راى محللون سياسيون في زيارة الجنرال السعودي المتقاعد، انور عشقي، على رأس وفد سعودي، للبلاد لتشجيع الحوار حول المبادرة العربية بانها تاتي لخدمة مصالح اسرائيل.

وقال المحلل السياسي فضل طهبوب لـ بكرا ان الاسرائيليين اذكياء وفي كل مبادرة يحاولوا ابتزاز الطرف العربي  وان طرح المبادرة العربية من جديد لتعديلها يشير الى تفريغها من محتواها، مقابل الشروع بعملية التطبيع.

واضاف ان الاسرائيليين يستبقوا العرب من خلال الاقدام على التطبيع اولا ثم الحديث عن المبادرة، وعند الشروع بالتطبيع تنتهي المرحلة ولا ينفذ الاسرائيليون اي شىء لان الحوار العربي الاسرائيلي هو حوار ما بين قوة كبيرة وقوة ضعيفة، ومن هنا يتم تنفيذ ما تريده القوى الكبرى والجانب العربي دائما يكون هو الخاسر ولا توجد ضمانات لتنفيذ اي بنود من بنود اي اتفاقية لان الولايات المتحدة تقف الى جانب اسرائيل ولا توجد ضمانات دولية ولا يستطيع العرب حتى التفاوض.

السعودية وقعت في احضان اسرائيل امنيا

وراى طهبوب ان ما دفع السعوديين لهذا الموقف هو عدائهم لايران، واعتقد ان السعودية وقعت في احضان اسرائيل امنيا من اجل مقارعة ايران في الشرق الاوسط. وسيتم ابتزاز السعودية في اي اتفاقات تجارية وامنية وستصبح حليف اساسي لاسرائيل في المرحلة المقبلة ازاء الصراع مع ايران. فالاخيرة اصبحت عدو مشترك للطرفين ولن ينظر السعوديون لاسرائيل كعدو.

زيارة الوفد السعودي غير مدروسة العواقب

بدوره قال الدكتور امجد شهاب المحاضر في العلوم السياسية بالجامعة المفتوحة في القدس لـ بكرا ان زيارة الجنرال السابق والوفد السعودي المرافق لإسرائيل تضر كثيرا بالقضية الفلسطينية لانها زيارة غير مدروسة العواقب وتاتي في ظل تعنت بالمواقف المتطرفة للحكومة الإسرائيلية التي ترفض تقديم أي جهد باتجاه الحصول على بعض الحقوق الفلسطينية او تنازلات حقيقيةعلى الارض. 

واضاف: للأسف الزيارة تساهم أيضا باقناع الإسرائيليين بإمكانية حصولهم على كل شيء بدون مقابل الأرض والسلام. مشيرا الى ان ذلك من شانه ان يجهض كل الجهود الرامية الى عزل إسرائيل على الساحة الإقليمية والمطالبات بالضغط عليها او بمقاطعتها.

التطبيع ياتي ما بعد اقامة الدولة الفلسطينية

فيما قال الناشط المقدسي دميتري دلياني لـ بكرا ان المبادرة العربية تنص على ان التطبيع بين الدول العربية والاسلامية ياتي ما بعد اقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 67 وانهاء الملفات المتعلقة بالمفاوضات وتحقيق السلام، وغير ذلك وما يستبق ذلك من خطوات تطبيعية او زيارات هو امر مرفوض بشكل قاطع.

واضاف: ان اي عملية اتصال مع اسرائيليين يجب ان تكون منسقة بشكل كامل مع الجهات الفلسطينية في الفترة ما بعد اقامة الدولة الفلسطينية، وما زال الشعب الفلسطيني يجهل اسباب زيارة الوفد السعودي التي حرصت اسرائيل على الاعلان عنها والاحتفاء بها اعلاميا. الشعب الفلسطيني يتساءل لماذا هذه الزيارة؟ وهو ليس على يقين من الاهداف وراء هذه الزيارة واذا ما كانت هي لدفع العملية السياسية او لاهداف اخرى لا نعلم بها.

واكد دلياني ان الزيارة تاتي في فترة يزداد فيه القمع ضد ابناء الشعب الفلسطيني وفي ظل استمرار حصار غزة, والتسارع في عملية تهويد القدس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]