فاجأت البرتغال العالم بأسره وظفرت بكأس أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها بعد فوزها في المباراة النهائية على المنتخب الفرنسي المضيف بهدف نظيف بعد شوطين إضافيين مساء الأحد، وذلك بفضل تفوق خططي يستحق الإشادة رغم خروج النجم كريستيانو رونالدو من المباراة بعد انتصاف الشوط الأول للإصابة.

وأثبت مدرب المنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس حنكته في التعامل مع المعطيات، في حين عانى مدرب فرنسا ديدييه ديشامب لإيجاد حلول من شأنها كسر تكتل الدفاع البرتغالي والتعامل الهجمات المضادة.

ويسلط التقرير التالي الضوء على أبرز مفاتيح فوز البرتغال وخسارة فرنسا في المباراة النهائية المثيرة:

هدوء الأعصاب

كان من المتوقع أن يتعرض لاعبو المنتخب البرتغالي لهزة على الصعيد الذهني بعد إصابة رونالدو وخروجه من الملعب باكيا، لأن التأثير الذي يتركه "الدون" ليس بالأمر الذي يمكن تعويضه بسهولة سواء من الناحية الفنية أو النفسية.

لكن البرتغاليين حافظوا على رباطة جأشهم، خصوصا أصحاب الخبرة القليلة على المستوى الدولي وعلى رأسهم جواو ماريو الذي لعب أفضل مباراة له في البطولة.

في الجهة المقابلة، توتر لاعبو المنتخب الفرنسي بشكل مبالغ فيه خصوصا النجوم منهم أمثال ديميتري باييه وبول بوجبا، ولم يتعاملوا بموضوعية مع المجريات خصوصا بعد إصابة رونالدو، كما أنه عجزوا عن استغلال مهارتهم الفردية في حسم النتيجة لمصلحتهم، وأصروا على رفع الكرات العرضية التي كان مصيرها في معظم الأحيان التشتيت أو يدي الحاري روي باتريسيو.

التبديل الذهبي

شعر المدرب فرناندو سانتوس أن الفرنسيين يندفعون كثيرا نحو المواقع الأمامية، كما أن آثار التعب تجلت على ظهيري الجنب إيفرا وسانيا، فأجرى تبديلا خططيا مهما قلب الأمور رأسا على عقب وأهدى البرتغاليين الكأس.

أشرك سانتوس المهاجم الطويل إيدر أواخر الشوط الثاني فتبدلت خطة اللعب من 4-4-2 إلى 4-3-3، ليحصل ناني وريكاردو كواريزما على الحرية في التحرك يمينا ويسارا أمام صانع الألعاب البديل جواو موتينيو وجواو ماريو.

التبديل أتى بثماره لأن إيدر، نجم المباراة بدون منازع، سيطر على معظم الكرات الموجهة إليه، ثم اقتنص هدف الفوز بمجهود فردي وتسديدة أرضية قوية في الشوط الإضافي الثاني، مستغلا انشغال الفرنسيين في محاولات إحراز هدف الفوز لتجنب الاحتكام لركلات الترجيح.

في المقلب الآخر، كانت تبديلات فرنسا متوقعة، فنزل كينجسلي كومان في الشوط الثاني بدلا من "الهزيل" باييه، وفشل أوليفييه جيرو في تشكيل الخطورة المطلوبة على مرمى الـ"سيليساو"، فحل مكانه بيير أندري جينياك، وفي محاولة يائسة لتعديل النتيجة في الشوط الإضافي الثاني، أقحم المدرب ديشامب نجم مانشستر يونايتد أنتوني مارسيال بدلا من سيسوكو دون أن يغير من الحال شيئا.

خطأ ديشامب المكلف

هو خطأ وحيد ارتكبه مدرب المنتخب الفرنسي في اختيار تشكيلته للمباراة، وربما قام البرتغاليون باستغلاله على أكمل وجه للسيطرة على منتصف الملعب بقيادة ويليام كارفاليو وأدريان سيلفا وجواو ماريو، فقد كان على ديشامب أن يشرك لاعب متمركز في وسط الملعب أمام الخط الدفاعي على شاكلة نجولو كانتي لتجنب إمكانية فقدان زمام المبادرة مع النشاط الملحوظ للشاب البرتغالي ريناتو سانشيز في الشوط الأول.

أصر ديشامب على إشراك موسى سيسوكو لمنح الفرنسيين خيارات هجومية أوسع خصوصا بعد الأداء المبهر للاعب نيوكاسل يونايتد في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا، وفي الوقت ذاته عمد المدرب إلى تأخير بليز ماتويدي ليقوم بدور لاعب الوسط المدافع، فلم يتمكن لاعب باريس سان جيرمان من إيقاف الهجمات المرتدة الخطيرة للبرتغاليين قبل أن تجتاز النصف الثاني من ملعب فريقه، ما يؤكد التأثير الكبير الذي تركه غياب كانتي على أداء "الديوك".

باتريسيو ومباراة العمر

إلى جانب إيدر، برز من المنتخب البرتغالي في هذه المباراة التاريخية الحارس الأمين روي باتريسيو الذي أنقذ مجموعة من الكرات الفرنسية الخطيرة بهدوء أعصاب يحسد عليه، خصوصا الكرتين التي أبعدهما لجزيرمان وسيسوكو في الشوط الأول، إضافة إلى تسديدة سيسوكو القوية في الشوط الثاني.

كما نجح باتريسيو في التقط عرضيات المنتخب الفرنسي باقتدار قبل أن تصل رؤوس جيرو وجينياك وكوسيلني وبوجبا، وكان مصدر ثقة للخط الخلفي الذي برز منه نجم ساوثهامبتون جوزيه فونتي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]