لا زالت حوادث الطرق تحصد العديد من ارواح شبّاننا العرب، لأسباب عديدة. ويوم أمس الأحد، حصدت حرب الشوارع، 7 قتلى خلال أقلّ من 24 ساعة، جميعهم من الوسط العربي.

ويعيش الوسط العربي في حالة من الخوف والقلق، ازاء انتشار ظاهرة حوادث الطرق. مراسل "بكرا" سلَّط الضوء على هذه الظاهرة وتحدّث مع أشخاص عن أسباب هذه الحوادث وما هي الطرق لتفادي الحوادث والتقليص منها.

وقاية 

معلّمة السياقة النظرية للأصمّ - رولا ابو رعد، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" بداية هناك عدة أسباب لحوادث الطرق، منها، عدم الوعي والتسرّع، عدم الانصياع لقوانين السير، تفريغ طاقة، عرض عضلات والانشغال بالهواتف الخليوية خلال القيادة، بما اننا على اعتاب فصل الشتاء وعدم جهورية بعض الشوارع خاصة بالبلدان العربيّة في ظلّ ازدياد السرعة وعدم الوعي الكافي وعدم الانصياع لإشارات المرور وعدم احترام حق الاولوية، عدم فحص جهوزية السّيّارات، كلّ هذه أسباب قويّة لكثرة حوادث الطرق".

وزادت:" بالرغم من أنّها قضاء وقدر ولا اعتراض على حكم الله، على الشباب التمهّل فارواحهم ليس رخيصة الى هذا الحدّ، تمهّلوا فهناك أهل بانتظاركم وان لكم أبناء فهم ينتظرونكم".

وعن أسباب وقوع هذه الحوادث، تقول ابو رعد بحديثها لـبكرا:" عدم الصرامة في تطبيق القوانين، الاستهتار بحياة المواطنين وعدم استخدام حزام الأمان أو المنبّهات - الغمّازات- عند الانتقال من مسار الى مسار أو عند التجاوز أو الدخول في طرق فرعية، والتوقف المفاجئ، واستخدام الهاتف أثناء القيادة والحديث وشرود الذهن، وغيرها العديد من أسباب الحوادث. فالقيادة هي أول مرآة لأخلاق الانسان".

وعن طرق الوقاية من حوادث الطرق أو تقليص الحوادث، تقول معلّمة السياقة النظرية للأصمّ، رولا ابو رعد بحديثها لـبكرا:" لتفادي هذه الحوادث، يجب الانصياع لاوامر الإشارات، عدم التسرّع، عدم القيادة تحت التعب وتحت تأثير الأدوية والمشروبات الروحية، عدم الانشغال باجهزة الهواتف، الانتباه الى القوانين وحالات الطقس في
الشارع".

إهمال السائق

طالبة في المرحلة الثانوية - مريم تلّس، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" لا شكّ بأنّه تحدث ظروف في بعض الأحيان التي تؤدي الى ان يفقد السائق، السيطرة على مركبته وبالتالي الضلوع أو التسبّب بحادث طرق، ولكن، هل يعقل ان جميع الحوادث وقعت لأنّ السائق تفاجئ بأمر ما وفقد السيطرة؟".

واضافت:" باعتقادي أنّ سبب هذه الحوادث القاتلة وجميع الحوادث عامة، هو إهمال السائق وعدم تقديره وإدراكه لابعاد الامور فمثلا ينشغل السائق بالهاتف أو مع الجالسين بالسيّارة، فمن المؤكد ان السائق وقتها سيفقد السيطرة على المركبة".

واختتمت كلامها قائلة:" أتمنى من جميع السائقين ان يقودوا بحذر، لانه يكفي هذا العدد من الضحايا الذي رحل الى دار الآخرة، جرّاء حوادث طرق، فبات الوضع لا يُطاق".

رفع الوعي 

عضو بلديّة الناصرة وهو والد لشخصين - شريف زعبي، قال بحديثه مع موقع بكرا:"مؤسف ان نسمع ونشاهد اخبار تتحدث عن مصرع شباب في حوادث الطرق ، والمؤسف ان نسبة الشباب العربي بشكل خاص والجمهور العربي هي اكبر من المعدل العام بعدة اضعاف في مجال الحوادث والموت على الطرق.لا شك ان هنالك مسؤولية ذاتية لرفع الوعي حول أهمية القيادة الحكيمة والتصرف بمسؤولية في الشارع والعمل على حماية أنفسنا وغيرنا، مشاه وسائقين وركاب".

واكدّ ان:"احد الطرق لرفع الوعي بين شبابنا هي عن طريق خطط مهنية تقرها لجان بلدية تعنى بألامان على الطرق، هذه اللجان أقرها القانون من اجل ان تشارك السلطات المحلية بمحاربة حوادث الطرق، ولكنها للأسف الشديد تهمل من قبل رؤساء البلديات والمجالس المحلية العربية".

وزاد:"ولكن بالرغم من المسؤولية الذاتية التي تقع علينا الا ان المسؤولية الحكومية أهم وأكبر من المسؤولية الذاتية . لأن الحكومة والوزارات عليها الاهتمام بالبنى التحتية وبالأمان على الطرق، ورصد ميزانيات بشكل كاف ومنصف ".

وانهى كلامه قائلا:"مثال على ذلك يعرفه كل اهل منطقة الناصرة ، فأذا قارنا مفرق عيلوط الخطر الذي ازهق أرواح العديد من اهل المنطقة , هذا المفرق الذي يخدم اهل الناصرة وعيلوط وعددهم 100 الف مواطن، غير منظم من ناحية سير ليحمي السائقين من خطر الحوادث ، بينما على بعد عدة كيلومترات ترى مفرق منظم في مدخل لبلدتين يهوديتين صغيرتين، شمشيت وسوليليم وعددهم الف مواطن (مفرق سولوليم)".

مؤشر خطير للغاية 


العامل الاجتماعي - عماد مفيد جبارين، قال بحديثه مع موقع بكرا:"ظاهرة حوادث الطرق وانتشارها في المجتمع العربي خصوصا لدى الفئة العمرية الشبابية مؤشر غاية في الخطورة ، لا يمكننا اتهام جهة او عامل واحد على حساب باقي العوامل ،فللظاهرة عدة جوانب منها المتعلقة بالبنية التحتية للشوارع ومنها البنية الشخصية للسائق.اعلم انه من السهل اتهام الجهات الرسمية في تجاهلنا كأقلية عربية من الخدمات الاساسية بموضوع المواصلات والصيانة للشوارع التي تكون موصلة اكثر للمجتمع العربي".

واضاف:"ومع ذلك علينا نحن كأبناء للمجتمع العربي مراجعة ما يحدث لنا خصوصا لشبابنا هل نحن كأهل نمارس دورنا في تثقيف ابناءنا بالحذر في السياقة هل نحن نمارس دورنا في متابعة ابناءنا في تنقلاتهم وعودتهم بساعات متاخرة للبيت، هل تقوم المؤسسة الرسمية بمنح الموارد لتثقيف اولادنا بحيل مبكّر خطورة السياقة وعواقب حوادث الطرق ؟!! بل اكثر من ذلك فنشاهد الفوضى عارمة في شوارعنا وعدم احترام اي شارة مرور في داخل بلدتنا وليستمر ذلك خارجها".

وزاد:"اناشد جمهور الشباب خاصة ان تكون الحوادث الاخيرة عبرة ورسالة بان أروحنا غالية علينا وهنالك من ينتظركم في البيوت ان تعودوا سالمين لمنازلكم ولغرفكم ، كونوا على قدر المسؤلية ولا تجعلوا حياتكم محصورة بين المقود والشارع".

وانهى كلامه قائلا:"كما اناشد المؤسسات الرسمية بمتابعة دورها في توعية ابناءنا من خلال حلقات إرشادية وتوعوية".

صبر ووعي 


الطالبة الجامعية في موضوع "الحقوق" - ملاك غمّيض، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" هناك أسباب عدّة لحوادث الطرق، اولا عدم وجود صبر ووعي عند جمهور السائقين، الضغط النفسي الذي يعيشه غالبيّة السائقين وبالتالي يتولّد العنف، عدم وجود نوادي وجمعيات تجذب جيل الشباب وتعلّمهم التعامل الصحيح والقيم، على النقيض من ذلك فالشبّان بالشوارع وفقط سيّارات وعنف".

وأنهت كلامها قائلة:" الإصلاح يبدأ من الداخل، لو كلّ واحد منا يسيطر على ردود فعله، كلّ والد ووالدة يأخذون المسؤولية على عاتقهم بان يربّوا اولادهم بعيدا عن هذا النمط وبالتالي يصبح الوضع هيّن ويخلق جيل أوعى".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]