"مركز دانئيل للتجذيف" ، هو عبارة عن مركز للتربية والتوعية والارشاد حول كل ما يتعلق بالبحر ("التربية البحرية") ، وهو كائن على ضفة نهر اليركون (العوجا) في تل ابيب ، وهو يحمل اسم الشاب المرحوم "دانئيل عميحاي ماركوس" ، الذي لقى حتفه في حادث طرق سوية مع ثلاثة من رفاقه ، وهو في ريعان الشباب ، قبل ان يتجاوز الحادية والعشرين من العمر .

ولد "دانئيل" في بريطانيا ، وعندما بلغ السادسة من العمر جاء للعيش مع أسرته في اسرائيل . وحين بلغ السادسة عشرة من العمر التحق بالمدرسة الأهلية اليهودية "كرمل كولج" القريبة من اوكسفورد ، وعاد الى بريطانيا . وفي هذه الأثناء خاض دانئيل غمار رياضة التجذيف بالقوارب ، وانتخب رئيساً ("كابتن") لمنتخب المدرسة التي تعلم فيها ، وحقق انجازات رياضية عديدة .

مشروع بدأ قبل (8) سنوات
وحين عاد دانئيل الى البلاد ،استمر في التدرّب على رياضة التجذيف في النادي الكائن على ضفة اليركون وتوقع له الجميع مستقبلاً زاهراً في هذا المضمار . لكن القدر شاء غير ذلك : ففي العام 1993 لقي حتفه ، سوية مع ثلاثة من رفاقه ، في حادث طرق مروع وقع على طريق العربة (عرفاه) حين اصطدمت السيارة التي كان يستقلها الأربعة ، بسيارة أخرى ، وهم عائدون من نزهة في ايلات .

وقد بثت احدى قنوات التلفزة الاسرائيلية شريطاً سُجّل بالصوت والصورة داخل سيارة الأربعة ، قبيل وقوع الحادث ، وساعة وقوعه ، وقد سمع فيه صوت دانئيل وهو يقول : "أنا بارع في التجذيف" !

وتخليداً لهذه المقولة الرمزية المعبّرة ، قررت أسرة الفقيد اطلاق اسمه على المركز الرياضي المتخصص بالتجذيف بالقوارب – وهو مركز يليق بخصال الشاب الراحل ، المتوثب الملئ بالحيوية وحب الحياة .
ومنذ ثماني سنوات ينتهج المركز مشروعاً اطلقت عليه تسمية "بحر من الاصدقاء والأصحاب" ، وهو مخصص لمجموعات من الاولاد والأحداث والشبيبة ، يمارسون أنشطة متنوعة . ويشتمل كل لقاء للمجموعات على ورشة تدريبية ، وعلى أنشطة بحرية بالقوارب ، وورشة ختامية للتلخيص . ويدرك المرشدون والمدربون ان سلسلة النجاحات التي يحققها الأولاد تغرس لديهم الثقة بالنفس وبأنهم قادرون على القيام بأشياء كانوا يظنون انهم غير قادرين عليها في الماضي ، بسبب الخوف من الرياح والأمواج ، وما الى ذلك .

عرب ويهود
وجدير بالذكر ، ان احدى المجموعات المميزة المشمولة في مشروع "بحر من الاصحاب" هي مجموعة من اليهود والعرب ، من مدينة يافا ، يتشاركون في (30) لقاء ، وتنظم اللقاءات مرة في الاسبوع ، ويستمر كل لقاء نصف يوم . وتضم كل مجموعة (15) ولداً ، تختلف انتماءاتهم القومية والدينية ، لكن تجمعهم وتوحدهم متعة اللقاء والمشاركة في أنشطة تعزز قدراتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ، وتنمّي مهاراتهم . وتراهم وهم يمارسون الأنشطة والرياضة منسجمين متناغمين في قوارب الكاياك والقوارب الشراعية الصغيرة ، يتنسمون هواء المتعة والحرية .

وقبل أقل من اسبوعين ، وفدت الى مركز دانئيل مجموعة من العاملات الاجتماعيات من القدس العربية ، قضين أمتع الأوقات بالتجول في أرجاء المركز ، ومن ثم تشاركن في التجذيف في القارب المسمى "دراكون" (التنّين) ، وغادرن حامدات شاكرات ! 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]