تبرز في السنوات الأخيرة جمعيات ومؤسسات عديدة تعمل على دعم وتشغيل النساء وخاصة العربيات في سوق العمل في البلاد، ومن بين تلك الجمعيات جمعية "تمكين" لدعم استقلال النساء اقتصاديا والتي تعمل بطرقة خاصة جدا وبشكل مختلف حيث ان الجمعية تحرص على تعليم المرأة ومرافتها لبناء العمل الخاص بها وليس على إيجاد عمل لها كجمعيات أخرى. علما ان هناك عوائق وصعوبات معينة تواجهها الجمعية شأنها شأن جمعيات أخرى مثل الميزانيات حتى تستمر بدعم المراة في البلاد.

اكثر من 41% من النساء اللواتي بدأن العمل بمشروعهن الخاص استمرين به أيضا بعد خمسة سنوات من اقامته

دجانيت لوكس مديرة المشاريع والتطوير التجاري قالت لـ"بكرا": نعمل على تأهيل النساء لأقامة وبناء عمل خاص بهن، خاصة وان النساء في البلاد بشكل عام وليس فقط في المجتمع العربي يتركون سوق العمل بشكل مبكر ويبحث عن طريقة جديدة لاكتساب لقمة العيش والعيش بأحترام لذلك فاننا في الجمعية نقوم بتلقين وتعليم النساء في كيفية إدارة عمل خاص بهن في كل مجال تريد المرأة ان تخوضه او حتى في مهنتها التي تعملتها وعملت بها لسنوات، الجمعية موجودة منذ 17 عاما وتعمل مع كافة الشرائح النسائية، عبارة عن عشرة مجموعات بكل البلاد وكل مجموعة عبارة عن عشرون امرأة في العام وبكل عام نخرج ما يقارب ال 250 امراة وبالتالي فأن نسبة 50% من بينهن يقمن بإدارة العمل الخاص بهن، كما اننا نستمر بمرافقة النساء حتى بعد إقامة عملهن الخاص، ونعمل على إقامة دورات جديدة تتناسب وتطورات السوق لزيادة المعرفة لديهن وندعمهن بشكل عام حتى نمنعهن من السقوط، ونحرص على ان القيام ببحث يظهر جودة المشروع حيث أظهرت نتائج البحث الأخير انه اكثر من 41% من النساء اللواتي بدأن العمل بمشروعهن الخاص استمرين به أيضا بعد خمسة سنوات من اقامته، وهذا معطى جدي جدا بالنسبة لمجال الاعمال في البلاد.

وتابعت: نستمر دائما بمحاولة تجنيد الأموال من جهات عدة، ولكن بالطبع فان الحكومة تكاد لا تدعمنا بتاتا، توجهنا لوزارات مختلفة ولكن لم نحصل على ميزانيات كافية، ربما لأن جزء كبير من عملنا أي نسبة 40% يكون في المجتمع العربي، والحكومة ترمي اقوال بالهواء بانها تريد دمج النساء العربيات في سوق العمل وان تدعمهن من اجل إقامة المشروع الخاص بهن ولكن حتى اليوم لم ار أي فعل حقيقي بهذا المجال.
ونوهت قائلة: حتى الآن، خرجت الجمعية ما يقارب ال 5000 امرأة من مشروع "الأعمال التجارية الخاصة"، حيث انشأن حوالي 1800 شركة صغيرة بمجالات متنوعة، كما ان جمعيتنا لا زالت صامدة وثابتة، إلا أننا نفتقر إلى الأموال اللازمة لتنفيذ الدعم والاستجابة للطلب الكبير.

في البلاد الرجل يحصل على معاش افضل واعلى من المرأة بالرغم من انهم يشغلون نفس الوظيفة او المنصب

بدورها رنا عبد الحليم مركزة الشراكات ومشاريع الشمال قالت: تأسست جمعية تمكين قبل 17 عاما على يد مجموعة من النساء الحيفاويات حيث رأت هذه المجموعة ان المرأة المعنفة تعود دائما الى دائرة العنف من جديد والسبب هو حاجتها الى الاستقلال المادي والاقتصادي الذي يوفره الزوج، وهو امر معروف حيث انه حتى في البلاد الرجل يحصل على معاش افضل واعلى من المرأة بالرغم من انهم يشغلون نفس الوظيفة او المنصب، لذلك وصلت هذه المجموعة الى قناعة بان الحل الوحيد هو إعطاء أدوات للنساء حتى يستطعن ان يستقلن امام الزوج والدولة اقتصاديا، لذلك الجمعية لا تعمل على إيجاد أماكن عمل للنساء وانما تساعدهن بإقامة عمل خاص بهن يساعدهن على الاستقلالية والعيش الكريم.

وتابعت: برز في الآونة الأخيرة ان النجاح بمجال ريادة الاعمال لدى العربيات اكثر من اليهوديات ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها ان سوق العمل امام العربيات غير متاح كما هو اما المرأة اليهودية، كما ان طريقة التربية في المجتمع العرب تجعل المرأة العربية تبحث عن طرق اكثر راحة للعمل مثل امتلاكها للعمل الخاص بها كما ان المرأة العربية تفضل ان تكون قريبة من بيتها.

وأكدت لـ"بكرا": هناك صعوبات عديدة تواجه النساء بطرقهن لاقامة العمل الخاص بهن، الفرق بين الجمعية وتوجهها وبين جمعيات أخرى وهو ان الجمعية تعي جيدا ان المعيقات ليست فقط مهنية وانما أيضا المرأة تملك تخوفات معينة في كيفية مواجهة محيطها الخاص، والتعامل مع كل المعاملات المادية والمجتمعية وأيضا التنسيق الصحيح للوقت

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]