عبر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين عن ألمه الشديد للأحداث المؤسفة التي وقعت في جنين ونابلس، والتي أزهقت أرواح عدد من المواطنين، مبيناً حرمة الدماء البريئة، وداعياً إلى حقنها، وضبط النفس، ورصّ الصفوف، وعدم الانجرار وراء العصبيات والثأر، ووأد الفتنة في مخدعها، مطالباً المختصمين بمعالجة الخلافات الداخلية بالحوار، وتجنب استعمال لغة القوة والسلاح، كما أدان المجلس الاعتداءات الآثمة التي وقعت في اسطنبول، وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، مقدماً تعازيه الحارة لذوي الضحايا من الفلسطينيين وغيرهم.

وعلى صعيد آخر؛ حذر المجلس من العواقب التي ستجر إليها المنطقة برمتها جراء تصاعد وتيرة الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع، وبين المجلس أن سلطات الاحتلال من خلال تصعيد وتيرة اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك تكشف عن نواياها العدوانية تجاهه، وتؤكد زيف زعمها بالتزامها بالمحافظة على الوضع التاريخي القائم فيه. وندد المجلس بتسيير مركبة للشرطة الإسرائيلية تتجول في أروقة المسجد المبارك للمرة الأولى منذ عام 1967، وتوفر الحماية للمقتحمين، وتلاحق المتواجدين في المسجد من سدنة وحراس وموظفين ومرابطين، وقال المجلس: إن عملية تغيير الوضع التاريخي القائم الذي تقوم به سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك تسارعت مؤخراً بشكل كبير، حيث زاد عدد المقتحمين الذين برز فيهم عناصر المخابرات والجيش، إضافة إلى المتطرفين، مبيناً أن المسلمين يواجهون تضييقاً وعنتاً ومنعاً من الوصول إلى المسجد الأقصى في هذا الشهر المبارك، بل إن سلطات الاحتلال اتخذت إجراءات تعسفية غير مبررة تجاه من يستطيع الوصول إلى المسجد من أبناء القدس كذلك ومناطق عرب الداخل، وفي المقابل حث المجلس كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى أن يبذل أقصى الجهود لشد الرحال إليه، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته، مع التأكيد على تمسك أبناء شعبنا بمسجدهم مهما تطلب ذلك من ثمن وتضحيات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. 

ادانة الإحتلال

وفي سياق متصل؛ أدان المجلس السياسة القمعية لسلطات الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين، بما يتعارض مع الشرائع والقوانين الدولية، ودعا إلى دعم الأسرى المضربين عن الطعام، مبيناً أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، الذين يدافعون عن حقهم في الحرية، ويطالبون بوقف سياسة الاعتقال الإداري. 

وقدم المجلس التهنئة لشعبنا ولعموم المسلمين في أرجاء المعمورة بقرب حلول عيد الفطر السعيد، سائلاً الله العلي القدير أن يعيد هذا الشهر المبارك على أمتنا الإسلامية بالخير واليمن والبركات والأمن والسلام، داعياً الموسرين على بذل زكاة مالهم وصدقاتهم حتى تعم خيرات هذا الشهر المبارك فقراء المسلمين، حاثاً على التواصل مع ذوي الأسرى والشهداء والجرحى والمبعدين بزيارتهم ومؤازرتهم ومؤانستهم.
جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس الحادية والأربعين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن. 30/ 06/ 2016م

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]