تشهد مدينة ام الفحم في هذه الأيام، جدلا واسعا ازاء دخول شرطة ام الفحم الى احدى المدارس بحيث أقامت فعاليّة هناك وزّعت من خلالها كراريس تجمّل صورة الشرطة، على الطلّاب.

وأدّى هذا الامر الى حالة من الغضب والاستنكار في صفوف الحركات السياسية واللجنة الشعبية، بحيث اعتبرت الحركات هذا الامر بمثابة اقتحام حرمة المدارس وما هو الّا "دعوة صريحة للطلاب من اجل الخدمة بسلك الشرطة".

الشرطة تعاملنا كأعداء


سكرتير جبهة ام الفحم - محمد نجيب محاميد، قال بحديثه مع موقع بكرا:"نرفض رفضاً باتاً مثل هذه البرامج في مدارسنا. بعد فشل مشروع الخدمة المدنية تقوم الشرطة من خلال مدارسنا باحياء مثل هذة المشاريع، ومن هنا نحذر الأهالي والطلاب من هذه المشاريع التجنيدية لطلابنا".

وتابع:"راينا أمس كيف تعاملت الشرطة مع المستوطنين وراينا كيف تعاملت معنا في ام الحيران، لو نحن تصرفنا وهاجمنا الشرطة كما فعل المستوطنين لسقط منا عشرات الشهداء، جهاز الشرطة يتعامل معنا كأعداء او كمخالفين للقانون فقط لا غير ".

واضاف:" حتى الان لم تقم الشرطة في اي مشروع تربوي او توعوي للسائقين او للطلاب وفقط ما تقوم به هو المخالفات والعقاب وايضاً نحن نقف بالكامل مع بيان لجنة الآباء المحلية الرافض لهذا المشروع وايضاً نستغرب كيف دخل هذا المشروع الى مدارسنا ومن يقف وراء هذا وايضاً يجب ان نعرف مدى قانونية هذا المشروع في المدارس".

واختتم كلامه قائلا:" مدارسنا بحاجة ماسة لبرامج تعليمية وتربوية ضد العنف وليس لمثل هذه المشاريع".

أداء الشرطة يتعلق بالتصرف السياسي

نائب رئيس بلدية ام الفحم - رائد كسّاب، قال بحديثه مع موقع بكرا:" وجودنا او عدمه في سلك الشرطة لا يغير الكثير في اداء الشرطة من حيث مكافحة الجريمة والعنف وحيازة السلاح واطلاق النار والاعتداء على الممتلكات العامة والعديد من الامور الاخرى، لان اداء الشرطة يرتبط بالمؤسسة السياسية الحاكمة في البلاد وهي آلية تنفيذ لمخططات الحكومات المتتالية تجاه الجماهير العربية في البلاد".

وزاد:" وكما حصل مؤخرا من قبل جهاز الشرطة في النقب فهذا دليل قاطع على تنفيذهم سياسة الابرتهايد تجاه المواطنين العرب فعندما نشعر اننا مواطنين نتمتع بكافة حقوق المواطنة من مسكن وخرائط هيكلية ورصد الميزانيات اللازمة لجمح آفات التمييز الذي نعاني منه في شتى المجالات عندها يمكننا ان نكون جزء من هذه المؤسسات التي من واجبها حمايتنا وليست كالسيف المسلط على اعناقنا ".

وانهى كلامه قائلا:" الى حينه نرفض استغلال براءة ابنائنا وعدم الزج بسلك التربية والتعليم في مثل هذه الامور الخارجة عن السياق التربوي العام في مجتمعنا".

المدرسة مسؤولة

المربّي الفحماوي المتقاعد - قاهر جبارين، قال بحديثه مع موقع بكرا:" انا لا اوافق على هذه الخطوة، لكن المسؤول هو ادارة المدرسة. ونعلم ان الهيئة التدريسية ولجنة امور الطلاب لا يستشارون من قبل المدير بأي فعاليه لا منهجية داخل المدرسه فالمدير في الوسط العربي يعتبر نفسه ملك ولا يحق لانسان معلم او مربي او لجنة اباء بالتدخل في قراراته العليا ولا يحق الاعتراض عليها فهو المتهم الاول والاخير".

الشرطة عدو لنا

الناشط الاجتماعي الفحماوي - سلام عيّاش، قال بحديثه مع موقع بكرا:" بالعادة الشرطة تكون في خدمة المواطنين بأي دولة تحترم مواطنيها بدون تفرقة دين ولون وقومية. الامر يختلف كليا بدولة اسرائيل فالشرطة هنا سوط بايدي المؤسسة الاسرائيلية لتنفيذ سياستها ضد الأقلية العربية".

واضاف:" من هذا المنطلق فان الشرطة هي بالاساس عدو لنا كاقلية عربية لا تسعى الى خدمتنا عندما نريد منها الخدمه مثلا محاربة العنف بالوسط العربي لا نشعر بوجودها بالمقابل نراها فعالة عندما تهدم السلطة البيوت العربية وتقمع المظاهرات".

وانهى كلامه قائلا:" لذا انا ضد اي زيارة للشرطة بمدارسنا وضد الخدمة بهذا السلك الذي يتعامل معنا باعداء وليس مواطنين. رفضنا يأتي بعد كل الممارسات للشرطة الاسرائيلية ضد وسطنا العربي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]