تبين آخر المعطيات الصادرة عن "مؤشر التمثيل" الذي يتناول تمثيل المواطنين العرب في الاعلام العبري الإسرائيلي، بأن نسبة النساء العربيات في الاعلام الإسرائيلي العبري لم تتجاوز الـ 0.35% في شهري آذار ونيسان من هذا العام علما أن هذه الفترة شهدت تناولا إعلاميا واسعا لإحياء ليوم المرأة العالمي ولفضيحة الفصل العنصري بين النساء العربيات واليهوديات في غرف الولادة.

ووفقا لمعطيات "مؤشر التمثيل" فإن القنوان الأعلامية العبرية المركزية الخمس في إسرائيل (قنوات التلفزة 1، 2 و 10 وإذاعتيّ صوت إسرائيل بالعبرية "ريشت ب" و"جالي تساهل") استضافت خلال شهري آذار ونيسان المنصرمين نحو 27 ألف شخص من بينهم 626 متحدثا عربيا (2.3%) منهم 89 مختصا فقط تم استدعاؤهم للحديث بمواضيع تتعلق باختصاصاتهم المهنية وأما بالنسبة للنساء فعلى مدار الشهرين لم يتم استضافة إلا 96 امرأة عربية، من المختصات وغير المختصات. 

في البرامج الإخبارية للقناة الثانية كانت المعطيات الأكثر انخفاضا فالبرامج الإخبارية المركزية في هذه القناة بما فيها النشرة المسائية والنشرة الليلية ونشرة نهاية الأسبوع، وبرامج "شيش عم – السادسة مع" و"بجوش إت هعتونون- التق بالصحافة" استضافت خلال هذين الشهرين 1,870 متحدثا، من بينهم 46 عربيا (2.5% فقط) ومن بينهم 3 متحدثات عربيات فقط (0.16%).

النسبة الأعلى كانت في إذاعة صوت إسرائيل بالعبرية (ريشت ب) والتي تم في برامجها الإخبارية المركزية استضافة 1,920 متحدثا، من بينهم 57 عربيا (3%)، منهم 19 امرأة عربية (0.9%).

على المستوى القنوات التلفزيونية، احتلت القناة العاشرة المرتبة الأولى بحضور النساء العربيات فقد استضافت برامجها الإخبارية 2,119 شخصا، من بينهم 80 عربيا (3.7%) منهم 13 امرأة عربية (0.6%).

من الجدير أن إذاعة "جالي تساهل" أيضا سجلت رقما قياسيا في هذه الفترة من ناحية تمثيل المتحدثين العرب في برامجها المركزية، والتي استضافت في آذار-نيسان المنصرمين 807 أشخاص، من بينهم 45 عربيا (5.5%) منهم 8 نساء عربيات فقط (0.99%)، وأما في برامج القناة التلفزيونية الأولى فقد تمت استضافت 2,027 شخصا من بينهم 76 عربيا (3.7%) منهم 7 نساء عربيات فقط (0.34%).

"مؤشر التمثيل" هو مشروع مشترك لكل من سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في البلاد، وموقع "العين السابعة" المختص بالقضايا الإعلامية وصندوق بيرل كتسنلسون، وتم اطلاق هذا المشروع في الأشهر الأخيرة ويتم خلاله الكشف أسبوعيا عن عدد المتحدثين العرب في القنوات والبرامج الإعلامية المركزية في إسرائيل، ووفقا لمعطيات هذا المؤشر فإن العرب يواجهون إقصاء حادا إذ أنهم ورغم أن نسبتهم في البلاد تتجاوز الـ 17% إلا أن تمثيلهم في الاعلام يتراوح ما بين 2%-3.5، إضافة إلى كون التغطية للمواطنين العرب في كثير من الأحيان تكون نمطية وسلبية وتقتصر على السياسيين مع تجاهل صارخ للمختصين والمهنيين العرب إضافة إلى اقصاء النساء العربيات بشكل شبه تام. 

وفيما يلي قائمة بالبرامج التي لم تستضف أي امرأة عربية في فترة البحث: "شيش عيم- السادسة مع" في القناة الثانية، "عيرب حداش- مساء جديد" في القناة الأولى، "نخون لهبوكير- صحيح لهذا الصباح" في جالي تساهل، "يومان-يوميات" في القناة الأولى، "أولبان شيشي- أستوديو الجمعة" في القناة الثانية، "بجوش إت هعتونوت- إلتق بالصحافة" في القناة الثانية.

رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة لجمعية سيكوي قالت تعقيبا على المعطيات: "النساء العربيات يعانين من الإقصاء المضاعف على خلفية قومية وجندرية، والاعلام الإسرائيلي لم يستوعب بعد أن للنساء قدرة على الحديث والتحليل والإغناء في كافة المجالات، وليس فقط من خلال حشرهن في خانات ما يسمى بـ "المواضيع النسائية". ولكن الاعلام الإسرائيلي يقصي النساء العربيات حتى عند تناول قضايا تهمهن، ففي شهري آذار ونيسان المنصرمين كان هنالك إحياء ليوم المرأة العالمي وضجة هائلة على خلفية فضيحة الفصل العنصري بين النساء العربيات واليهوديات في غرف الولادة والتي تناولها الاعلام بشكل موسع ولكن من دون الحديث المباشر مع النساء العربيات، وهذه وضعية نرفض أن نسلم بها ومن هنا انطلقنا بمشروع مؤشر التمثيل!" 

وأما عنات روزيليو، من صندوق كتسنلسون، عقبت على المعطيات بالقول: "في الشهرين المنصرمين تم إحياء يوم المرأة العالمي، ما كان يجب أن يؤدي ولو نظريا إلى ارتفاع بعدد المتحدثات في الاعلام نسبة إلى الأيام العادية، لكن البرامج المركزية أقصت بشكل تام النساء العربيات، فبالنسبة للإعلام العبري لا وجود للمرأة العربية المهنية، المختصة، الرياضية أو الطبيبة." وأكدت أن الاعلام بهذه الطريقة يخسر الكثير من القصص والقضايا المهمة والمثيرة.

من الجدير بالذكر أن معطيات "مؤشر التمثيل" تنشر بشكل أسبوعي في موقع "هعاين هشبيعيت- العين السابعة" المختص بقضايا الاعلام الإسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]