أمام بيته المهدم في قرية كفر برعم المهجرة يقف المهجر طعمة مغزل البالغ من العمر 90 عاما شاخصا البصر الى بيته ويقول بحسرة "كانت المنازل في كل مكان، هنا وهنا وايضا هناك، كنا نزرع التين والعنب والتفاح والزيتون، واليوم لا توجد سوى الاطلال".

ويضيف في حديثه إلى "بكرا": قرية كفر برعم المهجرة شمال البلاد على بعد امتار من الحدود اللبنانية، وقد عاش فيها آنذاك 1050 قرويا معظمهم من المزارعين الموارنة، وتم تهجيرهم الى قرية الجش المجاورة مع وعد الرجوع والذي لم ينفذ ابدًا .

وقال مغزل: عندما هجرونا من برعم ومن اجل قطع طريق العودة نهائيا تم تدمير القرية بقصف البيوت لتبقى الحجارة فقط، لقد دمروا كل شيء للقضاء على امالنا في العودة، واصبحت انقاض القرية مرتعا للأعشاب البرية التي ملات المكان وداخل المنازل المدمرة، واليوم قبل قدوم فصل الربيع تملا الاعشاب والزهور البرية الصفراء الازقة بين البيوت، وانا اقوم برشها من اجل ان يبقى ممر لأهالي القرية والاطفال للتعرف على بيوتهم.

وصية ..

وعندما تقدم العم طعمة الى ساحة بيته وقف وبدا يذرف الدموع قائلا: عندما اكون في برعم اشعر بانني ابن 20 سنة، التفت الى اليمين والشمال والغرب والجنوب وكأنني ارى جيراني الان، ولا ينقص الا وان اتحدث معهم، نحن سنعود الى تراب برعم ولكن وصيتي الى الشباب بان لا تتخلوا عن برعم لان الظلم لا يدوم مهما مر الزمن وسعود الحق الى اصحابه.

وانهى قائلا: المبنى الوحيد الذي لا يزال قابلا للاستخدام هو الكنيسة وكذلك المقبرة التي لا يزال يدفن فيها ايضا اهل البلدة، لقد كانت لنا ابارنا التي كانت مياهها الصافية الافضل بالمنطقة، كفر برعم بالنسبة لنا ارض مقدسة بل اكثر قداسة من القدس، سأبقى ازور بيتي وارضي حتى اخر لحظة في حياتي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]