا بد ان نجتمع ونتوحد بعد طول الافتراق، ونرسخ مبادئ وقواعد الوحدة، ونشر ثقافة الاحترام والتواد بيننا، وعدم تشويه حقائق التاريخ وتفسير الأحداث وفق المصالح والمطامح الشخصية، إن الوحدة في هذه الظروف العصيبة فريضة دينية وضرورة حياتية، وهي من الأهداف السامية التي يتوجب علينا جميعاً السعي بكل إخلاص من اجل تحقيقها وتعميق الإحساس بالمسؤولية المشتركة، وتقوية الأمل بالمستقبل الموحد وتعميق الشعور بالعزة والكرامة.

من جهة أخرى هناك وللأسف الشديد فئة من هواة الفرقة تسعى من خلال ألسنتهم المقيتة والمأجورة لتمزيق الوحدة من خلال بث الدعايات والفتن والكذب من اجل تمزيق الصف، وأنا أقول لهؤلاء دون خوف كفاكم استهتاراً بعقول الناس، وكفاكم تأويلات.

في الأمس القريب قرأنا وشاهدنا عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتحت اسماء مستعارة قذف وتشهير تمس بعضنا البعض، فلماذا تفعلون هكذا ومن المستفيد من هذا !!

لا يجوز استغلال المهنة او شبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق منافع شخصية او الإساءة للآخرين والتشهير بهم وتشويه صورتهم أمام الناس والرأي العام.

فالى هؤلاء اقول: ابتعدوا عن النميمة وإيذاء الآخرين في التجريح والتشهير وكونوا دعاة الى وحدة الكلمة وتعزيزها، فالصراعات والخلافات قد تضعف موقفنا ووحدتنا وتحيدنا عن قضيتنا وهدفنا الاساس الذي نسعى ونطمح ان نحققه، واجب علينا كأبناء شعب ووطن واحد أن ننشر المحبة والسلام والوفاق فيما بيننا، لأننا بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخي والتلاحم والوحدة ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه وعماده الاخوة الصادقة وقوته المحبة بين أبناء الشعب الواحد... نصيحتي لكم تطاوعا ولا تختلفا !!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]