جريمة تحصل في الناصرة .. هل جزاء الإحسان يكون بالرصاص والقنابل؟

نسمع يوميًا عن اعمال عنف في المجتمع العربي، بعضها تكون اعتداءات على أبرياء، وبعض آخر تكون تصفية حسابات بين طرف مجرم وآخر مجرم أيضًا، ولكن أن يتم الاعتداء على شخص لأنه تصرف بنخوة وساعد محتاجًا، هذا أمر غير طبيعي وكارثي، وأن يصمت المجتمع عن هذا الأمر، هذا يزيد الكارثة سوءً.

يوم الاثنين الماضي قام مشتبهان بعملية سطو على موظفتين في "سوبر فارم" يافة الناصرة، وخلال قيامهما بعمليتهما، وعلى اثر صراخ الفتاتين، سمعهما أحد المواطنين، وبطبيعة الحال، تصرّف كما يتوقع أن يتصرف أي انسان عربي شريف، هرع للمساعدة، فنجح بالإعاقة بأحد اللصين وأخذ المبلغ المالي منه بمساعدة بعض المواطنين، وقد تعثّر اللص بعد ذلك وأثناء محاولة هروبه بدراجته النارية من بين المواطنين الذي تجمهروا اصطدم بحاجز في المكان وسقط لتقبض الشرطة عليه وقد تبيّن أنه من الناصرة.

جزاء الإحسان .. التهديد وإطلاق النار؟

هذا الرجل الذي قام بإنقاذ الفتاتين، هو صاحب مطعم وملحمة "الحنيني" في يافة الناصرة، ومنذ حصول الجريمة، تعرّض هذا الرجل لتهديدات عديدة من أطراف مجهولة، ولم يتوقف الأمر عند التهديدات، فقد تم إطلاق النار على محله وإلقاء قنبلة صوتية قبل يومين، ثم طالب المجرمون صاحب المطعم بأن يدفع لهم مبلغًا ماليًا كبيرًا كتعويض لزميلهم اللص الذي قبضت الشرطة عليه- كونه أعاقه وتسبب باعتقاله- وفي الأمس، قام المجرمون بإطلاق النار على المحل أثناء تواجد أكثر من 15 مواطنًا بداخله، فأصيب 4 منهم بجراح ونقلوا للمستشفى، ولا يزال الخطر يحيط بهذا الرجل، فقط لأنه تصرّف بشهامة ونخوة.

صاحب المحل التجاري توجه للشرطة، وتتابع بدورها معه الموضوع، كذلك رئيس بلدية الناصرة وجهات عديدة ولكن كل هذا لم يمنع المجرم بأن يطلق النار مرة اخرى، وبلطف الله فقط لم تقع مجزرة.

شهادة حية

الشيخ أمين أبو ناجي، كان شاهدًا على الحدث، تواجد في المطعم عند إطلاق النار وكاد أن يصاب، ورافق المصابين إلى المستشفى، نشر في صفحته "فيديو" يتحدث فيه عن تفاصيل ما حصل، ويدعو لحملة ضد الإجرام، مؤكدا أنه لو لم يتم حل المشكلة فإن قيمة الشهامة ستسقط للأبد عن هذا المجتمع، وسيتمنع كل شخص عن مساعدة المحتاج تخوفًا مما سيلحق.

ونحن في موقع "بـُكرا" نشد على أيدي الشيخ أمين ونقف ونتضامن مع صاحب الملحمة ومع كل بريء يتعرض للاعتداء في مجتمعنا، وندعو كل الجهات أن تتحمل المسؤولية، الشرطة، السلطات المحلية، المتابعة، رجال الدين، لجان الصلح وغيرها، كل الجهات على الإطلاق.