قيل ان مشوار الـ1000 ميل يبدأ بخطوة ، وحتى يبلغ الفنان المحلي مكانته الفنية وذروة أحلامه ، اما ان يكون مالك مصباح علاء الدين او ان يكون صاحب حظ لا يعرف للحدود نهايات ، فهذا الحال الذي يعيشه فناني بلادنا مع رواية الشهرة والانطلاق الى العالم العربي .
رغم القدرات الفنية العالية والجبارة التي يقدمها الفنان في بلادنا ، الا انه لم يصل الى جزء من النجاح الذي حققه اخرين في العالم العربي ، لا سيما وان الفنان المحلي يحصد ما انتجت يداه خلافا للفنانين في العالم العربي الذين وجدوا درابا مفروشة بالنجاحات دون عناء ، وجدوا من يحمل ويرعى فنهم وينطلق بهم الى عنان السماء .

مكان محدود ونجاح محدود

لماذا يجد الفنان المحلي مكانه محدود ، نجاحه محدود ، طموحاته ما اذا ارتطمت بسقفها انهارت لتعود به الدرب الى واقع مكانك قف .
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى عدد من الفنانين المحليين الذين اعربوا عن امتعاضهم لما يعيشه الفنان الفلسطيني في هذه البلاد ، حيث قال الفنان الياس جوليانوس لمراسلنا :" نحن كفنانين لا ينقصنا شيء من الخبرة ولا الصوت الجميل ولا حتى العلم والمعرفة في مجال الغناء والفن ، وانما ينقصنا الحرية التي يتمتع بها باقي الفنانين حول العالم ، فنحن نعيش واقع صعب خاصة نحن الفلسطينيين في البلاد ، اذ ينظر العالم العربي الينا على اننا إسرائيليين ولا يجب دعمنا ، وإسرائيل تضع العقبات امامنا لتنحصر اصواتنا في أماكن محدودة وبالتالي اقصى ما نستطيع الوصول اليه هو حفلات هنا وهناك .
وأضاف جوليانوس :" الفنان المحلي فعلا مظلوم ، فنحن نعتمد على ما تنتجه أيدينا وعلى تعبنا وجهدنا الخاص ، اذا انانا في هذه البلاد نبني نجاحتنا بمالنا الخاص بجهدنا وتبنا واعتمادنا على صفحاتنا الخاصة بالتواصل الاجتماعي والانستجرام واليوتيوب وهذه اكثر الإمكانيات المتوفرة التي نجدها امامنا ، على عكس الفنانين الاخرين في العالم العربي الذين يجدون وسائل الاعلام العالمية داعمة لهم ، وشركان انتاج تدعمهم ، وبالتالي تجد مسيرتهم الفنية قد وصلت عنان السماء لأنها وجد من يرعاها طوال الطريق .

لو توفرت لدينا الفرص الملائمة لوصلنا بالفن الى ابعد الحدود

وتابع جوليانوس :" نحن لسنا بحاجة لبرامج كمحبوب العرب او اجمل صوت لنثبت للعالم العربي مواهبنا وفننا ، فنحن لدينا الكفاءات والقدرات والابداعات الكافية لنثبت للعالم اننا قادرين واننا لو توفرت لدينا الفرص الملائمة لوصلنا بالفن الى ابعد الحدود ، ولكن هذه البرامج اتاحت لنا نافذة امل لنثبت للعالم ان الفلسطيني رغم ما يعيشه الا انه قادر وصاحب فن يليق بالعالم العربي وخير اثبات هو تألق الفلسطينيين في برنامج محبوب العرب في ال3 سنوات الأخيرة محمد عساف وهيثم خلايلة ومنال موسى واليوم أمير دندن ويعقوب شاهين الذين تشهد لهم كل اذان بمواهبهم الفذة .

تشكيل نقابة فنانين محليين

وفي حديث اخر مع الفنان ماجد عزام قال :" دخلت عالم الفن ليس حديثا وانما منذ عشرات السنين ، واعتبر نفسي خضت جميع التجارب ووصلت جميع الإمكان التي كنت اطمح الوصول اليها ، حتى اني وصلت دار الاوبرا في مصر وكانت لي مشاركات في دول عربية كثيرة ، الا اني اليوم أقول بقدر رضائي لما حققته من أداء وفن الا اني لست راضيا عن النتائج التي ما زالت محدودة امامي كفنان فلسطيني ابن هذه البلاد ، والسبب ان هناك الكثير من الجهات التي تحول دون نجاحك ، التي تسعى دائما لأفشالك وضع العقبات امامك ، وعلى رأسها سلطة الاحتلال التي تضيق علينا الحدود لنصل الى العالم الخارجي .
وتابع عزام :" لن نسمح للمواهب القادمة وللفنانين الصاعدين ان يمروا بتجربتنا المرة التي عشناها في مسيراتنا الفنية ، لذلك وضعنا على عاتقنا كفنانين كبار وأصحاب باع طويل في هذا الكار ان ندعم المواهب القادمة وان نسهل لهم الطريق للوصول الى احلامهم وطموحاتهم، وان امكننا ذلك أيضا نوصلهم الى العالم العربي ، فنحن نعمل اليوم على تشكيل نقابة فنانين محليين التي سوف تتوحد من اجل دعم وتدعيم مكانة الفنان المحلي ،ولها خطوات سوف معمل عليها للانطلاق نحو نتائج افضل . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]