هي خطوة واحدة باتت تفصل المنتخبات الأربعة عن التواجد في المشهد الختامي لبطولة يورو 2016، البطولة الأهم والاعرق على صعيد القارة العجوز، اربع منتخبات رسمت طريقها الى هذا الدور وباتت في انتظار 90 دقيقة وقد تزيد 30 دقيقة اخرى لنتعرف سوية على طرفي المباراة النهائية.
لم ولن يكون مهماً كيف كان مشوار المنتخبات الاربعة التي وصلت الى هذا الدور، فالتركيز بات الان محصوراً في المباراة المقبلة والمنتخب الذي ستواجهه، ورسم الطريقة والتكتيك المناسب للاطاحة به على أمل حجز مقعد للمباراة النهائية في البطولة.

فلا يعني رونالدو كيف وصل منتخب بلاده الى هذا الدور سواء من خلال ركلات الترجيح او حتى بالفوز بنتيجة كبيرة، فالمهم قد تحقق وتم اقصاء المنتخب البولندي والوصول الى دور الـ4
ولن يُغَرر كولمان بالفوز الكبير الذي حققه منتخب بلاده على احد ابرز المنتخبات المشاركة في اليورو، المنتخب الذي كانت التوقعات تضعه كأحد ابرز المرشحين لنيل اللقب، فثلاثية ويلز التي حققها على المنتخب البلجيكي باتت من الماضي، اذا ما اراد المنتخب الويلزي المضي قدماً في البطولة.

وفي ذات السياق فان ديشامب تنبه بالتأكيد الى خطورة الفوز الكبير الذي حققه منتخب بلاده على ايسلندا احد المنتخبات التي فاجأت الجميع في البطولة وتمكن من اقصاء المنتخب الانجليزي، فعلى الرغم من الفوز بالخمسة على المنتخب الايسلندي، الا ان هذا لا يعني الاستكانة في المباراة المقبلة وخصوصاً انها امام خصم شرس عنيد قوي ومرشح فوق العادة لنيل اللقب.
كما انه الحال نفسه لأبناء لوف الذين يدركون بأن مهمتهم في البطولة لم تنته بعد، ولا يعني اقصاء المنتخب الايطالي في دور الـ8 بأن المهمة اصبحت اسهل وايسر، بل على العكس فأن الاصعب ما زال في الطريق، وان مواجهة المنتخب الفرنسي صاحب الارض والجمهور لن تكون سهلة على الاطلاق.

اذاً فالمواجهات المتبقية ليست سهلة على الاطلاق على اي من اطراف "النزاع" ان صح التعبير، وان الوصول الى المشهد النهائي يتطلب المزيد من الجهد والعرق والاستبسال في الذود عن ألوان المنتخب الذي ينتمون اليه.

البرتغال – ويلز

كما اسلفنا فان المهمة ليست سهلة على الاطلاق للمنتخبين، ولعل المباراة الخاصة التي ستجمع بين رفاق الامس في الفريق الملكي كريستيانو رونالدو البرتغالي وغاريث بيل الويلزي ستزيد من جمالية اللقاء ومتعته وخصوصاً ان كلا النجمين يتطلع لرسم تاريخ جديد لمنتخب بلاده في هذه البطولة.

على الورق فان الكفة تتجه صوب رفاق رونالدو، في ظل الخبرة والاسماء والحلول المتعددة في تشكيلة المنتخب، الا ان ذلك لا يقلل من حظوظ الويلزيين شيئاً، وخصوصاً في ظل الروح الجماعية والانضباط العالي الذي يتمتع به افراد هذه الكتيبة، اضافة الى الرغبة الجامحة لديهم لاستمرار المفاجأة في هذه البطولة.

فرنسا – المانيا

وهو ذات الحال بالنسبة للمواجهة الثانية التي تجمع منتخبين عريقين متمرسيين يمتلكان كوكبة من نجوم اللعبة في العالم، فالمنتخب الفرنسي يجدها الفرصة المناسبة لاغتنام اللقب في ظل ما يتمتع به نجوم الفريق من خبرة اوروبية وقدرات فنية ومهارية وحلول عالية مدعمين بأرض وجماهير لا تنفك عن مؤازرتهم،
وفي المقابل فالماكينات الألمانية التي تعودت على قهر الظروف تجد ايضاً بأن فرصتها كبيرة في الوصول الى المشهد النهائي، نظراً للمخزون الاستراتيجي الذي يتمتع به هذا المنتخب من اللاعبين النجوم وان كانت الغيابات التي تأكدت مقلقة بعض الشئ، الا ان المنتخب الالماني المعروف عنه الصلابة والصرامة في التعامل مع اقسى الظروف مؤمن تماماً بحظوظه وقدراته في الانتقال الى المباراة النهائية.


عموماً فان المباريات التي تصل الى هذه الادوار في مثل هذه المسابقات من الصعوبة بمكان ان تخمن الفائز بها، وان كانت توقعاتنا مبنية على بعض الدلائل الموجودة على ارض الواقع، الا ان كرة القدم المستديرة لا تعترف بالمنطق وتعطي من يعطيها في النهاية ومن يكون هو الاصلب والاكثر تماسكاً على ارضية الميدان فسيظفر ببطاقة العبور ليكون احد اطراف المشهد النهائي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]