نجحت شركة (Pam Bio) ، التي تبلورت في اطار الحديقة التكنولوجية بالناصرة – بتجنيد سبعة ملايين دولار من مستثمر بالقطاع الخاص .
ويشار الى ان هذه الشركة التي تمكنت من تطوير دواء لعلاج النزيف الناجم عن الجلطات الدماغية ، ولعلاج أنواع أخرى من النزيف – قد تأسست قبل عامين بمبادرة من البروفيسور عبد حجازي ، مدير قسم البيوكيميا العلاجي ومنظومة المختبرات في مستشفى "هداسا" بالقدس ، زوجته الدكتورة نها حجازي ، المتخصصة بالأمراض العصبية ، علماً ان الشركة حظيت بدعم من شركة "هداسيت" المختصة بالتقنيات ، في المستشفى الجامعي بهداسا .

وحتى الآن استثمرت الحديقة التكنولوجية في شركة (Pam Bio) ثلاثة ملايين شيكل (750 ألف دولار) ، سوية دائرة كبيرة العلماء في وزارة الاقتصاد والصناعة .

مادة TPA
وأفاد البروفيسور حجازي ، بأن شركته قد تطورت على مرحلتين "وقد تمحور اكتشافنا الأول حول حقيقة أنه بعد حدوث ضرر دماغي – إن كان ذلك بسبب جلطة دماغية ، أو بسبب ضربة بالراس – فان الضرر الدماغي الأولي يتسع ، وكأن خلايا الدماغ تتداول وتتبادل رسائل وبلاغات عن الموت . وما يحدث عملياً هو ان هذه الخلايا "ترقي" محتوياتها خارجاً ، بينما "تُرمى" خارجاً أيضاً من داخل الخلايا تلك المواد التي وظيفتها اتاحة التواصل بين الخلايا ، وبعد ان "تُرمى" فانها تتصل بخلايا سليمة ، فتكون النتيجة مزيداً من اليقظة والصحوة" – كما قال .
وأضاف البروفيسور حجازي : "اكتشفنا ان جزءاً من العملية يعتمد على مادة تسمّى (TPA) ، وفي فئران التجارب التي تمت هندسة خلاياها الوراثية (الجينات) بحيث لا تفرز مادة TPA – فانها اذا تعرضت لضرر دماغي ، فهو يبقى ضرراً محدوداً وطفيفاً ، بالمقارنة مع الفئران التي توجد لديها هذه المادة" .

الفائدة اكبر من الضرر

وأشار البروفيسور عبد حجازي ، الى ان مادة TPA هي نفس المادة التي تُستخدم لمنع تخثر الدم في حال حدوث جلطة دماغية ناجمة عن انسداد الأوعية الدموية ، ووصف هذه المادة بأنها "ناجعة" لهذا الغرض . وأضاف :" لكن هذه المادة ، بالمقابل ، تؤدي الى استمرار اتساع الضرر الدماغي . وفي حالة الجلطة الدماغية الناجمة عن انسداد الأوعية – فان فائدة المادة المذكورة ، تكون اكبر من الضرر ، لكن في حالة الجلطة الدماغية الناجمة عن النزيف الزائد وليس عن إنسداد الأوعية ، أو في حالة حدوث ضربة بالرأس ، فلا حاجة لهذه المادة وقد طورنا في المختبر مادة TPA متحولة ، غير فعالة ، وهي قادرة على منافسة" مادة TPA النشطة داخل الجسم ، وعلى منع حدوث الضرر ، وهذه هي المادة التي يعتمد عليها الدواء الذي طورناه " .

وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية ، أو الابتكار الثاني ، قال البروفيسور حجازي ، انها جاءت بعد الأولى بثلاث – اربع سنوات ، وشرح عن الخلفية قائلاً : " اذا كانت مادة TPA تسبب الضرر فعلاً لكتل الدم المتخثرة . ولهذا السبب تُستعمل (المادة) في حالة الجلطة الدماغية الناجمة عن انسداد الأوعية – فقد أردنا ابتكار مادة مضادة لمادة TPA قادرة على منع حدوث النزيف في كل منظومات الجسم ، وحالياً لا يُوجد دواء ناجع لمنع النزيف . والأدوية المحفزة لتخثر الدم قد تؤدي الى نشوء كتل متخثرة في اماكن غير مرغوب بها ، مثل الدماغ او الرئتين . والدواء الذي ابتكرناه لا يؤدي الى تكوّن كتل متخثرة من لا شيئ ، لكنه يمنع تفكك وتحلّل الكتل المتخثرة التي يفرزها الجسم ، بشكل انتقائي ، في المكان الصحيح – بواسطة مادة TPA" .

ومن المنتظر ان تبدأ التجارب العملية (العلاجية) للدواء عام 2019 .

مديح وثناء للحديقة التكنولوجية

وفيما يتعلق بالمستثمر الذي ساهم بتوظيف أموال في شركة (Pam Bio) في تجنيد مبلغ بهذا الحجم (7 ملايين دولار) ، وفي ابتكار دواء من هذا النوع "إنما هو انجاز هائل ، يدل على الطاقات الكامنة لدى الحديقة التكنولوجية في رعاية وانجاح شركات ناشئة شابة ، بسرعة ونجاعة " – على حد تعبيره .

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]