قبل أن أفتتح كلامي، أود أن أقول بعض الكلمات حول أحداث الصباح. على مسافة ليست بعيدة من هنا، تم مجددا إطلاق عدة صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية. باتجاه روضات الأطفال، باتجاه قاعات الطعام، باتجاه المصانع. صواريخ كانت في طريقها لتصيب ولتقتل. صواريخ لا تفرق بين اليهود والعرب. هذه الصواريخ التي تم تصويبها هذه المرة باتجاه محيط غزة، والتي كان بالإمكان أن تجد طريقها إلى أماكن أخرى أيضا، لا تفرق بين المدارس في كفر قاسم وفي رأس العين القريبة. هذه المرة، والحمد لله، سقطت هذه الصواريخ في مساحات مفتوحة. في بعض الأحيان تقوم منظومة "القبة الحديدية" باعتراض هذه الصواريخ، وهنا لا بد لنا من الثناء على جاهزية المنظومة التي تحمينا. لا أنصح أعداءنا باختبار جاهزية قواتنا، لأنني على ثقة كاملة بأنهم سيستمرون بالدفاع عنا من أجل ضمان أن نستطيع نحن هنا، في كل مكان في إسرائيل، عيش حياتنا بصورة روتينية من التطور، النمو – بينما يكون أمن مواطنينا على رأس سلم الأولويات.

حضرة رئيس البلدية، لقد منّ الله على سكان مدينتك بقائد مثابر، مستقيم وموهوب لا مثيل له. أهنئك لكونك من الجيل الجديد في قيادة المجتمع العربي في إسرائيل، المصرة على العمل من أجل مصلحتها ومن أجل مستقبلها ومستقبلنا جميعا. أيها السادة، إن افتتاح الطريق الالتفافي ربما يبدو كما لو كان خطوة صغيرة. لكن، هذه الخطوة الصغيرة، هي في الواقع خطوة كبيرة. خطوة كبيرة وضرورية من أجل بناء الثقة بين سكان الدول ومؤسساتها. لقد كانت كفر قاسم – وستبقى – رمزا لدولة إسرائيل. رمز لوصمة سوداء وراية سوداء في تاريخنا. لكن، ومن هذا المنطلق بالذات – فإنها أيضا رمز للتجدد، للنمو، للإبداع ولشق طريق جديد. طريق جديد من الشراكة. طريق يتم اختباره وامتحانه من خلال التفاصيل الصغيرة. لقد سعدت عند سماعي عن الأسواق التي تتم إقامتها هنا، والتي يستفيد منها اليهود والعرب معا وعلى السواء. اقتصاد مشترك، حياة مشتركة.

السادة المحترمين، إن الخطة الخمسية للمجتمع العربي التي التزمت بها الحكومة هي خطوة جدية على هذا الطريق. يجب أن يكون الالتزام الحكومي بتذليل العقبات التي تقف في وجه المجتمع العربي واضحا وشاملا. لا يمكننا بعد القبول بالنقص في التخطيط والبناء. لن نقبل بعد بالفجوات في مستويات التعليم. لن يكون بإمكاننا بعد غض النظر عن غياب البنى التحتية الفعلية والاقتصادية. علينا العمل بإصرار من أجل محاربة نسب التشغيل المنخفضة، محاربة مستويات البطالة المرتفعة، علينا إيجاد الحلول للصعوبات في المواصلات. والعمل من أجل توسيع نطاق التطوير الصناعي. والتوقف، التوقف عن القبول بالحالة الإشكالية التي تتمثل بكون غالبية السلطات المحلية الضعيفة والفقيرة هي سلطات عربية. سلطات متعلقة بالتمويل الحكومي وبهبات الموازنة. في هذه الفرصة، أود أن أهنئ وزير الداخلية، وزير المالية وشعبة الميزانيات على قرارهم بجعل مستوى الحد الأدنى للحصول على الهبة مستوى تفاضليا. إنه قرار مبارك يصحح غبن سنوات. إنه مثال واحد على التحركات التي تحصل على أرض الواقع. وأنا أعلم، أن صديقي وزير المواصلات ، والذي يشغل أيضا وظيفة وزير البنى التحتية الوطنية، يعمل بجدّ من أجل شق الشوارع، الطرقات والبنى التي من شأنها أن تخدم السكان العرب.

أعزائي، قمت مؤخرا بإجراء لقاءات مع رؤساء السلطات المحلية العربية ومع ممثلي مختلف الوزارات الحكومية. وبإمكاني القول إنني أرى وأشعر بالتغيير. وأنا متفائل. لقد باتوا يفهمون في وزارة المالية وفي وزارة الإسكان أيضا، وكذلك في وزارة التربية وفي وزارة الداخلية، وكما أسلفت، في وزارة المواصلات –حيوية شراكة المجتمع العربي في الاقتصاد الإسرائيلي. لكن علينا أن نتذكر، أن التغيير الحقيقي يتطلب ليس فقط إجراءات تحصل من الأعلى إلى الأسفل. يحتاج أي تغيير جدي إلى إجراءات تتجه من الأسفل إلى الأعلى أيضا. في هذه الأيام، يتم استثمار الكثير من الموارد والجهود من أجل إيجاد الحلول للنهوض بالتخطيط والخرائط الهيكيلية. لكي يكون بالإمكان تنفيذها، فإننا نحتاج إلى التزام من طرفكم. التزام بالتشديد على القانون. التزام بالبناء داخل الحيّز المتاح الموجود. الحيز المدني والقروي هام بالنسبة لنا جميعا، إنه مستقبلنا جميعا ومن المهم أن نفهم أنه مورد مشترك. مورد يحتاج إلى تخطيط وحفظ. من شأن التخطيط الصحيح للحيز والالتزام بالقانون، أن يساهما في رفع مستوى جودة حياتنا كمجتمع وكدولة.

أعزائي، عندما طلبتم مساعدتنا في شق هذا الطريق، تجندنا بكامل قوتنا. ليس من أجلكم فقط، وإنما من أجلنا نحن أيضا. شراكة المجتمع العربي الكاملة ليست حقا لكم فحسب، إنها واجبنا. قلت هذا خلال زيارتي السابقة، وها أنا أقوله مجددا – أنتم جزء من هذه البلاد. عنصر أساسي في المجتمع الإسرائيلي. وما دامت المساواة التامة لم تتحقق بيننا جميعا – فسنكون جميعا ناقصين. ما زال أمامنا طريق طويل نمشيه سويا، ولن نرتاح ولن نهدأ قبل أن يشعر كل مواطن ومواطنة بأنهم ينتمون إلى الدولة، وليس ذلك فحسب، بل إنها هي أيضا تنتمي لهم. إن افتتاح هذا الطريق هو خطوة مليئة بالأمل نحو هذا المستقبل. فليبارككم الله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]