رفع مئات المواطنين اليوم الأحد الأذان في ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تحديا ورفضا لمساعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي منع رفع الأذان في القدس والأراضي المحتلة عام 1948.

وشارك بفعالية "لن تسكت المآذن" التي بادر إليها ناشطون شباب ودعت لها لجنة التنسيق الفصائلي ولجنة المؤسسات والفعاليات بالمحافظة، ممثلون عن الديانات الإسلامية والمسيحية والسامرية، والذين رددوا الأذان بشكل جماعي.

وقال الناشط الشبابي مازن الدنبك الذي أطلق المبادرة قبل أسبوع، إن الفعالية "جاءت لتقول للاحتلال: كفاكم عبثا بمقدساتنا، ولتقول للعالم أين أنت من هذا الاعتداء السافر على المقدسات".

وأضاف: "جئنا لنقول للمحتلين: عليكم الرحيل عن أرضنا، فلن تسكتوا المآذن ولن تمنعوا كلمة الله اكبر".

وأكد الدنبك أن هذه الفعالية تأتي كذلك لنصرة الشعب الفلسطيني في الداخل، مطالبا القيادة والفصائل بالتحرك السريع لمواجهة القرار.

رسالة واضحة 

وقال محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب إن هذا التجمع يرسل برسالة واضحة للاحتلال بأنه لن يستطيع الاستفراد بمسجد أو كنيسة.

وأكد الرجوب أن "كل إجراءات الاحتلال مرفوضة، ولن تملي علينا إجراء جديدا يغير من سلوكنا وشعائرنا الدينية".

ورأى أن الاحتلال يسعى لجر الشعب الفلسطيني لحرب دينية، مشددا على أن هذا لن يكون، لأن رسالة الإسلام هي رسالة تسامح وعبادة وعدل، مضيفا: "إذا أرادوا حربا دينية فستكون على رؤوسهم".

حق ديني 


أما مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش، فقال إن رفع الأذان حق ديني وشعيرة من شعائر الإسلام، وجزء من الحريات الدينية المكفولة لاتباع الديانات المختلفة.

وأضاف شوياش أن رسالة الأذان هي رسالة المحبة والحرية والسلم لكل المجتمعات، وأن العبث بالمقدسات الدينية هو بداية النهاية للاحتلال.

افلاس الإحتلال 

من جهته ندد راعي الكنيسة الكاثوليكية في نابلس الأب يوسف سعادة بتوجهات الاحتلال بخصوص حظر رفع الآذان، ورأى فيه دليلا على إفلاس الاحتلال أخلاقيا وأدبيا وسياسيا.

وقال إن الشعب الفلسطيني موحد بمختلف دياناته في مواجهة هذا القرار، وأن هذا الإجراء دليل على أن إسرائيل بدأت بمرحلة الانحطاط وأنها في طريقها إلى الزوال.

لن يكون هنالك أمن وأمان 

كما استنكر سكرتير الطائفة السامرية إسحاق السامري توجهات الاحتلال، وقال إنه لن يكون هناك أمن وأمان إلا إذا تمكن اتباع كل الديانات من ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.

وأضاف: "ما دامت كلمة "الله اكبر" تصدح باليوم خمس مرات، وما دامت أجراس الكنائس تدق كل يوم أحد، فإننا في الطائفة السامرية نشعر بالأمن والأمان".

يذكر أن هذه الفعالية كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي، لكنها أجلت إلى اليوم بسبب الاشتباكات التي شهدتها البلدة القديمة، والتي راح ضحيتها مواطنة وعدة إصابات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]