حضرت جماهير غفيرة أمسية "عرابة توك 2"- أمس الجمعة بتنظيم رابطة الطلاب الاكاديميين في عرابة، وهي أمسية تقام للسنة الثانية على التوالي فيها تخرج رابطة الطلاب الاكاديميين من قالب تنظيم محاضرات تقليدية يقدمها محاضر او مختص، لتخلق فكرة جديدة او فكرة معدلّة ،فيها تستضيف شخصيات لها تجارب نجاح وتحدي ولها رسائل توجهها للجمهور.

افتتحت الامسية بعزف على الكمان لسلمى عاصلة، وبكلمة عريفها محمد كناعنة، عضو الرابطة والذي تحدث عن تميّز فعاليات الرابطة لهذه السنة، وافتتح سنتها الرابعة بأولى الفعاليات، بعدها كانت كلمة رئيس بلدية عرابة السيد علي عاصلة والي شدد على دور الاكاديميين بالمجتمع وضرورة دعمهم، ومن ثم انطلق الحدث بمشاركة خمس اشخاص أولهم كانت فاطمة عاصلة؛ التي وجهت رسالة للجمهور استعرضت من خلال مسيرتها المهنية والتعليمية فيها.

فاطمة عاصلة: على الانسان قراءة ذاته والبحث عن التغيير كل يوم من جديد...

وقالت إنّ الانفتاح على تجارب جديدة والليونة والشجاعة لخوض مسارات لم نخططها لأنفسنا ولم نعدها مسبقًا، قد تكون هي المسار الصحيح والناجح اذ ان الأجوبة المعدة مسبقًا والتخطيطات طويلة الأمد ليست هي ضمان النجاح بل على الانسان قراءة ذاته والبحث عن التغيير كل يوم من جديد، كما ووجهت رسالة فيها تشدد على أنّ العملية التعليمية والدراسة الجامعية لا تفي بغرض النجاح بالحياة ولا تكسب الانسان خبرات وقدرات جديدة وليست الجامعات والمؤسسات التعليمية ولا التحصيل الدراسي هي المكان لكسب القيم والقدرات الحياتية، انما انفتاح الشخص على المجتمع ثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا هي ما يضمن تطوره ونجاحه واكتسابه القدرات كل يوم.

وتلا هذه الفقرة عزفًا لكنانة عاصلة على العود بعزف لحن "حلوة يا بلدي" مع سلمى عاصلة هي الاخرى على العود، وبالخلفية كلمات شعرية لشادي نصار، عادت بعدها كنانة عاصلة بمقطوعة موسيقية من تأليفها رافقت نصوص شعرية لفاطمة عاصلة.

ثم تحدث كل من طارق قراقرة، وهو شاب شق طريقًا ليس معهودًا واختار احتراف العالم الرياضي، اذ بعد مسار لعب كرة القدم ضمن فريق ومن ثم التدريب افتتح معهدًا رياضيًا، وقد شدد طارق على فكرة أنّ التعليم ليس هو العامل الذي يضمن نجاح الفرد، وأنّ الاصرار على بلوغ الهدف وفعل ما نرغب به هو الذي يضمن تحقيق الهدف رغم كل الظروف والصعوبات ورغم عدم دعم البيئة والمجتمع وتشكيكهم بالقدرات الشخصية للفرد.

لينا كناعنة:  المرأة بطموحها التي لا تحدها أي قوالب وبلا تنازل على تحقيق الهدف

بعدها كانت كلمة للينا كناعنة، وهي مديرة تجنيد في شركة "هاي-تك" وناشطة في عدة أطر، هي أم وزوجة عربية في مجتمع تقليدي، ومن هنا صاغت رسالتها اللاذعة التي تحدث فيها عن المفاهيم الفكرية التي تسقط على النساء لكونهن نساء، وعن ضرورة تغيير هذه المفاهيم بكل أشكالها، تحدثت عن نجاحها وتحديها وكسر قوالب التقليد بالعمل والعلم، وشددت على ضرورة الحياة المشتركة وتلقينها وتبنيها، كما على ضرورة استمرار المرأة بطموحها التي لا تحدها أي قوالب وبلا تنازل على تحقيق الهدف.

ثم كان هناك محمد بشناق من كفر مندا، الذي دخل العالم التكنلوجي بقوة، بعدما بدأ برمجة الألعاب المحوسبة والتطبيقات، ووصل العالمية باصدارات ناجحة، أوصل رسالة للجمهور مفادها أنّ بذل الوقت بالتعلم الذاتي والاعتماد على الذات والاعتناء بتطورها وتطويرها كل يوم يستطيع فعل المستحيل، أضاف أنّ الضغوطات الاجتماعية بأشكالها العديدة قد ترسم مسارًا جاهزًا للشخص، لكن الإصرار والرؤية هي ما يضمن المقاومة للوصول للهدف.

اختتمت الأمسية بكلمة المربي والمعلم الفاضل عامر بدارنة التي كانت على قدر كبير من التأثير، أجاب فيها على سؤال كيف يكون المعلم مربيًا ومعلمًا ومتميزًا وقائدًا وكيف يصل المعلم الى مرتبة قيمة وثمينة لدى طلابه الذين يبادلونه محبة كبيرة، وهذا من خلال استعراضه لقصة تحديه ونجاحه بمسيرته التعليمية وتخرجه من الجامعة وبداية عمله، ثم دخوله لمجال التعليم والتربية، وكيف أحب واخلص لهذه المهنة بكل عطاء واستطاع تحقيق النتائج الكبيرة والأرقام القياسية من حيث التحصيل العلمي لطلابه، وادخاله لمناذج تجديدة ومختلفة للتعليم، كما وجه بعض الانتقادات للمؤسسات التعليمية بسبب تبنيها قيم لم تعد بمستوى النجاعة وبسبب الفجوة بين الرؤية والتنفيذ، واختتم بشكر كل معلمي الرياضيات في عرابة على كونهم أصحاب انجاز حصول عرابة على التفوق بموضوع الرياضيات على مستوى الدولة.

وفي النهاية شكرت رابطة الطلاب الاكاديميين كل من حضر هذه الأمسية وزادها فخرًا ودعمًا ونادت الجميع بدعمها بفعالياتها القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]