تقدمت طالبة جامعية من أم الفحم (الاسم محفوظ بملف التحرير) بشكوى للشرطة في أعقاب تعرضها لهجمة تهديدات وانتقادات حادة بعدما شارك بمعرض فني بالجامعة وفيه علّقت لوحة فنية عبارة عن سجادة صلاة وعليها العبارات التالية "الله .. مات .. أكمل صلاتك"، التي اعتبرها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مرفوضة ومستهجنة وتهين الذات الإلهية- حسبما كتبوا.

وعلم ان الفتاة الفحماوية قد تقدّمت بالشكوى ضدّ وسائل الاعلام التي حرّضت عليها، وضد طالبتين من جامعة حيفا، قامتا بفضحها في وسائل التواصل الاجتماعي – حسبما ادعت الفتاة الفحماوية.

وأفاد مراسلنا ان الشرطة حضرت مساء امس الأحد، الى بيت الطالبة في ام الفحم وبدأت تحقيقاتها، وكانت صفحات فحماوية عديدة واُخرى من المجتمع العربي بالإضافة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي قد شنّوا حملة هجومية على الطالبة الفحماوية عبروا فيها عن "سخطهم" من التطاول على "الذات الإلهية" .

ونجح مراسلنا بالحصول على بعض المراسلات التي وصلت الى الطالبة.

كما ودعا بعض افتراضيّو الفيسبوك الى قتل الطالبة واستاذها الذي شدّ على يدها، ووصفوها بعبارات نابية ومسيئة، وكانت صفحة مدينة ام الفحم قد نشرت منشورا وصفته الطالبة بـ"التهديد المباشر" لشخصها وجاء في المنشور:" الفتاة الفحماوية التي مست بالذات الالهية وكتب على المصلى "الاسم محفوظ لدينا" اذا لم تقم بالاعتذار عما اقترفت سنقوم بنشر (بروفايلها) الشخصي لتقبل النقد بشكل شخصي ، أوصلوا لها الرسالة".

معرض داخل الصف


مراسل "بكرا" تحدث مع الطالبة التي رفضت الكشف عن اسمها والافصاح عن اَي تفاصيل شخصية تتعلّق بها، وقالت: العمل كان باطار درس بالصف، ليس معرض فني فهذه مبالغات، الاستاذ طلب منّا ان نرسم على فراش، واخترت الكتابة على مصلّيات، فعلّقتهن بالصف كي أتقبل النقد من الاستاذ، وهناك طالبة معي دون ان تطلب او تسأل او طالبتين بالأحرى، قررتا تصوير العمل بالصف ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه القصّة بحذافيرها".

وتابعت:" الوظيفة كانت يوم الأربعاء المنصرم ويوم أمس تم فحص الوظائف من قبل الاستاذ".

تصرفات صبيانية

وعن التعقيبات تقول: من يعقبّ على الفيس ويتهجمّ علي، يدلّ على تصرف صبياني وواضح كم يوجد فراغ في حياة الناس لدرجة الى انهم يعقبون على وسائل التواصل الاجتماعي في كل الأوقات ولهذا اختاروا مهاجمتي وحتّى انهم لم يسألوني ماذا قصدي من الوظيفة قبل مهاجمتي .

موت الله في قلوب الناس

وعن المقصد من الوظيفة، تقول: المقصود انه عندما يموت الله في قلوب ناس، نعتقد ان الدين هو عبارة عن صلاة فقط، مثلا يؤدون الصلاة وداعش تقتل، يؤدون الصلاة وفِي السعودية يتصرفون تصرفات غير ملاءمة للدين، وأنا لا أودّ توجيه رسالة لأهل ام الفحم، وأطلب عدم الخوض بهذا الامر.

عدم الندم

وعن اذا كانت نادمة على ما نشرته تقول: انا لست ندمانة على ما فعلته، لأنني لم أقم بأي أمور خاطئة، أما الجدال فكان بإطار الصف، هناك فتاة أخذت الموضوع بشكل حسَّاس واستعملت يدها للاعتداء عليّ، فتعذر عليها التعبير عن نفسها لفظيا وبالتالي عبرت عن نفسها جسدياً، فيما بعد برّرت موقفها بانها مازحتني، اما الصبية الاخرى فقد جاءت لتهديني "للصراط المستقيم" الخاص بالحركة الاسلامية، والجامعة حتى الان لا تعرف واليوم المفروض ان احتلن المحاضرين والإدارة.

شكوى في الشرطة


وعن اذا تقدّمت بشكوى للشرطة، تقول: نعم تقدمت شكوى بالشرطة ضد وسائل الاعلام التي حرّضت عليّ ونشرت دون أخذ إذن مني، بالإضافة الى صاحبات المنشور وهن الفتيات اللاتي خضت نقاش معهن في الصف".

لا اريد الشهرة

وأشارت الى ان: لمن يدّعي انني اريد الشهرة وأريد لفت الانتباه، ليس انا من قام بنشر الوظيفة على مواقع التواصل الاجتماعي وحتّى انها عندما نشرت لم تنشر باسمي فَلَو أردت الشهرة لنشرت العمل منذ زمن.

ردّ فعل الأهل
وأستطردت حديثها قائلة: عائلتي تقف بجانبي وتساندني في هذه المِحنة، في هذه الفترة أتواجد بالبيت وارفض الخروج من البيت لأسباب امنية.

وعن ردها على موجة الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول الطالبة المهدّدة بالقتل بحديثها لـبكرا: عندما يريد الشخص الدفاع عن فكرة وايمان يجب ان يتصرف بهذا الامر وليس التصرف بطريقة افظع ، اذا انت تنعتني بانّني غير اخلاقية، لماذا تهاجمني بأمور غير اخلاقية؟ كيف تدعون لمحاربة الأمور اللاأخلاقية وأنتم غير أخلاقيين فهم يدافعون عن الاسلام الذي يحتمّ علينا "عدم التعدّي".

لم ولن أهين الدين أو الذات الإلهية


واوضحت قائلة: انا لم اقصد إهانة الدين ، احترم واتقبلّ كل الأديان، والتفسيرات المغلوطة هي التي أدت للتحريض عليّ ولهذه الهجمة، المشكلة لم تكمن في عملي، بل في التفسيرات المغلوطة، اعود على مقصدي مرة اخرى وهو انه عند موت الاله في قلوب الناس، فالناس تمتنع عن رؤية الدين كاخلاق وبالتالي تراه كفرائض فقط.

عدم الخوض في المجريات

الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي - لوبا السمري، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" لا توجد عندنا اية نوايا بالخوض في اي من مجريات وتفاصيل تحقيقات جارية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]