لم تتوقع دير الأسد خبرًا أسوأ من ذلك الذي تلقته يوم أمس، حين وصلت المعلومات عن وفاة الطفلين أحمد ومحمد أسدي داخل سيارتها والدهما بعدما نسيهما بالسيارة في مكان عمله بقرية السيّد في النقب، ووفقًا للقصة المتداولة التي لم يتم تأكيدها، فإن الوالد دخل إلى المدرسة التي يعلم بها وأنهى دوامه دون أن يتذكر أنه لم يوصل طفليه للحضانة، بل خرج من المدرسة وتوجه للحضانة لأخذهما، وهناك اكتشف المصيبة، أنه لم يوصلهما وأنهما خلفه في السيارة وقد قتلتهما حرارة الشمس داخل السيارة، التي ولكون شبابيكها سوداء اللون (مظلله) لم يستطع أي من المواطنين رؤية الأطفال بداخلها خلال اليوم، ويقال أن الطفلين تُركا داخل السيارة نحو 6 ساعات.

عم المرحومين: شقيقي كان حريصًا جدًا على أطفاله ولطالما تحدثنا عن مثل هذه الظاهرة!

مراسل "بـُكرا" تواجد في دير الأسد والتقى مع اهل وعائلة الطفلين الراحلين الذين تحدثوا عن مصابهم الأليم الذي وقع عليهم كالصاعقة حيث قال عم الطفلين شقيق الوالد كمال يوسف اسدي : لم أتخيل يوما ان هذا الحادث في بيتنا، وتحديدا مع شقيقي الذي كان حريصا جدا على طفليه، وهو الذي كان كثيرا ما ينتقد إهمال الاهل تجاه أطفالهم .

وقال عم الطفلين : حتى اللحظة لم استوعب ما حدث، وما حدث مع شقيقي لم اجد له أي تفسير، ولكن دائما هنالك أخطاء ثمنها كبير جدا، لا أريد أن أجد تبريرا ولكن استطيع القول ان ضغوطات الحياة الصعبة في النقب قد تصل بالإنسان الى حد الخطأ وتكلفه أغلى ما عنده، فشقيقي يعيش في بئر السبع لمزاولة مهنته كمعلم في احدى المدارس هناك، وما حدث معه هو قدر من الله ولا اعتراض على قضاء الله وقدره .

صدمة!

العم أبو باسل وهو قريب لوالد الطفلين قال :وقع الحادث كان اليمًا ليس فقط على أهل الطفلين وإنما على كل اهل قرية دير الأسد، والحدث مؤلم جدا لأننا فقدنا طفلين لوالد كان مثالًا للحرص وكان دائم الاهتمام بهما، ولكن قدر الله وما شاء فعل . 

وأضاف أبو بالسل : لا شك أن الحادث جلل والمصاب عظيم، ولكن لا يجب محاسبة الوالدين على هذه المصيبة، لانهم لم يختاروا هم لأبنائهم هذا الدرب، ولا أرى ان هناك أب عاقل وواعي كان سيسمح بأن يترك اطفاله داخل سيارة حتى الموت، ما حدث مع ابن اخي ما هو الا قدر من الله عز وجل .

العقل البشري لا يستوعب ما حدث
اما الفنان احمد اسدي وهو قريب الطفلين قال :خبر وفاة أبناء خالي قاسم اسدي احمد ومحمد كان صاعقة وغيمة حزن خيّمت على قريتنا دير الأسد، فكلنا حزن وألم، وما نعيشه في هذا اللحظة شعور لا يستطيع أي عقل بشري سليم ان يستوعبه ، فالثمن كان حياة طفلين لم يريا من الحياة شيء . 

وقال أسدي : حتى الان ليست لدينا معلومات كافية عن حيثيات وأسباب الحادث ، ولكن المي على طفلين قد رحلا وألمي على والدهما الذي ما زال يعيش صدمة فقدان طفليه وأيضا ما زال بين التحقيق مع الشرطة ووداع طفليه وموعد دفنهما ، فعلا ما نعيشه اليوم الألم بكل معاني الكلمة . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]