نظم فرع جامعة القدس المفتوحة بأريحا المهرجان الوطني لإحياء يوم الأسير الفلسطيني، ويوم الأرض الخالد، والذكرى السنوية لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، وذكرى مجزرة دير ياسين، وذلك في مسرح بلدية أريحا.

وعقد المهرجان بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، وعطوفة محافظ أريحا والأغوار م. ماجد الفتياني، ورئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، وسعادة السفير محمد النبهان سفير دولة فلسطين في صربيا، ود. راتب أبو رحمة مدير فرع الجامعة بأريحا، وقادة الأجهزة الأمنية، والمؤسسات الشعبية والرسمية في محافظة أريحا والأغوار، وحضر من الجامعة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، ومساعدو الرئيس، ومديرو الفروع، وعميد شؤون الطلبة أ. د. محمد شاهين، وعمداء الكليات، ومديرو المراكز والدوائر.

وقال أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، في كلمته بافتتاح المهرجان: "نحن في جامعة القدس المفتوحة نحمل للقيادة رسالة عبر صديقنا وعزيزنا د. صائب عريقات أن سيروا فنحن معكم في المسار السياسي وفي كل جهد تبذلونه من أجل الحرية والاستقلال".

وشدد أ. د. عمرو على أهمية تفعيل المقاومة الشعبية ومقاطعة منتجات الاحتلال والدفاع عن الزرع والبهائم، وهذا اللون من المقاومة هو الذي نطالب به وتدعو إليه قيادتنا في هذه المرحلة".

ترحيب بالوفد الصربي

ورحب أ. د. عمرو بالوفد الصربي وحيا بلاده حكومة وشعباً لما لها من مواقف طيبة مع قيادتنا، وعلى رأسها فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن"، ثم استذكر الشهداء وعلى رأسهم أبو جهاد وإخوانه الشهيد الخالد أبو عمار وأبو الهول وسائر شهداء الثورة الفلسطينية، كما استذكر الأسرى الذين حرموا حريتهم من أجل فلسطين، واستذكر أيضاً شهداء يوم الأرض الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم عام 1976م أمام محتل لا يعترف بالإنسانية؛ فيقتل كل حي ويهدم كل بناء ثم يأتي ويصرخ مدعياً أنه مظلوم، فهؤلاء المحتلون عاثوا في الأرض فساداً منذ القدم وما كانوا يوماً ليعترفوا بجميل أحد.

وبين أ. د. عمرو أن جامعة القدس المفتوحة كانت حلماً للقادة العظام وقد تحقق، وأنها نجحت في إخراج منتج فلسطيني يعتد به توج بافتتاح فضائية "القدس التعليمية"، وبفوز المعلمة حنان الحروب بأفضل معلم في العالم من بين (8) آلاف معلم ومعلمة دخلوا المسابقة من (144) دولة، وهذا الفوز يؤكد أن التعليم المفتوح أساس النجاح والتطور.

وقال أ. د. عمرو إن جامعة القدس المفتوحة تسعى للقطاع الآخر من العمل وهو البحث العلمي، وقد خصص مجلس الأمناء موازنة مضاعفة للبحث العلمي، "ونحن نسعى لافتتاح مراكز البحوث المخصصة لذلك".

عريقات: الدمار والقتل لن يجلب السلام لإسرائيل

من جهته، قال د. صائب عريقات: "باسم فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس، وباسم الأخوة الزملاء أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وباسم أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وباسم فعاليات أريحا كافة، نرحب بوفد صربيا الصديقة التي وقفت مع فلسطين عندما سعى البعض لتغييبها عن الخارطة الدولية".

وتوجه د. عريقات بالشكر إلى أ. د. يونس عمرو وإلى أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في جامعة القدس المفتوحة بمناسبة احتفال الجامعة بيوبيلها الفضي، يتابع: "فالقدس المفتوحة جعلتنا نرى الأمل في كل مكان بأختنا ومعلمتنا خريجة جامعة القدس المفتوحة حنان الحروب".

وأضاف: "نتذكر اليوم ذكرى الكمالين وأبو يوسف، وذكرى معلمنا أبو جهاد وذكرى الخالد فينا أبو عمار، وذكرى مجزرة دير ياسين ويوم الأرض ويوم الأسير، وندرك أن الذاكرة الفلسطينية مليئة بالشهداء والجرحى، فنرى الأمل مع كل شهيد وأسير وجريح".

وتابع عريقات: "نقول للإسرائيليين الذين أصابهم العمى السياسي: لا تعتقدوا بأن جرائم الحرب بإمكانها أن تجلب السلام والاستقرار، فهي لن تأتي إلا بمزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء، فالساعي للسلام عليه أن يدرك أن التاريخ علمنا أن السلام يقوم على العقل، ومفتاحه لا يكون إلا بتجفيف مستنقع الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

الفتياني: جرائم الاحتلال ستزيدنا قوة على النصر

من جانبه، قال محافظ أريحا والأغوار م. ماجد الفتياني، إن جامعة القدس المفتوحة تركت أثراً كبيراً في المجتمع الفلسطيني، ووصلت إلى كل منزل فلسطيني، ولعبت دوراً كبيراً في بناء المجتمع الفلسطيني وتحصينه بما هو متاح".

وبين م. الفتياني أن شعبنا الفلسطيني في نيسان يختزن كثيراً من الذكريات، ففيه ارتقى عبد القادر الحسيني شهيداً، وفيه صنعت آلة الإرهاب الصهيوني الموت في دير ياسين، فحملنا الذكريات وزرعنا في نفوسنا هذا التاريخ، وفي نيسان وعلى أرض الفردان ارتقى الكمالان: ناصر وعدوان، وأبو يوسف النجار، وكتب شهداء يوم الأرض وصيتهم لنا بأن نقول لمن اغتصب أرضنا أن لنا فضاء كبيراً نحن-الفلسطينيين-يحفظه التاريخ، ومهما زور هذا المحتل فليس بمقدوره أن يزور حروف التاريخ وإرادة الشعوب. وفي نيسان أيضاً رحل أبو جهاد صانع الرجال، ولكن فلسطين باقية والفكرة ما زالت تحفر في قلوبنا.

نبهان: صربيا تقف لجانب فلسطين

إلى ذلك، هنأ سفير فلسطين لدى دولة صربيا، محمد النبهان، جامعة القدس المفتوحة باحتفالاتها بيوبيلها الفضي، وقال: "إن الذاكرة الفلسطينية مليئة بالذكريات والإنجازات، وكان آخرها حصول خريجة "القدس المفتوحة" أ. حنان الحروب على جائزة أفضل معلم في العالم، وهو إنجاز ضخم لشعبنا الفلسطيني".

وقال النبهان: "نستطيع أن ننهي الاحتلال بالعلم والمعرفة، أجل فنحن قادرون على تحقيق النصر بالوعي والعلم والمعرفة والتنظيم، وها هي جامعة القدس المفتوحة تحقق هذا خلال ربع قرن، وأفتخر أنني كنت شاهداً على قرار تأسيسها في تونس، وأهنئ الجميع بهذا الإنجاز الكبير".

وتابع النبهان يقول: "إن صربيا التي أمثل فلسطين فيها بلد صغير بمساحته، كبير بموروثه النضالي، فقد قدمت لفلسطين العلم والمعرفة، وقدمت لمناضلي فلسطين التدريب حين كانت بلداً تسمى يوغسلافيا، وكذلك قدمت لفلسطين ما عجزت عن تقديمه دول عديدة".

وقدم أحد أعضاء الوفد الصربي، ويدعى سلوفو، كلمة شكر للقائمين على المهرجان، وشكر القيادة الفلسطينية على الدعوة للحضور والوجود في فلسطين، وأعرب عن وقوف الشعب الصربي مع شعب فلسطين في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثم تابع حديثه: "إن أبواب صربيا مفتوحة دائماً لكم، ونرحب بكم على الدوام، نحن مجموعة ثقافية اجتماعية فلكورية، جئنا من بلادنا صربيا، وسعيدون بوجودنا بينكم اليوم في فلسطين".

عرض جميل لفرقة صربية

وعرضت فرقة أبرازافيتش، التي أسست عام 1990م والتي تضم (500) راقص وراقصة، لوحات فنية راقصة نالت إعجاب الجمهور، ثم قدم الطالبان: آية العلي وعدي الريماوي وصلة فنية في المهرجان.

وفي الختام، كرم د. عريقات، وأ. د. يونس عمرو، وأ. د. سمير النجدي، والسفير النبهان، والأخ جهاد أبو العسل أمين سر حركة فتح في أريحا والأغوار، وسعادة رئيس بلدية أريحا أ. محمد جلايطة، ود. راتب أبو رحمة، والأخ زياد الواوي رئيس المجلس القطري لطلبة "القدس المفتوحة"، ورئيس جمعية خريجي يوغسلافيا أ. نادر السلايمة، أعضاء الفرقة الفنية الصربية بتوزيع دروع اليوبيل الفضي لجامعة القدس المفتوحة على جميع أعضاء الفرقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]