لافت رئيس وزراء كندا، جاستين ترودو، لكأن هذا السياسي الشاب أبعد ما يكون عن صورة السياسي القوي، وأقرب إلى “الرومانسيين”. فقد ظهر الرجل الذي يتمتع بالكثر من “الكاريزما” في العديد من المواقف والمناسبات، لاسيما تلك التي تتعلق بملف المهاجرين، “إنسانياً” قبل كل شيء آخر.

ولعل آخر تلك المواقف “كم الدموع” الذي تلقف بها ترودو الأسبوع الماضي، شهادة لاجئ سوري فرّ من الموت في بلاده إلى لبنان ومنه إلى كندا، عبر طائرة محملة باللاجئين الذين استقبلهم ترودو العام الماضي.

وأدلى الرجل المدعو، فانيغ غارابيديان، بشهادته هذه في لقاء مصغر عقد مع مجموعة من اللاجئين السوريين ورئيس الحكومة ضمن “برنامج اللاجئين السوريين”، للحديث عن تجربتهم بعد مرور أول سنة لهم في كندا، بحسب ما أوردت قناة CBC الكندية، ضمن برنامجها الصباحي “ميترو مورنينغ”.

ومما قاله غارابيديان وأثر عميقاً على ما يبدو في ترودو، الذي ظهر في الفيديو ودموعه تنهال غزيرة على وجنتيه، إن أول يد استقبلته قبل عام على طائرة كانت لرجل كندي قال له: “اذهب واجعل كندا أفضل”، أما الوجه الآخر الذي استقبله في العاشر من ديسمبر الماضي، فكان ترودو الذي قال له في المطار قبل عام: “أهلاً بكم في بيتكم”.

وتوقف اللاجئ السوري عند تلك العبارة تحديداً، واصفاً كيف أثرت به وهو الذي خسر بيته وبيئته وأرضه، ليجد بعد أشهر من المآسي، وجهاً باسماً يطمئنه قائلاً بما معناه “لك بيت هنا”.

ولعل تلك العبارات أو الأحاسيس التي تولدت عند اللاجئ هي التي جعلت الدموع والتعاطف والتأثر ينضح من عيني ترودو، غير قادر على لجمها. ولعله ببساطة هذا التعاطف البشري الطبيعي مع كل مأساة، فكيف إن كانت بحجم “التغريبة السورية”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]