صرح متحدث بلسان وزارة الصحة بأنه سجلت منذ مطلع العام الجاري(2016) تسع اصابات بمرض "الزيكا" بينما لم تسجل العام الماضي أية إصابة. 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعدت قبل بضعة شهور تقريرا توقعت فيه ان هنالك "احتمالا متوسطا" بأن ينتشر مرض الزيكا في (18) دولة أوروبية، من بينها إسرائيل (حيث أن إسرائيل مصنفة كدولة أوروبية – رغم وقوعها في اسيا، ضمن عدد كبير من المنظمات الدولية ،لأسباب سياسية تتعلق برفض كثير من الدول العربية والإسلامية التعامل رسميا مع الدولة العبرية) .

وجاء في التقرير أن الاحتمالات الأكبر لنشوء وانتشار المرض قائمة في الصيف،في الدول التي يوجد فيها البعوض من فصيلة"ادس" وخاصة بعوضة الادس المصري التي تشكل السبب أو العامل الرئيسي لنشوء وانتشار المرض.

وعلل التقرير "الاحتمال المتوسط" لانتشار الزيكا في الدول الأوروبية السبع عشرة وفي إسرائيل_ بسبب وجود بعوضة "النمر الاسيوي" فيها، بينما أشار إلى "احتمال ضعيف" لانتشاره في (36) دولة أوروبية (ثلثي دول القارة) بسبب ظروفها المناخية .

إسرائيل خالية من بعوض "الادس المصري"

وأضاف المتحدث بلسان وزارة الصحة، انه نظرا لوجود بعوض"النمر الاسيوي" في إسرائيل (وخلوها من الادس المصري الخطير والفتاك) – فقد تمحورت تعليمات الوزارة ، بالأساس ، حول السياح الإسرائيليين المتجهين أو القادمين من والى الدول التي ينتشر فيها المرض،وخاصة دول أمريكا الجنوبية- للوقاية من الإصابة بالزيكا او الكشف المبكر عنه. 

وانضمت وزارة البيئة الإسرائيلية إلى الجهود المبذولة في هذا المجال، في كل ما يتعلق بأماكن تعشيش البعوض وسبل مكافحته، اعتمادا على المعلومات والتعليمات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية التي أدرجت إسرائيل على خارطة الدول المعرضة لنشوء وانتشار مرض الزيكا.

واستنادا إلى الأدبيات والمصادر الطبية، فان فيروس "الزيكا" معروف لدى العلماء والخبراء منذ أكثر من ستين عاما، حين اكتشف لأول مرة في اوغندا بشرق أفريقيا ، ولم ينظر إليه كفيروس شديد الخطورة ،إلى درجة ان معظم المصابين به لم يشعروا بوجوده ! وفي معظم الحالات لم تظهر على المصابين أعراض شديدة ، بل اقتصر الأمر على ارتفاع بدرجة حرارة الجسم والطفح الجلدي،وكلاهما يزولان بعد فترة قصيرة. وفي حالات قليلة يمكن ان يؤدي هذا الفيروس الى ظاهرة ("متلازمة") عصبية تؤدي في معظم الأحيان إلى شلل مؤقت. 

العدوى والأضرار

وفيما يخص العلاقة بين الفيروس وظاهرة صغر رأس المواليد- فقد بدأ الحديث عنها مؤخرا في أطار التخمينات ،نظرا للتطابق الواسع بين أعداد النساء الحوامل المصابات بالفيروس وبين مواليدهن الذين ولدوا ولهم رأس صغير. وفي السنة الأخيرة أثبتت الأبحاث العلمية والطبية هذه العلاقة ، بينما يدعي قسم من الأطباء أن ظاهرة صغر رأس المولود هي عارض واحد فقط، من جملة أعراض إصابة الأجنة بفيروس الزيكا. ويؤكد خبراء الطب ان الفيروس مسؤول عن سلسلة من الأمراض والأضرار العصبية لدى الأجنة والمواليد ، وما زال الطب بعيدا عن تحديد هذه الأمراض والأضرار.

وهنالك مصابون لا تظهر عليهم أية أعراض ، وفي قلة من الحالات يكون مرض الزيكا طفيفا، ويتميز بارتفاع حرارة الجسم وظهور الطفح الجلدي وأوجاع بالمفاصل والتهاب الملتحمة (أو ما يسمى "العين الوردية") . وتبقى هذه الأعراض عادة لمدة لا تزيد عن أسبوع .

بالعلاقة الجنسية ونقل الدم

ومن غير المستبعد ان يؤدي الفيروس إلى مرض شديد الخطورة ومضاعفات نادرة الحدوث ، وقد وقعت حالات من الشلل، بينما يجري الحديث مؤخرا عن احتمال وجود علاقة بين الإصابة بعدوى الزيكا خلال الحمل وبين الضرر الدماغي للجنين، الذي يظهر على شكل رأس صغير لدى المولود. 

وينتقل الفيروس بلسعة من البعوضة التي تحمل الفيروس، بينما سجلت حالات من التلوث بالزيكا خلال الولادة ومن خلال أقامة علاقة جنسية ، وكذلك نقل الدم ، علما ان النساء الحوامل هن أكثر الفئات تعرضا للإصابة بالزيكا، ولنقل العدوى.
وفيما يتعلق بالدواء لهذا المرض، فلم يبتكر حتى الآن دواء محدد أو تطعيم، وهو يداوى بالعلاج المساعد، وتبذل الآن محاولات وجهود في عدة دول لابتكار دواء شاف، ولهذا السبب يبقى الأمر الأهم الوقاية من الزيكا، بتجنب لسعات البعوض .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]