في بلد تتربع على قمته منذ عقود ملكة مثل إليزابيث الثانية، وفيه نجمان شابان لا تنقصهما الشهرة أو الشعبية، مثل دوق كامبريدج الأمير وليام، وزوجته الدوقة كيت ميدلتون، وابنهما الرضيع جورج، ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وزوجته الجميلة سامانثا، ورئيس وزراء سابق مثير للجدل هو توني بلير، وقرينته شيري بلير، تتساءل اوساط إعلامية ومجتمعية في بريطانيا بشكوك كبيرة، عن امكان وجود متسع لشخصيات اخرى تسعى الى الشهرة.

في الواقع فإن المقصود بالحديث هنا هو مريم غونزاليس دورانتي، قرينة نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء، التي ترفض الإذعان للصمت أو القبول بالبقاء في الظل، والاستمرار في تمثيل دور الزوجة الناضجة الرزينة والرشيدة، والتي سيصفها كثير من الإعلاميين بأنها النسخة البريطانية عن ميشال اوباما. وفي احدث انشطتها تحدت مريم زوجها كليغ، لتظهر في مؤتمر صحافي تتحدث فيه عن دور الرجال كآباء وأولياء أمور في رعاية ابنائهم، ومتابعتهم.

وتنشط مريم منذ اكتوبر الماضي في دور رئيس في حملة «النساء الملهمات»، لتشجيع طالبات المدارس على المزيد من الاجتهاد والتحصيل العلمي والتميز، وتدير الحملة مجموعة من النسوة المتعلمات والمتزوجات من شخصيات معروفة، في مجالات مختلفة، حيث التزمت كل منهن بالتحرر من دور الأرنب وصورته، والعمل بشكل متميز كمّاً ونوعاً، من خلال تصور خاص لزوجة في القرن الـ21

ويحلو لبعضهم المقارنة بين مريم وكيت ميدلتون، التي لا تنقصها الشهرة والمعرفة والذكاء، وتساير مجريات العصر في تفاصيل حياتها اليومية، التي تذكر أي بريطاني يشاهدها أو يلتقي بها بالملكية في بريطانيا، إضافة الى انها لا تدخر جهداً للاجتهاد لتكون زوجة وأمّاً مثالية، ولتظهر كذلك امام عامة البريطانيين، كما تقول الصحفية البريطانية، هيلاري مانتل، التي تضيف أنه وفي جو أسري، مكون من كيت والابن جورج، يمكن للامير هاري القيام بدور ايجابي ومزدوج كزوج وأب، ليرسم صورة ايجابية واضحة لملك جيد قادم لبريطانيا.

ويتعين على زوجات السياسيين القيام بما تقوم به كيت ميدلتون، وذلك مع مراقبة انفسهن بصورة اكبر واكثر دقة، حتى تبقى لديهن القدرة والحساسية على الفصل بين ما هو شخصي، وما هو رسمي، وتمييز الخاص من العام، لكيلا يغيب عن احداهن انها زوجة سياسي، وان أي خطأ ترتكبه لن ينتهي الأمر بدفعها الثمن، بل سيمتد الأمر ليلحق الضرر بزوجها وحياته السياسية، حاضراً ومستقبلاً، او يسبب له الإحراج على الأقل.

فعلى سبيل المثال فقد وضعت العضو السابق في مجلس العموم البريطاني، لويز مينستش، التي تعيش حالياً مع اسرتها في الولايات المتحدة، قائمة لأفضل 500 شريحة صورة لكيت ميدلتون، وأفضل 10 خطب وأحاديث لها، على حسابها في «تويتر»، غير انه لم يتوافر أي تعقيب على هذا من قبل ميدلتون.

كما وقعت سالي بيركو، زوجة رئيس مجلس العموم جون بيركو، في خطأ الغرور الشخصي، والإعجاب بالنفس، حينما قالت انها لو لم تكن موجودة، لكان قد تم ايجادها واختراعها، باعتبارها خبيرة في تمييز الحدود بين الشخصي والعام، في شخصية زوجة السياسي وفكرها وسلوكها. وبالنسبة لسامانثا قرينة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فهي تمزج بمهارة وهدوء ونجاح، بين دوري سيدة الأعمال والأم، مع التركيز في السنوات الاخيرة على تقديم الدعم الهادئ لزوجها.

وإزاء كل ما تقدم فإن مريم غونزاليس، المحامية والمشاركة في ادارة مؤسسة قانونية أوروبية تختط لنفسها نهجاً متميزاً ومختلفاً، لتحاول ان تبدو من خلاله في صورة نسخة الحكومة البريطانية من سيدة البيت الابيض ميشال أوباما، سيدة بإحساس قوي بالهدف وبالثقة والجرأة بما يكفي لتجاهل أي قيود على محاولات الاقناع. كما انها استفادت من بروز زوجها لتعزيز قضية لديها وخدمتها، وقالت انها تحدته على قدم المساواة.

وما هو لافت هو ان معظم النساء المعروفات والشهيرات من خلفية سياسية في بريطانيا حاليا مدينات بما يقمن به من دور عام لأزواجهن.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]