عقدت جامعة القدس المفتوحة ووزارة شؤون المرأة، يوم الاثنين الموافق ‏28‏/03‏/2016م، مؤتمرا بعنوان: "المرأة الفلسطينية بين السياسات الوطنية لمناهضة العنف والاتفاقيات الدولية"، وذلك في مقر وزارة الخارجية بمدينة رام الله وباستضافة منها، وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله.

وعقد المؤتمر بمناسبة احتفالات وزارة شؤون المرأة بالثامن من آذار واحتفالات جامعة القدس المفتوحة بيوبيلها الفضي، وحضره رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ومحافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ووزير شؤون المرأة د هيفاء الآغا وأ. محمد الحمزاوي سفير المملكة المغربية الشقيقة، والسفير تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجية.

وقالت د. ليلى غنام من دواعي سرورها ان تكون موجودة في هذا المؤتمر وفي وزارة الخارجية، وفي حضرة جامعة القدس المفتوحة التي درست فيها، فهذا المؤتمر هو ما نريده مؤتمر يحاكي واقع المرأة في كل أيام العام وليس في الثامن من آذار.

وأضافت أنه يجب ان نعطي الفرصة للشابات من أجل الانطلاق وخدمة المرأة وأن نعطي الفرصة للجيل الجديد للاداء بالشكل المطلوب، موجهة التحية للمرأة الفلسطينية التي كافحت الاحتلال فمنها الاسيرة والشهيدة. ودعت إلى الاستفادة من مخرجات المؤتمر ومتابعتها لخلق واقع افضل للمرأة.

الأغا: يجب النهوض بواقع المرأة

من جانبها، توجهت د. هيفاء الآغا وزيرة شؤون المرأة، بأطيب التهاني للجامعة بمناسبة احتفالها بيوبيلها الفضي، وتقدمت بالشكر الجزيل لكل العاملين في سبيل تمكين المرأة الفلسطينية لتحقيق المساوة في مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية وبخاصة العاملين على مناهضة العنف بشكل عام والعنف المرتكب ضد المرأة بشكل خاص.

وأضافت أن المؤتمر يساهم في تحقيق الأمن والسلام للمجتمعات واليوم وعلى شرف الثامن من آذار يعقد مؤتمرنا هذا والذي جاء ليؤكد على عمل الوزارة المتواصل لتوسيع شراكاتها، والتأكيد على الاهتمام بالمؤسسات الأكاديمية كشريك فاعل في إحداث التغير المطلوب لإنصاف المرأة، فالمؤسسات التعليمية تعمل مع الشباب وهم عماد المجتمع.

وأضافت أن المؤتمر يؤكد الدعم المتواصل للمرأة الفلسطينية في المحافل الدولية من أجل توطين الاتفاقيات والقرارات الدولية الخاصة بالنساء، وهنا نؤكد أن وزارة شؤون المرأة تعمل من أجل تمكين النساء وتحسين ظروفهن والوصول إلى الهدف المنشود بتحرير المرأة وإنصافها.

وأعربت الوزيرة الآغا عن أملها بأن يحقق المرتمر ما هو مطلوب، والعمل على تمكين النساء وحمايتهن من العنف وضمان مشاركتهن السياسية الفاعلة، وبشكل يليق بنضال المرأة الفلسطينية بشكل عام.

رئيس القدس المفتوحة: الإسلام أنصف المرأة

من جهته، رحب رئيس جامعة القدس المفتوحة أ.د. يونس عمرو في كلمته في المؤتمر بالحضور، وقال إن هذا المؤتمر الذي تتعاون به القدس المفتوحة مع وزارة شؤون المرأة إنما هو مؤتمر مهم وفي ظروف مهمة فنحن في دولة فلسطين نعاني من مأزق عاداتنا التي مازالت تحط من قدر المرأة، فكثير من النساء تفتقد للعدالة والانصاف، والقوانين ما زالت قاصرة بحق المرأة، ونحن نقع في تناقض حول ما نملك وما يجب ان نصل اليه لذا أصبح واقعا صعبا للغاية يطلب منا أن نعدل من أمر أنفسنا، ولا بد لمجتمعنا الفلسطيني أن يزيل عنه هذه العادات البالية.

وأضاف أن ديننا الإسلامي الحنيف هو أفضل رسالة سماوية فوق الوضعية تنصف المرأة، فالمرأة في الإسلام لا تختلف عن الرجل أبدا إلا في مسألة يضربنا فيها المستشرقون بالسياط وهي الميراث، ويأخذون هذه المسالة بعيدا عن مهام الرجل والمرأة في الإسلام، فالإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة.

وبين أ. د. عمرو أن الله فضل المرأة كأم على الأب، ولو تركنا عادتنا السيئة وعدنا لديننا لكان لنا الصواب وتمنى للمؤتمر النجاح وأن تنبثق عنه توصيات تسهم في خدمة المراة الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها.

وبين أن جامعة القدس المفتوحة خصت المرأة بخصوصية خاصة، فمجموعة الطالبات في الجامعة بلغ ما يزيد عن 70% من مجموعة الطلبة، والجامعة أعطت المراة حقا وافرا في التوظيف سواء عل مستوى العمل الإداري أو العمل الاكاديمي، والجامعة عقدت عدة اتفاقيات خدمة للمرأة على المستويين المحلي والخارجي وأخرها مع وزارة شؤون المرأة لاستحداث تخصص النوع الاجتماعي وقضايا التنمية.

ولفت أ. د. عمرو، إلى أن القدس المفتوحة تقدم مساعدات كبيرة للطلبة ونخص المرأة وخصوصا ربات البيوت الذين يلقين رعاية خاصة من مختلف المحافل وأكبر شرف لهذه الجامعة أن ابنتها حنان الحروب قد تفوقت على العالم أجمع بحصولها على المرتبة الأولى كأفضل معلمة في العالم ولولا أنها تلقت علومها في جامعة القدس المفتوحة ودرست النظريات المختصة للتعليم ونجحت في أن تصل للعالم.

جرادات: الخارجية سعيدة باستضافة المؤتمر

من جانبه، قال السفير تيسير جردات وكيل وزارة الخارجية، إنه سعيد باستضافة هذا المؤتمر الهام في أروقة وزارة الخارجية، متمنيا للمؤتمر النجاح والتوفيق، وبين أن المؤتمر يطرح اوراقا علمية تسهم في تطوير وضع المرأة الفلسطينية ومساعدتها في التغلب على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف السفير جردات إننا نطمح أن ينتج عن المؤتمر وضع الخطط التي تسهم في تعزيز دور المرأة الفلسطينية ومناهضة العنف وأخذ الدور الذي تستحقه في المجتمع الفلسطيني إذ يقع على عاتقها مسؤوليات عظام، معبرا عن استعداد وزارة الخارجية لدعم المرأة في نضالها في كافة المحافل الدولية.

إلى ذلك، قال عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة د. عماد اشتية، في كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر إن المؤتمر جاءة كثمرة من ثمرات التعاون المشترك بين جامعة القدس المفتوحة ووزارة شؤون المرأة وضمن احتفالات الجامعة بيوبيلها الفضي واحتفالات الوزارة بالثامن من أذار.

وأضاف أن المؤتمر يأتي بعد أن وقعت فلسطين على اتفاقيات دولية بعد الاعترف بها كدولة في الأمم المتحدة، وأن المؤتمر يناقش إلى أي مدى تستيطع دولة فلسطين الالتزام بما وقعت عليه من اتفاقيات في ظل منظومة ثقافية تمارس القهر وبنية اجتماعية قد لا تكون مشجعة وخطط وطنية طموحة، وهذا يتطلب منا العمل دون كلل أو ملل وبشكل دؤوب وصولا إلى رؤى تستجيب لما تم التوقيع عليه من اتفاقيات دولية.

وأضاف أننا بحاجة إلى استراتيجيات وخطط ونحن نصنع هذا الغد المشرق لاطفالنا، مؤكدا انه ما كان لهذا المؤتمر أن يرى النور لولا الجهود الطيبة والمباركة من اللجنة التحضيرية من طواقم شؤون المرأة وجامعة القدس المفتوحة وكذلك المؤسسات الشريكة، مقدما شكره لهم ومن خلالهم إلى راعي المؤتمر.

جلسات المؤتمر:

وفي الجلسة الاولى التي ترأسها أ. أمين عاصي من وزارة شؤون المرأة فيما كانت مقررة الجلسة أ. أمل خريشة من جمعية المرأة العاملة، تحدث د. جاسر خليل من جامعة القدس المفتوحة عن الخطة الوطنية حيث قدم ورقة بعنوان: قراءة نقدية للخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة 2011-2019"، وبعد ذلك قدمت أ. هيثم عرار من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ورقة حول وضعية المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي رؤية وطنية لتطبيق قرار 1325.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. محمد فرحات من القدس المفتوحة، فيما كانت مقررة الجلسة أ. سونا نصار من وزارة شؤون المرأة، تحدثت أ. خديجة زهران من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان حيث قدمت ورقة بعنوان:" مراجعة فلسطينية في مدى التزام دولة فلسطين في التوقيع على اتفاقية سيداو والتحديات التي تواجه تنفيذها"، وقدمت أ. سهير صوالحة من وكالة الامم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ورقة حول خبرة وكالة الغوث في تشغيل اللاجئين في برامج العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، فيما قدم الجلسة الختامية والتوصيات أ. سامي سحويل، وأ. سهاد عبد اللطيف، وتولى عرافة المؤتمر أ. نهاية الطيراوي من وزارة شؤون المرأة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]