ايريس (اسم مستعار)، تبلغ من العمر 28 عامًا، وصلت إلى مستشفى "رمبام" في حيفا كي تلد ابنتها البكر. حملها كان سليمًا تمامًا، وفي الأسبوع الـ 39+4 وصلت إلى غرفة الطوارئ بعد أنّ أنفجر كيس الماء الذي يحمي الجنين.

خلال الولادة قام الطاقم الطبي بإعطاء ايريس الـ Pitocin لتسريع الولادة كما وقاموا بإعطائها حقنة تخدير وتسكين الام، Epidural. إلى ذلك، تم ايضًا شق العجان (المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج) لتسهيل عملية خروج الطفلة، الأمر الذي ساعدة في ولادة طفلة سليمة وزنها 3320 غرام.

بعد الولادة تم استدعاء الطبيبة لكي تعمل على قطب غرز طبية تساعد في التئام الشق في العجان، إلا أنه وبسبب عمق وكبر الشق قامت الطبيبة باستدعاء طبيب جراح الذي أوضح في تقريره أنّ درجة الشق هي 4، مما يعني أنّ خطورة الشق تستدعي إدخال ايريس إلى غرفة العمليات من أجل قطب الغرز وإصلاح الضرر الذي وقع.

نظرًا وأن حالة ايريس الصحيّة لم تتحسن، مرت بعد سنة بعملية إصلاح إضافية، إلا أنه وللأسف، ورغم العمليات، لا زالت ايريس تعاني من خروج غير مسيطر عليه للبراز أو/و الغازات، كما وتعاني من عجز جنسيّ، ومن صدمة نفسيّة رافقها شعور بالنقص، إحباط ويأس كبير بسبب ما مرت به في ولادتها الأولى.

ايريس إثر ذلك قدمت شكوى ضد المستشفى، بادعاء أنه وخلال العملية قامت بعلاجها طالبة وليس قابلة مختصة، القابلة رافقت الطالبة إلا أنها لم تقرب إلى مُقدمة الشكوى اثناء عملية الولادة، الأمر الذي أدى إلى معالجة منقوصة للمريضة انتهى بشق صعب للعجان.

محكمة الصلح في حيفا قامت بتشخيص تسلسل الأحداث وقررت أنّ الولادة كانت عادية دون أي خطورة لتشكل تشققات صعبة، وأضافت أنّ الطفلة ولدت بوزن 3320 غرام مما يعني أن حجمها ليس بالكبير. إلى ذلك قررت المحكمة أنّ المستشفى لم يقم بتقديم العلاج وفق المعايير المتبعة طبيًا اثناء ولادة ايريس، وهذا الإهمال أدى إلى تشكل هذا الشق الذي تعاني منه حتى اليوم جسديًا ونفسيًا.

المحكمة تطرقت ايضًا إلى عدم تسجيل اسم الطالبة التي قامت بتقديم المساعدة لـ ايريس في الملفات الطبية الأمر الذي حال دون دعوتها إلى المثول أمام هيئة المحكمة لتقديم افادتها. كما وتطرقت إلى أنه، ورغم خطورة الشق، إلا أن المستشفى لم يبلغ قسم "إدارة الخطورة" التابع للمستشفى والذي يقوم عادة بإجراء تحقيق في الموضوع بما حدث وهذا الأخفاف ايضًا منع تسجيل الأحداث في الوقت الملائم ومعرفة هوية الطالبة والأسباب التي أدت إلى تكوّن الشق وأسباب الضرر.

بناءً على ما ذكر، وافقت المحكمة على الشكوى التي قُدمت بكامل ادعاءاتها، رافضًا حجة المستشفى، وقامت بتغريم المستشفى بتعويضات لـ ايريس مقدارها 870 الف شيكل يضاف إليها دفع نفقة المحامي وهيئة المحكمة التي عالجت الموضوع.

لمزيد من المعلومات والإستشارة يمكنكم التواصل مع كاتبة المقال المحامية درويت فيلو، المختصة في قضايا الإهمال الطبي، على صفحة موقعها: http://doritpilo.wixsite.com/dplaw او على هاتف رقم: 0542593561

لمقالات سابقة في مجال الإهمال الطبي للمحامية فيلو:

الإهمال في تحديد عمر الجنين ادى إلى شلل دماغي لجميلة

مسؤولية المستشفى لنجاح أي عملية

الأهمال الطبي، ولادة طبيعية تنتهي بكارثة و- 9 مليون شيكل!

التعويضات الطبيّة، كيف يتم حسابها؟!


استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]