حذر ابو عماد الجهالين مسؤول حركة (فتح) في تجمع عرب الجهالين من خطورة تهجير تجمع ابو النوار البدوي الذي يقع بين اربع كتل استيطانية في محيط بلدة ابو ديس والنتائج الكارثية التي ستطال الاهالي، مؤكدا ان هذه الخطوة تستهدف بشكل اساسي اجهاض حلم اقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة جغرافيا، فالتجمع يقع في قلب منطقة (اي 1) ومخطط تهجير ابو النوار يشكل بداية فعلية لتهجير كل التجمعات البدوية البالغ عددها في محافظة القدس 24 تجمعا، وبالتالي فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل وربط ما يسمى بتجمع مستوطنات (غوش ادوميم) بالقدس.

وقال الجهالين "حال ابو نوار هو كحال بقية تجمعات عرب الجهالين الذين هجروا من اراضيهم عام 48 من بئر السبع وانتشروا في السفوح الشرقية للضفة الغربية وكان نصيب اهالي ابو النوار ان يسكنوا في هذه المنطقة في ابو ديس منذ ستينيات القرن الماضي".

عن التجمع والضغوطات

واشار الى ان عدد سكان تجمع ابو النوار (113 عائلة) يبلغ نحو 630 نسمة وهم يقيمون على ما مساحته 500 دونما من اراضي بلدة ابو ديس مؤكدا ان معاناة ابو النوار تختلف عن معاناة باقي التجمعات ذلك لانه انه اكبر تجمع بدوي في محافظة القدس وهو مراقب على مدار الساعة بكاميرات من خلال معسكر حرس الحدود والابراج العسكرية الموجودة عليه".

وقال "نواجه معاناة شديدة عند ادخال مواد الاعمار وترميم البيوت بواسطة الدواب ليلا وهذا في نظر سلطات الاحتلال ممنوع واي سيارة يتم ايقافها تصادر لمدة 40 يوما ويجبر السائق على دفع غرامة مالية قيمتها 4 الاف شيكل".

واكد ان سلطات الاحتلال مارست ضغوطا لا تعد ولا تحصى على سكان تجمع ابو النوار وتحديدا في بداية العام 2015 عندما شرعت في تنفيذ مخطط (بوابة القدس) الاستيطاني، حيث اصدرت في خطوة استباقية قرارات هدم طالت كل المنشآت الموجودة في تجمع ابو النوار سواء كانت سكنية او مخصصة للثروة الحيوانية او للدواجن او حتى لدورات المياه.

واشار الى ان سلطات الاحتلال عمدت بالتوازي مع ذلك الى تقديم الاغراءات مقابل ترحيل 30 عائلة تقطن في الجبل الغربي وشملت تلك الاغراءات مبالغ مالية طائلة وقطع اراض وبنى تحتية ومدارس الا اننا رفضنا كل ذلك.

ويقول ابو عماد "على اثر ذلك قررت سلطات الاحتلال خوض غمار المواجهة وكان اول رد للتجمع على هذه الضغوط والممارسات افتتاح مدرسة ابو النوار للصف الاول والثاني الاساسي بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني"، مشيرا الى انه في العام 2003 انشأنا روضة فصدر قرار اسرئيلي بإزالتها الا اننا تمكنا من اصدار أمر احترازي بوقف الهدم وهي ما زالت قائمة الى حين البت في القضية، ونظرا لعدم امكانية انشاء ابنية جديدة تم تحويل مبنى الروضة الى مدرسة لفرض أمر واقع على الارض.

مدرسة 

وتابع "تبرعت الحكومة الفرنسية بتكاليف بناء مدرسة من 7 غرف من الكرفانات نظرا للوضع المآساوي الذي كان يتعلم فيه الطلاب في فصلي الصيف والشتاء الا ان الاحتلال قام بهدمها بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على بنائها فقامت وزارة التربية بتوفير خيام للطلاب وبعد اربعة ايام تم مصادرتها هي الاخرى من قبل سلطات الاحتلال ".

على ضوء ذلك، قرر التجمع بناء غرفة من الخشب والزينكو لطلاب الصف الثالث في الثامن من شهر آب عام 2016 وفي اليوم التالي مباشرة اقتحم الاحتلال التجمع وقام بهدم الغرفة واضاف : بعد ذلك بيوم واحد قامت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بتوفير خيمة الا انه تم مصادرتها بعد 5 ايام ومنذ حوالي اسبوعين يدرس طلاب الصف الثالث في العراء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]