لا يمكن لأي شخص أن يسافر لتايلاند دون أن يزور منطقة "بوكيت" والجزر الجنوبية، فهذه المنطقة من تايلاند، هي أنسب مكان في العالم لعبارة "جنة الله في الأرض"، وكل كلمة قد تقال في مدح جمال هذه المنطقة، ليست كافية.


عدنا من تايلاند بعد جولة استمرت لبضعة أيام، نظمتها وزارة السياحة التايلاندية مع شركة الطيران الملكية الأردنية لبعض الصحفيين والمشاهير، شاركت فيها أنا، بكر زعبي ممثلًا عن موقع "بـُكرا"، استمتعنا حقًا في هذا البلد الجميل، ولكن وبطبيعة الحال دائمًا ما يكون هنالك مكان أحبه الجميع أكثر من أي مكان آخر، وهنا علينا أن نذكر "بوكيت" والجزر الجنوبية.

في "بوكيت" المدينة الساحلية الجميلة، أقمنا في فندق يدعى "كيي"، وهو فندق في وسط المدينة، جميل واسع وحوله الأسواق اللطيفة والمطاعم، وفي بركة للسباحة غاية في الروعة إضافة للغرف الواسعة الجميلة فيه، وفي إحدى الليالي زرنا فندق ومنتجع "اماري" وهو أفخم الفنادق في "بوكيت"، حيث تشعر فيه وكأنك في عالم خاص بك، رقي وهدوء لا مثيل له في العالم، ففي "أماري" أنت لا تحتاج لأن تخرج من الفندق.

في "بوكيت" تجولنا فوجدنا المطاعم والمقاهي العربية فزرنا "الشرق" واستمتع بعضنا في "الطربوش"، وليس هنالك ما هو أجمل من أن تجلس في تايلاند واجواءها الرائعة، بمكان تختلط به هذه الأجواء بأجوائنا العربية الشرق أوسطية، هذا بالإضافة للمطاعم والمقاهي التايلاندية والإيطالية وغيرها، وهنالك مركز تجاري ومحلات تجارية مختلفة، تستطيع فيها أن تحصل على بضاعة بجودة عالية وأسعار جدًا منخفضة.

وخلال تواجدنا في "بوكيت" قمنا بزيارة المحمية الطبيعية "كاوسوك "والتي تمتد على مساحات واسعة جدا ،حيث المناظر الخلابة الرائعة ومعبد القردة والبحيرة ذات المياه العذبة.

وفي بداية الرحلة زرنا معبد القردة هناك تجولنا في المكان الرائع وفجأة بدأت القرود تنزل من اعلى الجبل اتجاهنا وتقترب منا بكل تودد ونطعمها ومن هناك اتجهنا الى حيث مسارات الركوب على الفيلة وسط الادغال الرهيبة.

وفي النهاية وبعد سفر ساعتين تقريبا وصلنا الى احدى المطاعم الرائعة على قمة جبل هناك تناولنا الغداء وسط هطول الامطار في اجواء أصعب من أن توصف.

فيلم "ذا بيتش"

وفي بوكيت ميناء للصيد عظيم، ترى فيه الصيادين وترى فيه "اليخوت" الفاخرة والقوارب السريعة، إحدى هذه القوارب أقلنا إلى أجمل مكان في الأرض، إلى جزيرة "بي بي" وشاطئ "مايا بيتش" حيث أقام النجم ليناردو دي كابريو فيلمه "ذا بيتش"، الجزيرة التي ينطبق عليها المثل، أن الجلوس فيه "يطيل العمر"، سبحنا هناك واستمتعنا بمياه الخلجان الصافية التي لا ترى مثلها إلّا في هذا المكان، وغطسنا مع الأسماك الملونة الرائعة، كانت لحظات أشبه بالحلم حقًا.

وهناك تحدثنا مع المرشد النصراوي المميز، قسطة ديب الذي قال بأن هذا الشاطئ "مايا بيه" كسب شهرته من فيلم "ذا بيتش" ولكنه فعلًا يعتبر من أفضل الشواطئ في العالم وأن السياح يأتونه من كل حدب وصوب، وهو مناسب للعائلات إضافة لكونه مناسبًا للأزواج الشابة، فهذه الجزر الرائعة تعتبر من اجمل الأماكن على مستوى تايلاند وعلى مستوى العالم أيضًا.

حلم

بعد ذلك رجعنا بقاربنا السريع والذي يقوده شخص يدعى "أمين" ويساعده آخر يدعى "إسماعيل" حيث أن 5% من سكان تايلاند هم من المسلمين بينما 95% تقريبا من البوذيين، ويتواجد المسلمون بالمناطق الجنوبية بشكل خاص، لقربها من ماليزيا المسلمة.

في تايلاند وخصوصا بمناطق الجنوب قد تمطر الدنيا خلال سباحتك، فلا يضايقك الأمر، فالمطر يتزامن مع الجو الحار المناسب للسباحة، مثلًا أثناء سفرنا بالقارب السريع أمطرت السماء بشدة، ورغم سرعة القارب إلّا أن الأمر لم يتسبب إلّا بزيادة روعة الاجواء.

بعد بوكيت انتقلنا إلى "كرابي" وهي بلدة ساحلية رائعة، مكثنا فيها بفندق الـ"سوفوتيل" الفخم لليلة واحدة، وفي هذا الفندق الذي يعتبر من أفخم أو حتى، أفخم الفنادق التي أقمنا بها، تشعر وكأن الجميع يعمل لخدمتك وحدك، وتشعر وكأنك في حلم، فالبركة العظيمة والغرف الجميلة، كل شيء يجعلك تتمتع، وفي "بوكيت" باليوم الثاني خرجنا لتناول طعام الغداء في مطعم يطل على أجمل منظر على الإطلاق، في الصور ستعرفون عن أي منظر رهيب أتحدث، مطعم يدعى "لاي لاي" فيه يصنعون لك الطعام أما أعينك وفيه وامام أعينك أيضًا ترى الساحل الأخضر الرائع والبحر بزرقته الساحرة.

قسطة ديب:ما لذ وطاب من المعالم السياحية والفعاليات


يقول المرشد السياحي النصراوي، قسطة ديب: جزيرة بوكيت فيها ما لذ وطاب من المعالم السياحية والفعاليات وهي من احدى الجزر الجميلة التي يمكن للسائح العربي ان يقصدها بدافع الترفيه والتنزه والسياحة، اضافة الى انها تعتبر من اهم الجزر التي يمكن للعرسان قضاء شهر العسل فيها ايضا , اذ انها الى جانب شاطئ البحر الرائع والمنظر الخلاب فيها من الفعاليات الكثير، اذ ان المحمية الطبيعية "كاوسوك" تقع عليها، وفي هذه المحمية يمكن للسائح ان يقضي عطلة رائعة فيها، جولة بالطبيعة على الفيلة وزيارة لمعبد القردة والتقرب منها واطعامها في اجواء رائعة اضافة الى فعاليات اخرى.

وأضاف: في تايلاند يمكن للسائح العربي ان يعيش نقاهة لا تضاهيها نقاهة اخرى في اي مكان في العالم فالطبيعة فيها خلابة ورائعة واجمل المعالم السياحية يمكن للسائح العربي ان يقصدها ويزورها .

وبعد "بوكيت" والجزر انتقلنا إلى العاصمة "بانكوك" والتي ستطول الكتابة عنها لاحقًا، سافرنا عبر شركة الطيران "بانكوك إيرويز" وقد وصلنا "بانكوك" لتبدأ مغامرة اخرى.

هذا المقال نشر لأول مرة في "بـُكرا" بتاريخ 2.6.2015 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]