أثار وصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، المسيحيين الفلسطينيين بأنهم "جماعة ميري كريسماس" انتقادات واسعة بين الفلسطينيين داخل الـ48، كما طغى الموضوع على منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
على اللواء الرجوب الاعتذار
وفي تعقيبٍ له على الموضوع، قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة داخل الـ 48: كلام السيد جبريل الرجوب، مرفوض بالمطلق ويتناقض مع المصلحة الوطنية ومع قيم ومبادئ الثورة الفلسطينية ومع الاساس الذي تقوم علية فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف بركة في منشور له على الفيسبوك: هذا الكلام يُصب في مصلحة ماكنة الدعاية الإسرائيلية، وبث المقابلة على تلفزيون فلسطين تمثّل إمعانا في الخطأ، على فتح والمنظمة أن تصدرا موقفًا واضحًا من هذا الكلام. وعلى اللواء الرجوب الاعتذار عن هذه التصريحات.
ان لم تستح فافعل وقل ما شئت
بدورها قالت المحاضرة والقيادية في الجبهة د. رنا زهر معقبة لـ "بكرا": أن ظلم ذوي القربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهّند.
وأضافت: وصف الرجوب الفلسطينيين المسيحيين بـ "جماعة الميري كريسماس"، وكأن هذه المجموعة دخيلة على القضية الفلسطينية، او اقل عروبة او درجة، بالوقت الذي يحارب به الفلسطينيون المسيحيون كل محاولات تشويه الهوية من قبل المؤسسات الصهيونية، هو عيب وكل العيب، وهذا يمكن توقعه من الأجندات الصهيونية التي تحاول سلخ المسيحيين عن أبناء جلدتنا عملا بمقولة "فرق تسد" لكن ليس من قيادي فلسطيني.
وذّكرت د. زهر اللواء الرجوب وقالت: جماعة "الميري كريسماس" يا جنرال رجوب منهم الخوري يعقوب الحنّا، القسيس شحادة شحادة، المطران كابوتشي، المناضل جورج حبش، حنا ميخائيل، مي زيادة، اميل حبيبي، اميل توما، ادوارد سعيد، فؤاد نصار، خليل السكاكيني، توفيق كنعان...وغيرهم الكثير الكثير ممن اعطوا لوطنهم وقضيتهم ولم يكونوا يوما من "العرب الذين اطاعوا رومهم، او باعوا روحهم وضاعوا"...ولكن ان لم تستح فافعل وقل ما شئت.
عراب التطبيع العلني مصاب بعدوى التفتيت الطائفي
اما رجا زعاترة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فقال لـ "بكرا" معقبًا: هذا تصريح بائس ومسيء للشعب الفلسطيني كله، وغريب عن تراثه التعددي. ولكنه ليس غريبًا على من ارتضى أن يكون عرّاب التطبيع العلني بين دولة الاحتلال وبين أنظمة البترودولار المتآمرة على فلسطين وسوريا واليمن.
وأوضح زعاترة: يبدو أنّ السيد الرجوب قد أصيب بعدوى التفتيت الطائفي والمذهبي الذي تشيعه هذه الأنظمة في المنطقة، ولكن المسألة الجوهرية هي أنّ على قيادة "فتح" أن تسأل نفسها عن أسباب لجوء المواطنين الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، لتفضيل مرشحي "حماس"؟ وأحد الأسباب برأيي هو الاستياء من العجز السياسي والفساد الإداري، ومن مجمل هذا النهج الذي يمثل الرجوب أحد رموزه.
هل يسمح للمسيحية الترشح لرئاسة الدولة أم لا
بدوره قال الباحث والصحافي علي مواسي لموقع "بكرا": لا أرى أنّ تصريحات جبريل الرّجوب تستدعي كلّ هذه الضجّة والغضب، فهي تصدر عن شخصيّة هامشيّة الأثر، شعبيًّا وسياسيًّا، وتفتقد إلى الاتّزان والرّزانة كما يظهر في تصريحاتها المتكرّرة.
وقال مواسي: إن كان لا بدّ من توجيه نقد غاضب للرجوب ومطالبته بالاعتذار، فيجب الالتفات أيضًا إلى وصفه فصيلًا فلسطينيًّا كاملًا وذا قاعدة شعبية واسعة، ألا وهو حركة حماس، بأنّه لم يقدّم "سوى الدمار"، في زمن أكثر ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني الوحدة وإنهاء الانقسام، وهذا الخطاب يتوافق تمامًا مع خطاب إسرائيل. لكنّ الغالبيّة العظمى تجاهلت هذا الجانب في تصريحات الرّجّوب وركّزت على وصف المسيحيّين "بجماعة الميري كريسماس"، علمًا أنّ المقولتين نابعتان في رأيي من المنطلق والثقافة نفسيهما، حيث المخترة السياسية والاستعلاء الذي يؤدي إلى الطعن والازدراء والمس بكل من يخالفني الرأي.
وأضاف مواسي: لفت انتباهي أن كثيرًا ممن يصنفون أنفسهم إسلاميين سياسيًّا تصدوا لتصريحات الرجوب، وراحوا يستخدمون خطابًا رومانسيًّا بلاغيًّا في وصف الفلسطينيين المسيحيين، مثل: شركاؤنا في الوطن والنضال، إخوتنا في العروبة.تُرى أين يذهب هذا الخطاب في مواجهة الخطاب الطائفي الذي لا تكف عنه شخصيات محسوبة على الإسلام السياسي الفلسطيني؟ ثم لو كان هذا الخطاب حقيقيًّا وجوهريًّا، هل وفق معتقدات وأجندات الإسلام السياسي يُعدّ غير المسلم مواطنًا متساوي الحقوق والواجبات مع المسلم، وهل يحقّ لمسيحيّ، مثلًا، أن يترأّس نظامًا سياسيًّا ما؟ هذا هو السؤال الثقافي والسياسي الحقيقي الذي يجب أن يُطرح.
شتان ما بشر به الملاك جبرائيل والجبريل رجوب
الناشط التربويّ والسياسيّ، طوني يميني قال لموقع "بكرا" في السياق: لو تشابهت الأسماء لكن شتان بين ما بشر به الملاك جبرائيل للعذراء مريم بميلاد مخلص العالم ورئيس السلام وما يبشرنا به جبريل أحد قادة فتح "العلمانية" بأقواله العنصرية والمستهزئة للأقلية المسيحية، فإن كانت القيادة تتكلم بهذا الأسلوب فلا عتب على الشعب.
وأضاف: كلمات رجوب مغموسة بحقد العنصرية والاستخفاف بالمجتمع المسيحي المسالم في فلسطين وكما أنه للأسف يعطينا نموذج عن شكل الدولة الفلسطينية القادمة وتعامل السلطة مع الأقليات فيها.
وقال: كلمات رجوب مخزية ومستفزة، تنبع من صغار النفوس الذين يتباهون بالتعالي على الضعيف بدل أن يضم الشعب بالصف الواحد تحت قانون واضح دون تمييز أو محسوبيات. أقوال كهذه لا منفعة منها سوى تفكيك الشعب الواحد وتقوية فكرة تطهير الشرق من مسيحيه.
نحن أهل رمضان كريم ايضًا ....
ومختتمًا قال بطرس منصور، مدير المدرسة المعمدانية في الناصرة لـ "بكرا" في السياق: كان للمسيحيين العرب من الفلسطينيين شخصيات وطنية فذة من الدرجة الأولى، وانصح رجوب ان يقرأ ويعرف عنهم.
وأضاف: ان وسم هذه الفئه بمصطلح تهنئه العيد بالإنجليزية- هدفها اثارة السخرية. لقد اعتدنا كفلسطينيين عشنا معا لقرون طويله جنبا الى جنب في الفرح والحزن ان نحترم بعضنا بعضا بغض النظر عن دين كل واحد منا. اننا لسنا اهل "ميري كريسماس" بل اهل ميلاد سعيد والفصح المجيد ورمضان كريم. ان اسم حبريل مستوحى من الملاك الذي اتى بالبشارة (الاخبار الحسنة)، اما جبريل هذا فخالف في افعاله واقواله ما اسماه اهله به تيمنا.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اكيد الاخ جبريل لم يقصد الاساءة لاني اعرف الاخ جبريل جيدا واعرف ان له اصدقاء ومساعدين كتر من الاخوة المسحين