تسعى لأن تعرض قضايا المجتمع بطريقتها الخاصة عبر لوحاتها الفنية، تحاول نشر الحُب والسلام عبر هذه اللوحات، ولا تستثني القضايا الوطنية، وإذا ما رأيتَ لوحاتها ستعرف فورًا أنك أمام فنانة كبيرة وجميلة بكافة المعاني، رغم أنها لم تبلغ بعد الـ 24 من عمرها، هي ابنة مدينة الطيبة، الفنانة الشابة لمى حاج يحيى، التي أطلقت معرضها الأول قبل أسبوع وحقق نجاحًا كبيرًا تمثل بردود الفعل والثناء الكبير.

عن بدايتها مع الرسم تقول لمى: عندما كنت في الصف السابع كنت أرسم الصور القصص التي أقرأها، و كانت تلك هوايتي المفضلة، الأمر الذي لفت انتباه والدتي فشجعتني على تطوير هذه الموهبة و تنميتها، و في الصف العاشر قررت أن أكمل بعد المرحلة الثانوية بتعلم الفن، و بالفعل بعد انتهاء المرحلة الثانوية تعلمت "تحضير لبناء خلفية فنية" بهدف تأهيل نفسي لاحتراف الفن والرسم بطريقة مهنية; بعد ذلك بدأت تعليمي وحظيت بتشجيع كبير من أسرتي وهذا ما جعلني أتفوق وأتقدم على المستوى النظري والعملي، و خلال تعليمي تطور أداءي ومستواي خاصة في السنة الثالثة، وأصبحت هناك علاقة روحية بيني وبين الفن فقد صرت أعبر عما بداخلي فعلًا من خلال الرسم التشكيلي .
 

صعوبات

وعلى غرار كل فنان وشخص مختلف في المجتمع بطرحه للقضايا وخصوصًا إذا كانت امرأة، واجهت لمى صعوبات في بداية مسيرتها وما زالت، وعن هذه الصعوبات تحدثت الفنانة الشابة: مجتمعنا لا يعطي الفن حقه ولا يدعم المواهب الفنية وهذا سببه الأزمات التي مرت بها الطيبة وبلادنا العربية التي أدت إلى عزوف الناس عن الثقافة والفن، لذلك ومع غياب وعي الناس بأهمية الفن وما يضيفه لثقافة وموروث المجتمع نرى أن كثير من الناس و كذلك المؤسسات المختلفة لا يقدرون الفن باختلاف أنواعه بل يستهترون به أحيانًا، هذا نوعا ما أحبط معنوياتي لدرجة أنني ترددت بنشر لوحاتي في أول معرض لي، لكن أنا مؤمنة بالرسالة التي أريد أن أقدمها لذا تغلبت على هذه الصعوبات و سأحاول أن أزيد من اهتمام الناس بهذا الفن و جذبهم نحو المعارض الفنية التي ربما قد يكون غريبا عنهم .

في زمن الصور الفوتوغرافية والتقنيات الحديثة تراجعت قيمة الرسم في العالم وصار الاهتمام ينحصر فقط بين محبي الرسم، حول هذه النظرية قالت لمى: لا شك أن مع تطور التقنيات صرنا نعيش الآن في عصر الصورة الرقمية، وهذا أيضا نوع جديد من الفن فالتصوير بكل تقنياته هو فن جميل لمن يتقنه و يعرف كيف يطوعه لإيصال رسائل للآخرين، ولا يمكن إنكار أن هذا الأمر أدى إلى تراجع دور فن الرسم و مكانته; لكنه يبقى فنا أصيلا له تاريخ طويل وسيحافظ على رواده و له مكانته الخاصة و قيمته الكبيرة خاصة عند الشريحة المهتمة بالفن .


وجهنا للمى هذا السؤال "هل من الممكن امتهان الرسم كمهنه وعمل ومصدر رزق وحيد؟" وأجابت: انا شخصيا أرفض فكرة أن يفكر الشاب بالعمل و الراتب والمال قبل اختيار الموضوع الذي سيتعلمه، لذلك عندما دخلت هذا المجال لم أفكر بالدخل والراتب لأن هدفي هو أن أحقق حلمي وأنمي موهبتي، الأمر المهم الأخر هو أن المال إذا دخل على الفن أفسده فالفن هو ذوق إبداعي سامي عن أي أطماع مادية ، أنا شخصيا أعمل كمعلمة فنون لطلبة الابتدائية وهو مصدر رزقي الأول .
 

حال المجتمع .. والأمة

بعد ذلك، تحدث الفنانة لمى حاج يحيى عن رسوماتها وأي منها تحبّ أكثر وقالت: بداية أنا أحب كل لوحاتي التي رسمتها فهي تعبر عني وكل لوحة لها قصة في نفسي، ولوحاتي تتحدث اغلبها عن المرأة وعن التناقضات التي يعيشها مجتمعنا وترمز إلى الصراع الدائر في بيئتي المحيطة سواء الصراعات على مستوى المجتمع او الصراع بين الدول والقوى السياسية التي ركزت على ضحاياها الأبرياء، و أيضا لم أنسى قضيتنا الفلسطينية التي هي جزء من كياني و لا يمكن أن أتغافلها .

وعن رسالتها قالت: أريد أيصال رسالة الحب و السلام بين الناس وبين الشعوب، لأننا الآن نعيش في فترة صعبة على المستوى العربي حيث القتل والدمار وعدم تقبل الأخر والتطرف السياسي وهذا قتل الحب بين الناس، لذا أطمح أن أزرع من خلال هذه اللوحات البسمة والأمل بالحب و السلام .

عن المعرض الأول
لمى افتتحت الأسبوع الماضي معرضها الأول، وكان في مدينتها، الطيبة، وتحدثت عن المعرض قائلةً: معرضي الأول في الطيبة أضاف لي على مستوى التواصل مع الناس أن اللوحات قربتني من الأخرين وأصبحت أكثر اجتماعية ورأيت بعيون الناس لغة تواصل أيضا مع لوحاتي،
في معرضي وضعت تحت كل لوحة شعرا من كلمات الشاعر الطيباوي جهاد بلعوم حتى أربط الفن التشكيلي بالأدب العربي الغني و الجميل وهذا ما أعطى اللوحات بعدا وعمقا أكبر، في المعرض أيضا علقت لوحات لثلاث فنانات زميلاتي صاعدات وهن : مي دعاس و أمينة مصاروة و ميعاد صرصور، وكل واحدة منهن لديها أسلوبها و لغتها الخاصة بالفن التشكيلي، وكان من المهم أن يكون معرضي الأول في مدينتي الطيبة التي يستحق أهلها أن تفسح أمامهم كافة المجالات الثقافية، وهذا نوع جديد من المعارض في المدينة .

لكل فنان هنالك مصدر إلهام، تقول لما أن ملهميها هم أصدقاؤها، أسد عزي، سليمان منصور، منال محاميد ومنار زعبي.

وأخيرًا عن حياتها المهنية، تعلم لمى الفنون في إحدى المدارس الابتدائية وهذا وفق لما قالته لمى يُخصّص له قسم كبير من وقتها إلى جانب الرسم وتقول لمى: وفي طبيعة الحال أنا غير منقطعة عن الأهل والأصدقاء ، وفي وقت الفراغ أحب أن أقرا وأشاهد فيديوهات عن الرسم وأشكال الفنون الأخرى .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]