"يا ما في السجن مظاليم"، هذه العبارة تنطبق على ابناء سخنين، سمير غنامة، فتحي غنامة وعلي طراد، الذين أتهموا عام 1984 بمقتل الفتى الحيفاوي داني كاتس، وقضوا ن33 سنة خلف القضبان في السجون الاسرائيلية، يتنقلون من سجن الى اخر، وهم على قناعة تامة بانهم بريئين كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.

اطلاق سرح سمير غنامة قبل يومين من الموعد، والاخرين بعد فترة وجيزة

أمس الخميس تم اطلاق سراح السيد سمير غنامة بعد 33 عاما من السجن، وقبل يومين من اطلاق سراحه النهائي، وجاء اطلاق سراحه المفاجئ قبل يومين، حتى لا يشكل اطلاق سراحه ضجة اعلامية كبيرة، وخاصة ان جميع وسائل الاعلام استعدت لتنتظر غنامة امام السجن لكي تستمع الى روايته، واستغل ذلك سمير غنامة لكي يكون بين احضان العائلة قبل يومين وبعد معاناة طويلة في السجن استمرت 33 عاما، على ان يتم اطلاق سراح كل من فتحي غنامة وعلي اطراد في 17 من شهر كانون الثاني الجاري، وفي الثاني من شهر شباط المقبل.

دفعت الثمن غاليا، وجلست بين جدران السجن بـ "بلاش"

"جلست بين القضبان 33 سنة بدون ان ارتكب اي ذنب" هذا ما صرح به سمير غنامة في لقاء خاص مع موقع بكرا، حيث اضاف: دفعت الثمن غاليا، وجلست بين جدران السجن بـ "بلاش" وما اصعب ان ينتاب الانسان شعور بالظلم مدى الحياة.

قصة الاعتقال..التحقيق ونحن عراة، وتمزيق كتاب التحقيق عدة مرات

وأوضح: تم اعتقالي في البداية في عام 1983 وخضعت للتحقيق، وتم الفحص اين كنت ساعة وقوع الجريمة، ونجحت باقناعهم بانني لم اكن متواجد ساعة وقوع الجريمة في منطقة وقوعها، حيث قمت بتوصيل ابن عمي الى احد البنوك في منطقة نفيه شانان البعيدة عن مكان الجريمة، ومن ثم نقلته لمدرسة تعليم السياقة، وكل هذا مثبت بالاوراق والمستندات، وتم اطلاق سراحي من بعد ان خضعنا لعذاب شديد في التحقيق، حيث تم التحقيق معنا ونحن عراة، وبعد كل هذا ، فوجئنا في عام 1984 باعتقالنا مرة اخرى، والسبب.... يريدون اغلاق الملف، حيث كان في تلك الفترة عدة احزاب يمينية وشكلت ضغط كبير على الشرطة، وكوننا عرب، ارادوا ان يغلقوا الملف باي ثمن! ، وفي عدة مرات وبعد ان كان يتم التحقيق معي لساعات طويلة، كان المحقق بقوم بتمزيق اوراق التحقيق، والتفتيش عن امور اخرى، والضحية للاسف الشديد كنا نحن.

سبب الاعتقال.. اضراب بلدية سخنين وكوني اعمل في مدينة حيفا

واردف: ويعود سبب اعتقالنا كوني انني كنت اعمل في مدينة حيفا، وكان هنالك في بلدية سخنين اضراب لجمع النفايات، ذهبت مع العائلة لجمع الحطب، وقمنا برمي النفايات في المنطقة التي عُثر فيها جثة الفتى المقتول، ومن اوراق النفايات، التي كانت تحمل الاسم، تم اعتقالنا. رغم اطلاق سراحي الا انني اشعر بانني ما زلت مسجونا، وسافرح باطلاق سراحي فقط عندما تبان الحقيقة، بانني بريء من هذه الجريمة التي لم يكن لي بها اي شأن.

رفضت العفو لانني بريء

واسهب: اقترحوا عليّ ان يتم منحي "العفو" الذي يأتي من قبل رئيس الدولة، ولكني رفضت بشكل قاطع، والسبب لانني ببساطة بريء، وحتى مقولة وزارة القضاء في حينه بان المحكمة اخطأت في هذه القضية لم تسعف، لانهم لا يريدون ان تكون المحكمة قد اخطأت في هذه القضية، لذلك نحن مستمرون في القضية بمساعدة المحامي افيجور فلدمان، حتى تظهر الحقيقة، لا نريد اي تعويض مالي، نريد فقط اظهار الحقيقة، وما سهل علي سنين سجني الاولى هو ان الجميع كان يعرف الحقيقة، وحتى السجانين، باننا لم نقترف اي ذنب، اضافة الى دعم العائلة غير المحدود، لم ينجحوا بتحطيمي، انا صاحب حق، لو اقترفت اي ذنب، لطلبت العفو منذ زمن.

سأفتش عن عمل، ولكن لن ارتاح حتى تظهر الحقيقة

واردف غنامة: انا اليوم اقترب الى سن الستين، معنوياتي عاليا، وما كان يخفف عني معاناتي بانني غير مذنب، وكنت امل ان يكون اطلاق سراحي قريبا، ولكن للاسف الشديد اخذ اما يقارب نصف عمري، سوف ابحث عن عمل، لكي اعيش ما تبقى من الحياة مع عائلتي بصورة جيدة، عملت في فترة السجن في محل لبيع ادوات البناء، ويمكن ان اجد مكان عمل في هذا المجال، ولكن الامر المهم بالنسبة لي هو فقط اظهار الحقيقة وهذا ما سأعمل عليه حتى اخر يوم من حياتي، لن تهمني الاموال وانما فقط وفقط اريد اظهار الحقيقة.

مساعدة من السياسين

واختتم: حتى قادة الدولة السياسيين، من العرب واليهود، قاموا بتقديم المساعدة لي،  وايضًا اعضاء الكنيست العرب، وحتى المرحوم اسحاق رابين ويوسي سريد واريه درعي، وجميعهم كانوا على قناعة تامة بانني بريء، وحتى اليهود الذين كانوا معي في السجن كانت تربطني معهم علاقة جيدا وقاموا بالاحتفال معي بالخروج من السجن، الحكومة، "والشباك" جميعهم على دراية تامة باننا للم نقترف اي ذنب، ولكن... القضاء وكل من تعامل مع هذه القضية، اضافة لعائلة الشاب الذي قُتل قالوا ما يعزينا بانه تم اعتقال عرب وهذا ما نريده.

الزوجة:"ذهبت افضل سنين حياتانا والان ما اريده هو ان اقوم بتأدية فريضة الحج برفقة زوجي"

هذا ونجحت زوجة سمير غنامة امل بتربية 3 بنات وولد واحد تربية صالحة رغم تواجد زوجها في السجن، حيث كان له ثلاثة قبل دخوله السجن وجاء الرابع خلال تواجد الزوج خلف القضبان، وتراوحت اعمار الاولاد الثلاثة ما بين السنة والثلاث السنوات، ولكنها نجحت بتربيتهم تربية صالحة حيث قالت: ايماني الكبير ببراءة زوجي، والايمان بالله هذا ما خفف معاناتي، اجمل سنين حياتنا ذهبت، ولكن نقول دائما الحمد لله، وهذا جاء بدعم الاهل والاقرباء، الان ما اتمناه هو ان يحمي الله اولادنا، وان نقوم بتأدية فريضة الحج وهذا كل ما اتمناه.

الابنة:" عشنا فترة صعبة، وشكرا لوالدتي"

وتقول ابنة سمير غنامة، عبير، التي كانت تبلغ من العمر ما يقارب الثلاث سنوات: لا اتذكر لحظة اعتقال والدي، ولكن اتذكر جيدا الفترة الصعبة التي عشناها بعيدا عن والدي المسجون ظلما، وفي اوضاع صعبة جدا، ولكن بفضل الله امي كانت قوية جدا لكي تقف بوجه جميع الصعوبات وتقوم بتربيتنا افضل تربية، وحاولت قدر المستطاع ان تخفف عنا، بان لا نشعر بالنقص الكبير الذي كان ينتابنا بوجود اب خلف القضبان بدون ان يرتكب اي ذنب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]