عقّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تقرير مراقب الدولة الذي اداء قيادات الجيش والحكومة ابان عدوان "الجرف الصامد" على غزة، حيث أشار التقرير أن هذه الجهات تتحمل مسؤولية عدم الاستعداد الملائم للمواجهة مع "حماس"، ودافع نتنياهو في تعقيبه عن الجيش وعن نفسه.
وجاء في بيان نتنياهو ما يلي: يدعم رئيس الوزراء نتنياهو قادة جيش الدفاع الإسرائيلي وجنوده للنجاح الكبير الذين حققوه في عملية الجرف الصامد. جيش الدفاع وجه لحماس اقسى ضربة تكبدتها منذ تأسيسها كالتالي:قتلت إسرائيل حوالي ألف إرهابي ودمرت آلاف الصواريخ. كما أحبطت محاولات حماس لضرب مدنها بالصواريخ بفضل التعليمات التي أصدرها رئيس الوزراء نتنياهو بالتزود مسبقا بآلاف الصواريخ لبطاريات القبة الحديدية. وأفشلت إسرائيل خطة حماس للتسلل إلى بلدة إسرائيلية من خلال الأنفاق وخطف مواطنين إسرائيليين.

وتابع: الهدوء غير المسبوق الذي يسود في البلدات المتاخمة لقطاع غزة منذ عملية الجرف الصامد هو الاختبار لنتائج العملية. هذا هو هدوء غير مسبوق يسود في تلك المنطقة منذ حرب 1967. البلدات المتاخمة لقطاع غزة تشهد ازهارا وآلاف الإسرائيليين ينتقلون للسكن فيها. تم استعراض تهديد الأنفاق أمام وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إطار 13 جلسة منفردة. تمت مناقشته على خطورته حيث تم أيضا النظر في جميع لسيناريوهات الاستراتيجية والعملياتية. العبر الملموسة والحقيقية التي تم استخلاصها من عملية الجرف الصامد تطبق على الأرض بشكل جذري يتحلى بالمسؤولية والهدوء. تلك العبر لم تُذكر في تقرير المراقب.

وجاء في تقرير مراقب الدولة، أن : معلومات حيوية ومهمة جدا وضرورية لم تقدم لوزراء الكابينيت الأمني من اجل اتخاذ قرارات صحيحة حيال ما كان يحضر له في الطرف الاخر في القطاع من استراتيجة عدائية وعنيفة تجاه اسرائيل الى جانب معلومات حول محدودية الغارات الجوية الاسرائيلية التي ستشن على قطاع غزة والصعوبات التي سيواجهها سلاح الجو خلال العملية ، كلها معلومات لم تقدم للوزراء في المطبخ الامني خلال الجلسات التي عقدت قبل الاعلان عن الخروج الى حملة "الجرف الصامد"العسكرية، كل المعلومات حول خطورة أنفاق حماس كانت تحت تصرف نتنياهو وغانتس قائد الاركان ويعالون وزير الامن حينها وكل القيادة الامنية والاستخباراتية ورئيس الشاباك السابق يورام كوهين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق أفيف كوخافي.

وانتقد مراقب الدولة مضمون جلسات الكابينيت للحكومة الـ33 قائلا إن: الجلسات التي ناقشت الوضع في قطاع غزة لم تقدم فيها معلومات مهمة (حتى إن كان الامر دون عمد أو قصد بهدف إخفاء معلومات) تساعد على فهم صورة الوضع الشاملة لتكون اساسا لاتخاذ القرارات من قبل الوزراء المشاركين ما ادى الى ثغرة كبيرة في فهم الوزراء لصورة الوضع القائم، أنه على الرغم من أن نتنياهو ويعالون وصفا انفاق حماس بأنها تهديد استراتيجي وأمني كبير إلا أن الأمر لم يعرض خلال جلسات الكابينيت على هذا النحو إنما كان ذلك من خلال تصريحات وعبارات عامة وقليلة فقط.

وقال مراقب الدولة: عندما تم ذكر خطر الانفاق في جلسات الكابينيت لم يبد الوزراء أي اهتمام ولم يطلبوا شرحا مفصلا وموسعا ولم يطلبوا من الجيش أن يعرض امامهم استعداداته لمواجهة هذا الخطر.

ريفلين: الوقت غير مناسب لتبادل الاتهامات
أما رئيس دولة إسرائيل روبي ريفلين فقد قال بتعقيبه على التقرير: يجب استنتاج العبر وتقوية الجيش لكي يستمر لحماية أمننا، رافقت ومازالت ارافق الجيش قدر المستطاع، هناك بعض الاخطاء التي تم الكشف عنها والتي يجب العمل على عدم تكرارها، إنه ليس الوقت المناسب لتبادل الاتهامات، يجب علينا دراسة هذه التقارير وعدم تجاهلها من أجمل حماية المواطنين في اسرائيل، جميعنا اذكياء وسنبذل جهدنا وطاقتنا لتصحيح الاخطاء".

تعقيب الجيش الإسرئيلي
وعقّب الجيش الإسرائيلي بما يلي: "تلقى جيش الدفاع تقرير مراقب الدولة وهو يقوم بدراسة أهم الملاحظات والاستنتاجات المطلوبة. عشية معركة الجرف الصامد كانت لجيش الدفاع معلومات ملموسة حول أغلبية الانفاق والمنظومة التحت أرضية. تعتبر الفترة الزمنية بعد معركة الجرف الصامد من أكثر الفترات هدوءً منذ عام 1967 على الحدود مع قطاع غزة. طيلة هذه الفترة يعمل جيش الدفاع وفق خطة عمل منتظمة وقام باستثمار أكثر من ملياريْ شيكلًا في التعامل مع المنظومة التحت أرضية وإيجاد حل تكنولوجي".

وأضاف البيان: "لقد قام جيش الدفاع بطرح خطورة التهديد أمام المسؤولين المعنيين مع تحليله وتوضيح المعاني العملياتية واعتبر التهديد خلال مداولات المجلس الأمني المصغر كأحد التهديدات الخمسة المركزية.
لقد حرص جيش الدفاع على اطلاع اعضاء لجنة الخارجية الأمن البرلمانية على صورة الموقف حيث تفقد أعضاء اللجنة احد الأنفاق التي اكتشفت وتلقوا التقارير المعنية حول الظاهرة كما كانت معروفة لدى جيش الدفاع في تلك الأيام.
لقد خصصت هيئة الاستخبارات العسكرية قبل المعركة جهود حثيثة وشاملة لتجميع المعلومات وموارد كثيرة بهدف معالجة قضية الأنفاق وفي نهاية المطاف مكّنت المعلومات الاستخبارية التي وفرتها هيئة الاستخبارات القوات المقاتلة من كشف معظم الأنفاق ومسارها.
في مجال بنية القوة استثمر جيش الدفاع موارد كبيرة في التدريبات والتكنولوجية بغرض تزويد القوات بالوسائل الأفضل. نؤكد انه لا توجد وسيلة أو حل تكنولوجي لم يتم دراسته خلال التحضيرات لمواجهة الانفاق".

وتابع البيان: "يجري جيش الدفاع تقدير متواصل للموقف حيث يتم تخصيص الموارد اللازمة والجهود المطلوبة مع متابعة شاملة لجميع التهديدات وإدارتها بشكل منظم.
تعالج قضية المنظومة التحت أرضية بشكل شامل حيث ينفذ جيش الدفاع معظم ملاحظات التقرير على الأرض في اطار خطة عمل وعملية شاملة غير مسبوقة للتعامل مع تهديد الأنفاق.
لقد اختار التقرير التركيز على تهديد واحد من مجموعة تهديدات متنوعة كانت وما زالت مطروحة على جدول أعمال جيش الدفاع في هذه الأيام الى جانب تهديد الأنفاق الذي لم يتم ازالته من خريطة التهديدات.يتحمل جيش الدفاع المسؤولية عن أمن دولة اسرائيل والمهارات اللازمة لتحمل هذه المسوؤلية وسيواصل تحقيق هذا الهدف على جميع انعكاساته".-/إلى هنا ما جاء في بيان الجيش الإسرائيلي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]