اختتمت مؤسسة "ميزان" لحقوق الإنسان جولتها الأوروبية، التي شاركت فيها مع عدة منظمات وجمعيات أوروبية من فرنسا وبلجيكا، وذلك لطرح قضية الداخل الفلسطيني والأسرى .

والتقى وفد "ميزان" عدة شخصيات برلمانية أوروبية وناشطين في مجال حقوق الإنسان، حيث أوضحت لهم، على لسان مديرها المحامي عمر خمايسي، المعاناة التي يعيشها أهالي الداخل الفلسطيني والممارسات العنصرية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية بحقهم من قمع للحريات وملاحقة سياسية للقيادات الفلسطينية ومصادرة للأراضي وحظر الأحزاب السياسية وإغلاق الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.
وشاركت المؤسسة خلال جولتها بعدة ندوات في مدن ليل وتولوز ومرسيليا وباريس الفرنسية، تحدث خلالها كل من المحامي عمر خمايسي والأسير المحرر محمود لويسي، حيث طرحا عدة مواضيع تخص الداخل الفلسطيني والأسرى والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقهم .

ندوة في مدينة تورني تحت رعاية عمدة البلدية 

والتقت المؤسسة عدة سياسيين وبرلمانيين في مدينة تورني البلجيكية ، أثناء ندوة في مقر البلدية تحت رعاية عمدة البلدية بول اوليفيه، الذي رحب بوفد المؤسسة، وعبر عن مدى تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا على أن موقف بلاده المتضامن مع الشعب الفلسطيني لا بد أن يكون أكثر حزما وصرامة .

وقال النائب البرلماني البلجيكي سيرج اوستاش إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو مجزرة، فما يجري هناك ليس حربا، لأن الحرب تكون بين طرفين متكافئين بالقوة، وأما ما يجري هناك فهو مجازر تماما مثلما حدث في صبرا وشاتيلا وجنين وغزة.

وأبدى النائب استعداده للمشاركة في أية برامج يمكن أن تخدم الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، والذين يتعرضون بشكل يومي للممارسات العنصرية والتنكيل من قبل الإسرائيليين . 

نائب رئيس بلدية تورني: الفلسطيني يتميز بالتحدي وعزة النفس
وخلال كلمته تحدث نائب رئيس بلدية تورني والأمين العام لحركة العمال المسيحية جاكي كانتارد عن الروح الإيجابية وعزة النفس التي يراها الأوروبي في عيون الفلسطينيين عندما يزور بلدهم المحتل، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن يزور فلسطين ويعود كما كان، فلا بد أن يتغير شيء بداخله عندما يرى عزة نفس الفلسطيني وروح التحدي في عينيه رغم ما يتعرض له من ذبح وقتل.

ساندرين سينزينسكي مديرة جمعية amiti lille naplouse : أثر كبير في فهم الصورة
وفي حديث مع السيدة ساندرين سينزينسكي أكدت على أن الفعالية التي نظمتها جمعيتها بالمشاركة مع مؤسسة "ميزان" كان لها أثر إيجابي كبير على مستوى أعضاء الجمعية والمشاركين الذين لم تكن الصورة واضحة لديهم حول ما يحدث للفلسطينيين في الداخل من تمييز وعنصرية، كذلك الأمر بالنسبة للأسرى الفلسطينيين، حيث أشارت إلى أن معرض الصور الذي عرض في ندوة المركز الثقافي في المدينة كان له أثر كبير في فهم الصورة حول الانتهاكات التي تمارس بحقهم خاصة، وأن الذي شرح هذه الصور للجمهور هو أسير محرر.

الصحافي سام برنارد: معظم الشعوب الأوروبية لا تعرف الحقيقة

وخلال مقابلة صحافية أجريت مع المحامي عمر خمايسي والأسير المحرر محمود لويسي في إذاعة كامبوس في جامعة لييل الفرنسية اعتبر الصحافي سام برنارد أنه لا يمكن اعتبار إسرائيل دولة ديمقراطية طالما هي مستمرة بممارساتها ضد الشعب الفلسطيني وضد الأسرى الفلسطينيين، دون أدني اعتبار لقانون حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية. 

وعبر عن مدى أهمية نقل صورة ما يجرى على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية للشعب الأوروبي الذي يجهل معظمه حقيقة ما يجرى، لأن ينقل الصورة عادة ما يكون الجانب الإسرائيلي الذي يحاول أن يصور دولته أنها ديمقراطية. 

الصحافية إلزا ليلا: لا ديمقراطية في إسرائيل
من جانبها أكدت منسقة البرنامج الصحافية إلزا ليلا من مؤسسة amiti lille naplouse على أنه كان من الضروري استضافة ناشطين حقوقيين من فلسطيني 1948 وذلك من أجل إيضاح الصورة لدى العديد من الأوروبيين الذين يعتقدون أن هناك مساواة داخل إسرائيل، وهو الأمر الذي نعرف تماما هنا في مؤسسة amiti lille naplouse وتجمع الجمعيات الأوروبية لأجل فلسطين أنه غير صحيح .
الناشط الحقوقي محمود لويسي: ارتفاع مستوى التضامن الأوروبي
وعبر الأسير المحرر والناشط في مجال حقوق الأسرى محمود لويسي عن مدى تفاؤله بارتفاع مستوى التضامن الأوروبي مع قضايا الشعب الفلسطيني خاصة قضية الأسرى، مشيرا إلى مدى التأثر الذي لمسه في الجمهور الأوروبي خلال شرحه عن الرسومات الكاريكاتورية، التي عرضت إلى جانب الأشغال اليدوية للأسيرات، حيث شمل معرض الصور شرحا كاملا لمعاناة الأسير منذ لحظة اعتقاله وحتى بعد تحرره من الأسر.

معرض الأشغال اليدوية للأسيرات

وقد كانت الأشغال اليدوية، التي صنعتها الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، حاضرة بقوة خلال الجولة الأوروبية، حيث عرضت في جميع المدن التي عقدت فيها الندوات، الأمر الذي لاقى إعجابا واسعا من الحضور .
وتضمنت الأشغال اليدوية العديد من أعمال التطريز الفلسطينية والأساور والتحف الصغيرة وأشغال الخرز، حيث تستثمر الأسيرات هذه الأشغال من أجل ملء أوقات فراغهن داخل السجن، إضافة إلى كون هذه الأشغال بمثابة الأمل الذي يخرج من الأسيرة إلى عائلتها خارج السجن وقت الزيارة .


المحامي عمر خمايسي: شعوب أوروبا متعطشة لمعرفة قضايانا
بدوره أكد المحامي عمر خمايسي على أن الشعوب الأوروبية متعطشة لمعرفة المزيد عن فلسطينيي الداخل وعما يحدث بشكل فعلي على أرض الواقع هناك؛ من تمييز وعنصرية، ولذلك هناك العديد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع تحاول بشكل جدي البحث عن حقيقة ما يجري في أراضي ال48 وهو ما لمسناه من خلال مداخلاتنا الإعلامية عبر عدة وسائل إعلام تلفزيونية وإذاعية وصحافية.
واعتبر خمايسي أن الجولة، بالشراكة مع عدة مؤسسات أوروبية، انطلاقا من باريس إلى مدينة ليل، ومن ثم مدينة تورني البلجيكية في الشمال والانتقال بعد ذلك جنوبا إلى مدينتي تولوز ومرسيليا، كان لها أثر كبير في تسليط الضوء على الظروف الحياتية التي يعيشها الداخل الفلسطيني، خصوصا التحريض المتصاعد والقوانين العنصرية التي يتسابق بها اليمين المتطرف لتضييق الخناق أكثر وأكثر، وقمع حقوق وحريات أساسية للأقلية العربية من خلال الملاحقات السياسية للأفراد والجماعات.

وختم خمايسي حديثه بتوجيه الشكر إلى جميع المؤسسات والجمعيات التي نسقت من أجل إنجاح البرنامج، وكذلك الجالية الفلسطينية في مقاطعة ليل، والتي شارك الوفد في مهرجانها السنوي الذي عقد في المركز الثقافي وسط المدينة .






 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]