أجرى رئيس اللجنة البرلمانية الفرعية للمواصلات العامة، النائب دوف حنين، نهاية الأسبوع المنصرم، جولة مشتركة مع الطاقم المهني لجمعية سيكوي في كل من سخنين، عرابة وطمرة وذلك بموضوع المواصلات العامة. وكان قد شارك في الجولة أيضا ممثلون عن السلطات المحلية، وزارة المواصلات وجمعية حقوق المواطن.

في كل من هذه البلدات، تم الالتقاء برؤساء السلطات المحلية ومهندسيها، وجرى الاطلاع على البنى التحتية للمواصلات العامة وعلى احتياجات كل بلدة وبلدة في هذا المضمار، فيما استعرض الطاقم المهني في سيكوي، العوائق أمام تطوير المواصلات العامة بالشكل المطلوب في البلدات العربية عموما وفي البلدات التي تمت زيارتها تحديدا.


بدأت الجولة بزيارة إلى سخنين وبالالتقاء برئيس البلدية ورئيس اللجنة القطرية للرؤساء العرب، مازن غنايم، وبمدير عام البلدية، قاسم أبو ريا، ومن ثم تم التجول في أرجاء المدينة برفقة مهندس البلدية، سليمان عثمان، الذي قدم شرحا حول أحوال البنى التحتية في المدينة، ومساعي البلدية من أجل تعزيز المواصلات العامة والاستثمار بالبنى التحتية، كما توقف عند الاحتياجات التي لم تحظ البلدية بعد بالميزانيات اللازمة لمعالجتها.

* تبين خلال الجولة بأن وزارة المواصلات والسلطات ذات الصلة ستبدأ بتشغيل المواصلات العامة في عرابة وطمرة خلال نصف عام.


في مدينة عرابة، تم الالتقاء برئيس البلدية، علي عاصلة وبمدير عام البلدية، حاتم ياسين، وقد أشارا إلى أن المواصلات العامة الداخلية في عرابة، ما زالت شبه معدومة رغم كون عدد المواطنين في البلدة يتجاوز الـ 25 ألفا، كما أعلن عنها مؤخرا كمدينة. وأفادا أن خط المواصلات الوحيد الذي يمر في عرابة، اليوم، هو خط خارجي يوصل دير حنا بكرمئيل. وتطرقا إلى ما يتسبب به غياب المواصلات العامة من ازدحامات مرورية ومشاكل بإيقاف السيارات.


* النائب حنين: "توجد الآن امكانية حقيقية لدعم المواصلات العامة في البلدات العربية، فهنالك ميزانيات مخصصة لهذا الأمر، وطواقم مهنية 

عقب هذا اللقاء، أجريت جولة في شوارع المدينة، وتم الاطلاع على المشاكل المستعصية بالبنى التحتية، بما فيها ظاهرة انتشار أعمدة الكهرباء في منتصف الشوارع المعبدة، والشوارع الخطرة التي تعيق دخول المواصلات العامة.
المحطة الأخيرة كانت في طمرة حيث جرى اللقاء مع رئيس البلدية، د. سهيل دياب ومهندس البلدية، أمين سهلة واللذين شرحا باسهاب احياجات طمرة في مجال المواصلات العامة، وتطرقا إلى النقص الكبير بتوفير المواصلات العامة لخدمة الطلاب الجامعيين من أبناء المدينة الذين يتعلمون في عدد من الكليات والمؤسسات التعليمية الأكاديمية شمالي البلاد.


هذا ووفق التقارير التي قدمها مهنيون في السلطات المحلية المختلفة، يتضح بأنه من المتوقع البدء بتشغيل خطوط داخلية للمواصلات العامة في طمرة وعرابة، خلال نصف عام.

النائب دوف حنين، قال في أعقاب هذه الجولة: "المواصلات العامة ليست من الكماليات، إنما هي أمر هام وأساسي يؤثر على القدرة بالوصول إلى مكان الدراسة والعمل وتطوير الاستقلال الاقتصادي، وما شابه. من الصعب إحداث تغيير جدي دون مواصلات عامة بجودة عالية. إن الاعتماد على السيارات الخاصة يؤدي إلى اختناقات مرورية وتلوثات بيئية ويترك في المنزل من لا قدرة لهم على امتلاك سيارة."
وأضاف حنين: "لقد سرني أن أرى في سخنين خطوط الباصات التي بدأت بالعمل وتخدم السكان. من المطمئن أن نرى بأن المزيد من السلطات المحلية بدأت تدرك أهمية المواصلات العامة وأن يطالب المواطنون بحقوقهم في هذا الصدد.
وأكد حنين بأن ثمة حاجة لاستثمار الكثير في البلدات العربية لكي تكون خدمات المواصلات العامة فيها بمستوى معقول، وكي لا يبقى المواطنون، وبالذات النساء في المنزل، في حال انعدام سيارة.

وأشار حنين إلى أنه "توجد الآن امكانية حقيقية لدعم المواصلات العامة في البلدات العربية، فهنالك ميزانيات مخصصة لهذا الأمر، وطواقم مهنية معنية به في وزارة المواصلات. يجب استغلال هذه الظروف من أجل تحقيق تقدم حقيقي."

وقال بأنه يعتزم أن يواصل الضغط على كافة الجهات ذات الصلة، من أجل التغلب على العوائق القائمة، ولكنه شدد على ضرورة أن يكون الجمهور والسلطات المحلية مصدر الضغط الأساسي والأكثر تأثيرا، ومن هنا فقد دعا حنين الجمهور إلى الاتصال به أو بالسبطات للحديث عن احتياجاته، مشددا على أن الناس هم الأكثر معرفة بما هي احتياجاتهم ويجب تشجيعهم على المطالبة بحقوقهم.

* رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة لسيكوي: نعتزم متابعة ورصد تنفيذ الحكومة لخطتها الأخيرة للدعم الاقتصادي للمجتمع العربي، وبخاصة مجال المواصلات العامة

من جهتها، قالت رونق ناطور، المدير العامة المشاركة لجمعية سيكوي: "سيكوي تعمل على دعم المواصلات العامة في البلدات العربية، منذ عدة سنوات، وذلك بسبب المساهمة الهامة للمواصلات العامة في المجالات الحيوية المختلفة مثل تشغيل النساء، التعليم العالي، صحة الجمهور والمزيد. إننا نعتزم متابعة ورصد تنفيذ الحكومة لخطتها الأخيرة للدعم الاقتصادي للمجتمع العربي، وسنهتم بشكل خاص بمجال المواصلات العامة والبنى التحتية المطلوبة لها.

وأضافت ناطور: "إننا في السنوات الأخيرة، نلحظ تقدما معينا بتطوير البنى التحتية للمواصلات العامة في البلدات العربية، ولكنه ما زال غير كاف وهنالك فجوات كبيرة مقارنة بالبلدات اليهودية."

وأكدت أنه لا مبرر لحصول المواطن اليهودي على خدمات أفضل في مجال المواصلات العامة، خاصة وأن احتياجات المجتمع العربي من المواصلات العامة أكبر وأكثر تعقيدا.

محمد خليلية، مركز مشروع المواصلات العامة في جمعية سيكوي: "إننا نقوم في إطار مشروع المواصلات العامة بعقد سلسلة من اللقاءات مع الجمهور في البلدات العربية المختلفة في أنحاء البلاد، بهدف رصد الاحتياجات والنواقص الكثيرة في هذا المجال، وفقا لوجهة نظر سكان البلدات نفسها. وحسب هذه اللقاءات والأبحاث التي أجريناها، حول خدمة المواصلات العامة في كل بلدة وبلدة، فإننا نعدّ مستند احتياجات شامل يتضمن توصيات حول سياسات وزارة المواصلات بهدف إحداث تغيير جدي."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]