شهدت مدينة اسطنبول التركيَّة، في ليلة رأس السنة، أي قبل 10 أيام، هجوما ارهابيا وأسفر عن استشهاد العشرات من أماكن مختلفة في أنحاء العالم ومنهم ليان زاهر ناصر ابنة الطيرة، وعدد كبير من  الشبان والشابات العرب من الدول العربية.

أدّى هذا الهجوم وتداعياته الى نقاشات حادّة وواسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، واختلف الشارع حول هوية المكان الذي جرى استهدافه، وحول هوية منفذه، فرغم تبني تنظيم "داعش" للعملية، إلّا أن أصواتًا كثيرة وجهت أصابع الاتهام لجهات أخرى، وقد ادعت مصادر بالحكومة التركية أن هنالك علاقة لجماعة المعارض فتح الله غولن بالعملية، بعدما اتهمت نفس الجهات الشاب الذي اغتال السفير الروسي بانتمائه لغولن أيضًا، في حين وجهت جهات أخرى اتهامات للحكومة بأنها قصّرت خصوصًا وأن الشرطة وصلت للمكان في وقت متأخر، بعدما كان الارهابي قد قتل العشرات، رغم أهمية المكان باسطنبول ورغم أهمية هذه الليلة بالذات كونها ليلة رأس السنة التي من الطبيعي أن تنتشر فيها قوات الشرطة بكثافة.

ضمن متابعة "بـُكرا"، تحدثنا مع محللين إسرائيليين وآخر عربي يقطن في اسطنبول وهو د. محمد عمّاش،الباحث ومدير المشاريع في العلاقات الدولية بمركز الاتجاهات السياسية العالمية في اسطنبول – والذي قال: ادّعى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في اسطنبول. وتقارير ومعلومات عن الإرهابي الهارب تثبت ذلك أيضا. نحن نعلم أيضا من تحليل الشرطة للقطات الهجوم ان الإرهابي فعل بدم بارد وأيضا من تصرفاته اثناء الهروب، يبدو انه على دراية جيدة في حرب العصابات ويظن ان تم تدريبه في سوريا.

هجمات من جماعات ارهابية متعددة 

وتابع: تركيا تتعرض للهجوم من قبل العديد من الجماعات، وبالأساس "داعش" وحزب العمال الكردستاني، وغيرها من الجماعات الإرهابية الصغيرة التي ترتبط معهم، بالطبع كل لديه نفس الهدف وهو تعطيل وتقسيم تركيا، وعلى الرغم من دوافعهم المختلفة يخدمون بعضهم البعض بهجماتهم.

ازدحام كثيف

وعن سبب حضور الشرطة المتأخر للمكان وعن اذا كان هناك إمكانية لوقوع عدد ضحايا اقل، يقول: نادي رينا الذي تعرض للهجوم يناسب 500-600 افراد، وأنه كان مزدحما جدا ليلة الهجوم بسبب احتفالات العام الجديد، ونحن نعرف من شهود عيان وتقارير أمنية أن الإرهابي كان يتصرف بدم بارد ويبدو أنه مدرب جيدا، انه اعاد تحميل بندقيته عدة مرات، وخمنت أن أطلق النار نحو 180 مرة في بضع الدقائق، وكان يستخدم قنابل الدخان لصرف الضحايا، ويلاحظ أيضا أنه هرب عن طريق الاختباء بين الجرحى عندما جاءت الشرطة لإخلاء المكان، لا أستطيع أن أعرف إذا كان سيتم إنقاذ المزيد من الأرواح إذا وصلت الشرطة للمكان في وقت سابق، ولكنه من الاكيد أنه يجب التحقيق في هذه المسألة.


الانتماء لشركة أمنية خاصة


وعن امتناع أمن المطعم من الدخول لمكان الهجوم، يقول: نعرف من صاحب المكان أن الحراس الذين كانوا على البوابة ينتمون لشركة أمنية خاصة، يجب أن نشير إلى أن حراس الأمن في الأماكن المملوكة للقطاع الخاص في تركيا لا يحملون سلاحًا، هناك عدد قليل من الحالات التي يوجد فيها سلطة حمل السلاح للحراس، حراس البنك وأفراد الأمن من المركبات البنوك وعربات الشرطة التي تحمل السجناء، غير ذلك الأشخاص الوحيدين الذين مسلحين بشكل كامل هم قوات الشرطة والجنود.

لا يملكون الكثير من الأمور التي بإمكانهم القيام بها

وأشار الى أن: في هذه الحالة لم يكن هناك الكثير من الشيء لحراس الأمن الذي يمكن القيام به، وركضوا للنجاة بحياتهم. بالفعل كان هناك أحد ضباط الشرطة عند البوابة و كان هو الاول الذي قتل على يد الإرهابي، من الممكن ان نرى في المستقبل بعض الإجراءات الجديدة لمنح السلطة لشركات الأمن الخاصة لتوظيف أفراد القوات المسلحة. ولكن هذا تخميني فقط.

المنظمات الإرهابية هدفها واحد

وإذا كان هناك علاقة بين الهجوم وبين محاولة الانقلاب السابقة على اردوغان، يقول: كما ذكرت، ادعت داعش مسؤوليتها عن الهجوم. إذا كان هناك أي علاقة بين داعش والجماعة الأخرى التي خططت الانقلاب العسكري ضد الشعب التركي سوف يجري تحقيقه، من المؤكد أن جميع المنظمات الإرهابية تخدم بعضها البعض وليس لها أي اختلاف في أهدافهم ضد تركيا.


خاطر بحياته لحماية عشرات الناس


وأردف: ومن الأمثلة على ذلك الهجوم الإرهابي الأخير الذي اتخذه حزب العمال الكردستاني في مدينة ازمير قبل بضعة أيام. اثنين من الارهابيين الذين قتلوا على يد الشرطة حملوا صواريخ مضادة للدبابات وقنابل يدوية وبنادق ثقيلة، والمتفجرات التي وضعت في سيارتهم. بفضل شرطي المرور الشجاع الذين لاحظ ذلك خلال عملية تفتيش أمني ووضع حياته لحماية عشرات من الناس، ولو وصل الإرهابيون لهدفهم كانوا سيوغلون في القتل أكثر.


وانهى كلامه قائلا: أيضا، لا ينبغي لنا أن نتجاهل أن العديد من الهجمات الإرهابية تمنع كل يوم في جميع انحاء العالم، نحن لا نسمع عن معظمهم لأنه عندها المنظمات الإرهابية تصل إلى هدفها الأساسي، وهو نشر الخوف والشعور بانعدام الأمن، وأيضا فضلا عن كون بعض وسائل الإعلام تعمل على نشر الدعاية لهذه العصابات في كثير من الأحيان".


محرر اخبار الخارج في القناة الإسرائيلية الثانية - عراد نير، قال بحديثه مع موقع "بـُكرا": حسب المعلومات المتوفرة فإن "داعش" هو الذي قام بالعملية الارهابية. على الرغم من انه بتركيا يوجد منظمات ارهابية اخرى لكن من الواضح انه لا يوجد بينهم مشاركة، لا يوجد شك انه كان هنالك مجال لتأمين المكان أكثر ، من الأرجح انه كان هناك حارس أمن واحد الا انه تبرر عدم فعاليته بشكل قاطع. مع الاسف في اماكن كثيرة من ضمنها اسرائيل، الامن معرض للاختراق.

عدم التمرّس والتدرّب

وأكدّ أن: بشكل عام، منظمو الامن الشخصيين غير متمرسين ومدربين بشكل كافي ليقوموا بالرد على هكذا عمليات، في هذا الحادث ممكن ان نرى بأن الرامي بدأ بالتصويب من المدخل. من الارجح انه قتل رجال الامن الذين كانوا من المفروض ان يوقفوه.

وعن امتناع الأمن من دخول المكان المستهدف، يقول: لا يوجد لدي معلومات كافية في هذه السياق. انظر الى الاجابة للسؤال السابق.


لا يمكن معرفة اذا ما تم سماع العيارات النارية


بالنسبة لقدرة الشرطة بتخفيض عدد الإصابات لو أنها قدمت على وجه السرعة، يقول: مقابل النادي، في الجهة المقابلة من الشارع يوجد محطة شرطة، تم تحرير امر بمنع نشر اي ملابسات عن هذا الحادث من قبل حكومة تركيا كما في كل حادثة كهذه، لذلك لا يمكن معرفة ما اذا تم سماع العيارات النارية من المحطة ام لا؟ لو قام رجال الشرطة بالإسراع الى مكان الحادث لمنع اطلاق النار .

قائمة الأعداء

وإذا كان للحادثة علاقة بالانقلاب على اردوغان، يقول: حتى قبل هذه الحادثة "داعش" اعلنت الحرب على تركيا، وذلك بسبب الاعتداءات التي تقوم بها تركيا على مقرات "داعش" في سوريا والعراق، قبل شهرين اخفقت تركيا احدى عمليات "داعش"، في مجالها، بسبب ايمانهم ان المنظمة ستنجح في تنزيل الاسد من الحكم وقد فضلوا نجاحه على نجاح الاكراد، بعد ان غيرت طريقة التوجه تجاه الاسد، عملت ايضا ضد "داعش" وايضا ضد الاكراد فتم اضافة اسم المنظمة على قائمة الاعداء الذين يقومون بعمليات ارهابية في تركيا بالإضافة للأكراد ومنظمات اخرى، الحكومة التركية تلوم ايضا رجال منظمة فتح الله غولن .

داعش من يتحمل المسؤولية فقط

مسؤول معهد "ميتاڤيم" - د.نمرود چورن، قال بحديثه مع موقع بكرا: باعتقادي، داعش من يتحمّل مسؤولية الحادث الإرهابي لأنهم الجهة الوحيدة التي أعلنت مسؤوليتها عن الامر، على مدخل النادي كان هناك شرطي ومن الممكن ان العدد كان اكثر من شرطي واحد. منفّذ الحادث الإرهابي، بدأ بإطلاق النار قبل دخوله النادي، قتل الشرطي ومن ثمّ دخل الى النادي وأطلق زخات الرصاص على من تواجد بالداخل.


وأضاف: بحسب المعلومات التي اعرفها، الشرطة التركية اقتحمت النادي دون تأخير، والمنفّذ نجح بالفرار من المكان، كان هناك نقاش وجدال اذا كان مطلق النار شخص واحد او اكثر من شخص".

لا يوجد صلة بين الهجوم وبين محاولة الانقلاب


وانهى كلامه قائلا: الهجوم هذا باعتقادي لا يوجد بينه وبين محاولة الانقلاب في تركيا اَي صلة، بينما يوجد له صلة في الصراع الدائر بين تركيا وداعش في سوريا، الذي تفاقم وازداد بعد التدخّل العسكري لتركيا هناك والمقصود سوريّا".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]