انطلقت مبادرة المركز العربي اليهودي للحياة المشتركة "جارك القريب" يوم أمس في مدينة الناصرة بمؤتمر ضخم أقيم في فندق "ليجاسي"، حيث تم تدشين المركز بمبادرة شخصيات اجتماعية مرموعة من العرب واليهود ومعهد "جفعات حبيبة"، وبالتعاون مع سلطات محلية من المنطقة .

جمهور رفيع المستوى شارك في المؤتمر شمل شخصيات اجتماعية ناشطة وفاعلة في مختلف المجالات، رجال أعمال، رؤساء سلطات محلية، شخصيات السياسية المرموقة وأصحاب جمعيات ومؤسسات اجتماعية \ ورجال دين.

شخصيات مرموقة من عالمي السياسة والأعمال
الإعلامية ربى ورور تولّت عرافة المؤتمر وبدأت كلمتها بـ: معرفة الآخر تبدد الافكار المسبقة اتجاهه، مما يمكننا من قبوله وإدراك عمقه الإنساني، معرفة الآخر وحدها قادرة على انارة فهمنا لحقيقة أن ما يجمعنا أكبر وأكثر مما يفرقنا، أنا عضو ادارة في مركز "جارك القريب" والتي تدير المركز العربي اليهودي للحياة المشتركة، أنا لست الوحيدة التي أومن بأهمية التعرف والتقرب من الآخر، الى جانبي هذا المساء مجموعة رائعة من الأشخاص الرياديين - كل في مجاله- عازمون ويريدون العمل من أجل أن نعيش معا عربا ويهودا حياة مشتركة، في مجتمع يحتوي الآخر ويحترم المختلف، مجتمع متماسك يخطوا أفراده معا نحو تحقيق الديموقراطية والمساواة والوجود المشترك، وفي نهاية كلمتها أعلنت عن أسماء أعضاء الجمعية التي تعمل تطوعا الى جانبهم وهم: رجل الأعمال وليد عفيفي – عضو إدارة "مجموعة العفيفي" الرائدة في المجتمع العربي والبلاد، البروفيسور دانيئيل ستتمان المحاضر في جامعة حيفا والباحث في معهد هرطمان، سيدة الأعمال جوليا زهر مديرة مصانع طحينة وحلاوة الأرز، د. روبيرتا بال كليجـلير مديرة المدرسة الدولية في كلية أورانيم، المحامي يامن مصالحة، حين بن أور تفونس الناشطة في تيار الإصلاح، طارق شحادة مدير جمعية الناصرة للسياحة والثقافة، غادة زعبي مؤسسة ومديرة موقع "بـٌكرا" وبيرتس غان – المهندس الزراعي المعروف والمبادر الاقتصادي والاجتماعي. بالإضافة إلى معهد "جفعات حبيبة" التي مثله كل من مديره يانيف ساغي ومحمد دراوشة: مدير قسم المساواة والمجتمع المشترك في المعهد.

عرض فني .. "بيلفوني"!
بعد ذلك قدمت جمعية "بيلفوني" فقرة موسيقية مميزة اذهلت الحضور بأداء رائع، وهي جمعية أسسها نبيل عبود عازف الكمان النصراوي، ايمانا أن للموسيقى قوة مميزة تتجاوز الحدود الثقافية والاجتماعية ، بغية توفير فرص للتعليم وللتثقيف الموسيقي وتعزيز لغة الحوار مع المجتمع الإسرائيلي من خلال التواصل عبر الفن.

بلوت، بلدية نتنسيرت عيليت .. تُرحّب
رونين بلوت رئيس بلدية نتسيرت عيليت ألقى كلمة بارك من خلالها مشروع "جارك القريب" مشددا على أهمية الحياة لمشتركة لمجتمع صحي خاصة في مدينتين مثل الناصرة ونتسيرت عيليت ، كما أشار بلوت الى ان وجود مجتمع مشترك هو امر ضروري ولا يوجد أي مكان لليأس.

بيتسر، عيمك يزراعيل: لا "تعايش" بل "عيشُ مشترك"

كما تحدث أيضا رئيس مجلس عيمك يزراعيل أيال بيتسر الذي رحب بالمبادرة وأكد في كلمته على ان وجود مبادرات مشابهة هو أمر صحي جدا لاستمرار مجتمع جيد، لذلك عل الطرفين إيجاد لغة حوار والتوقف عن الكراهية والعنصرية واستبدالهما بالسلام والمحبة، ووجه كلمته للناشطة الاجتماعية صاحبة موقع "بكرا" غادة زعبي وبارك واثنى على نجاح المشروع الذي كان اول الخطوات في العام الماضي "التعايش لغتي" مشيدا بهذه الخطوات الإيجابية المتتابعة ومؤكدًا انهم في "عيمك يزراعيل" لا يقولون "تعايش" بل "عيش مشترك" وأنهم يتعاونون مع السلطات المحلية المجاورة وبشكل خاص بستان المرج.

زعبي، بستان المرج: الشراكة الحقيقية تكون في كل المجالات

ثم ألقى رئيس المجلس الاقليمي بستان المرج، أحمد زعبي كلمة أثنى خلالها على المبادرة وأكد أن الحوار الحقيقي هو الطريق الوحيد الصحيح نحو السلام العادل مشددًا على اهمية المساواة الاجتماعية في كافة المجالات وقد عرض مثال مستشفى العفولة وقال أن عدد الأطباء العرب والممرضات يجب أن يكون أكبر، وفي كل المؤسسات الأخرى أيضًا، وتحدث أيضًا عن التعاون بين بستان المرج وعيمك يزراعيل وصرّح أن اتفاقية بين المجلسين سيبدأ تنفيذها قريبًا حول شراكة في المنطقة الصناعية "ألون طابور" مؤكدًا على أن العيش المشترك يجب أن يكون فعلي وفي كل مجالات الحياة على الإطلاق.

ساغي ، معهد "جفعات حبيبه" .. بين انتخاب "ترامب" وهذه المبادرة!
لـ"جفعات حبيبه" دور كبير في تأسيس "جارك القريب" وفي معظم مبادرات السلام والعيش المشترك بالبلاد، يانيف ساغي المدير العام في معهد "جفعات حبيبه" ألقى كلمة أثنى فيها على هذا المشروع وقارن في هذه الخطوة التي وصفها بالنهضة وبين انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة والذي وصفه بالعودة إلى الخلف حيث ان ترامب – وفق ما قله ساغي- حرّض على الغير وهاجم الآخر وصار رئيسًا، وقال أن هذه المبادرة التي تخرج اليوم من الناصرة وقرب كنيسة البشارة هي خطوة إلى الأمام وتستحق كل التقدير.

دراوشة، معهد "جفعات حبيبه" يبارك المبادرة

مدير قسم المساواة والمجتمع المشترك في "جفعات حبيبه" والذي اعتمد مؤخرًا من قبل الاتحاد الأوروبي كخبير مختص في مجال الأقليات القومية، محمد دراوشة تحدث في كلمته عن أهمية العمل المشترك في كافة المجالات من أجل تحقيق العيش المشترك بشكل صحيح مؤكدًا أن البداية تكون في تعلم كل جهة لغة الجهة الاخرى، والثقافة والتفاصيل، وقال أن المبادرة هي مبادرة مباركة ونجاحها سيساهم في التقدم من أجل السلام الحقيقي، منوهًا ان حقوق الأقلية الفلسطينية في إسرائيل لن تكون واضحة إلّا عندما يتم سن دستور حقيقي في إسرائيل تكون مكانة هذه الأقلية واضحة خلاله، وهذا الدستور لن يسن إلّا بعد حل القضية الفلسطينية، ذاكرًا أن في أوروبا هنالك 23 أقلية وكلها تعرف حقوقها وفقًا للدستور.

بيرتس غان: الطريق الصحيح نحو السلام الحقيقي
عن المبادرين للمشروع تحدث الناشطان غادة زعبي وبيرتس غان، حيث قاما إلقاء كلماتهما فتحدث غان عن أهمية الوصول إلى طريق حقيقي للسلام وأن هذا الطريق يكون عبر العيش المشترك الحقيقي والكامل، لا الشعارات فقط ولا الجمل السياسية فقط، بل الأفعال، والمشاريع الحقيقية مشددًا على أهمية نجاح هذه المبادرة وشاكرًا كل المشاركين والداعمين.

غادة زعبي: كافة القضايا في المجتمع يجب معالجتها معًا، بشكل مشترك
ثم تحدثت زعبي عن أهمية المشروع والخطوات المستقبلية بالتعاون مع مركز "جفعات حبيبة" للسلام وان الناصرة هو بلد متعطش لنشاطات مختلفة، وعرض البرامج المستقبلية واهداف هذا المشروع، كما اكدت زعبي أن المشروع قد بدأ في اعقاب المبادرة التي بدأها "بـُكرا" قبل سنة والتي لاقت ردود فعل واسعة، حيث طالب "بـُكرا" من خلالها بالتعايش مع المحافظة على حق الشعب الفلسطيني وحقوقه الكاملة.

وأكدت زعبي: أن "بـُكرا" يساهم بعدة برامج توعوية لصالح المجتمع، ومهم لديه أن يتبنى مشاريع مشابهة توعوية تثقيفية ضد العنف وحوادث الطرق وامور أخرى، ومن ضمنها هذه المشاريع التي لا تقل أهمية مشددة على أن المشاريع التوعوية ضد العنف أو في مجال الحذر على الطرق وغيرها يجب أن تكون ضمن هذه مشاريع العيش المشترك أيضًا، حيث أن هذه الآفات تؤثر على العرب وعلى اليهود ويجب أن يكون العمل على مناهضتها مشترك.

أرملة رئيس دولة إسرائيل السابق، نافون: تقدير كبير لهذه المبادرة

كما تحدثت في المؤتمر ميري شبير نافون - أرملة رئيس دولة إسرائيل السابق يتحساق نافون التي أكدت على أن زوجها كان أول من دعم وساهم لمبادرات مشابهة تحث على العيش المشترك والسلام، وشكرت المبادرين والمؤسسين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]