انطلقت حافلة المعتمرين رقم 5133 صبيحة يوم الثلاثاء 2015/03/31، من أم الفحم باتجاه الديار المقدسة، عبر الاراضي الاردنية وقد يسّر الله أمور السفر والراحة للمعتمرين، حيث قضوا خمسة أيام في المدينة المنورة وخمسة أيام في مكة المكرمة، متمتعين بالطواف حول الكعبة، ومطمئنين في صلاة ركعتين في الروضة والمبيت في طيبة. وكما قال الشيخ محمد راتب النابلسي: "إذا لم تطب في طيبةٍ عند طيّبٍ به طابت الدنيا فأين تطيبُ".

وقد جمعت سواعد الإخاء والمحبة قلوب المعتمرين على الحب في الله والتعاون، واستحضار أخوة المهاجرين والأنصار عندما أخاهم سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم.

وضمّت الحافلة العديد من المعتمرين من مختلف الفئات العمرية، فمنهم الشيخ الكبير ومنهم الرجل والمرأة وبراءة الطفل، بالإضافة لمجموعة من الطلاب الفائزين في مشروع تحفيظ القرآن الكريم من المدرسة الثانوية "الشاملة" في ام الفحم.

في المدينة المنورة سادت السكينة والطمأنينة قلوب المعتمرين، حيث صلينا في المسجد النبوي، وتم زيارة قبور الصحابة والسلف في البقيع، وكانت زيارة لمسجد قباء وجبل أحد.

وفي مكة المكرمة هيمنت جمال الكعبة ووقارها على الطائفيين والعاكفين والركع السجود، وتم زيارة جبل عرفة ومنى والمزدلفة.

المصيبة الكبرى.. الشونة! "مضرب المثل" بالمعاناة

يقول أحد المعتمرين: وصلت الحافلة منطقة الشونة في المملكة الأردنية الساعة العاشرة صباحا في طريقها الى السعودية. وللعلم منطقة الشونة هي مكان تبديل جوازات السفر من الإسرائيلية إلى الأردنية، ومن المعروف ان وقت الانتظار المتوقع يتراوح من ساعة الى 4 ساعات كحد أقصى، الا انه في هذا اليوم حدث أمر غريب، حيث كنا ننتظر في كل ساعة سماع رقم الحافلة 5133 دون جدوى، فقد كانت هناك بالانتظار قرابة 45 حافلة، ولم تتحرك حافلة واحدة قبل الساعة السابعة مساء. وكان موعد تحرير حافلتنا الساعة التاسعة مساء، أي قضينا ما يزيد عن أحدى عشرة ساعة في انتظار الفرج، دون سبب أو ذنب. الا أنهم اخبرونا ان ثمة اسبابا تتعلق بجهاز الامن العام، مع ان منا العجوز والمريض والرضيع ولا احد يراعي المشاعر والظروف الانسانية.
وفي طريق العودة حدث بالضبط ما حدث في طريق الذهاب، حيث تم الانتظار أكثر من 10 ساعات دون سبب..!

وتابع : نعم، في الشونة حدّث عن نظافة المراحيض ولا حرج، وكل من اعتمر او حج البيت يعرف ما هو المقصود عن النظافة هناك..! في الشونة يقطع التيار الكهربائي والماء لمدة ساعات، وتخيلوا ماذا يكون وضع المراحيض!! وفي الشونة حدثت حالات من الغثيان وفقدان الوعي من التعب وضيق التنفس، ولا مسعف أو طبيب!! ولسان حال المعتمرين بلا استثناء: الى متى سيظل هذا الوضع الراهن واهانتنا من قبل الجهات ذات الصلة، بذرائع متكررة ؟!

هنالك بعض المعتمرين الذين كان لهم بعض الآراء، والقاسم المشترك بينهم أن الجميع حمد الله عز وجل على هذه النعمة وأن منّ الله علينا بزيارة بيته العتيق وزيارة المسجد النبوي، وسط النفحات الإيمانية والأخوة التي جمعتنا. الا انه كان لكل منهم رأي معين في قضية الشونة.

الحاج مصطفى ترك (ابو هاشم)، في السبعين من عمره، يقول أنه وبفضل الله يعتمر بشكل سنوي تقريبا منذ أكثر من 25 عاما، وأن "هذه أكثر مرة نتعرض لتعب ومشقة وإهانة وانتظار 12 ساعة في الشونة، بالرغم أنه يعاني من آلام في ظهره..!

أما الحاج فريد أديب فقال: لا يعقل أن يكون في هذه المنطقة أكثر من 50 حافلة تحمل أكثر من الفي معتمر، ولا يوجد طبيب ولا مسعف. وقد رأينا الحالات المرضية التي كانت بحاجة لإسعافات أولية، عندما ننتظر أكثر من 11 ساعة.

المهندس محمد مرزوق من عرعرة: هذه أول عمرة لي، وقد قررت أن لا أعتمر مرة اخرى ما دام المسؤولون عن العمرة على هذا الحال من تعريضنا للمشقة والاهانة.

الاستاذ محمد نمر قال: لا اعرف ما هو هدف السلطات الاردنية في هذا التعذيب والاهانة لمعتمري 48؟! الا يكفي اهانة اليهود لنا في المسجد الاقصى، حتى ينقلب علينا اخوتنا بمشقة اكثر؟! وبالرغم من هذا فسنظل نشد الرحال الى الثلاثة مساجد، رغم كل المشاق والمعاناة.

ووجّه المعتمرون نداء الى مسؤولي جمعيات الحج والعمرة لمعالجة هذه الظاهرة، التي يعاني منها المعتمرون بشكل دوري، لأسباب لا يفقهون كنهها، تارة لدواع امنية، وتارة بسبب عدم وصول تأشيرات الدخول الى السعودية، وغيرها وغيرها من الحجج، التي لا يمكنها ان تخفف من وطأة معاناة معتمريها..!!

لجنة الحج والعمرة: 20 الف معتمر في الربيع


وفي حديث مع الناطق بلسان لجنة التنسيق المشتركة لجمعيات الحج والعمرة، الحاج عبد الرحيم فقرا، قال تعقيبا على شكاوى المعتمرين وتذمرهم: سبب تأخير المعتمرين كما وصلنا هو تشديدات أمنية دقيقة من الجانب الاردني، حيث أن عدد الحافلات العالقة كان اكثر 40 حافلة. وقد فم مسؤولو اللجنة فورا بالاتصال مع المسؤولين الاردنيين في وزارة الاوقاف والمقدسات الاردنية وأبلغوني أنه تم السماح بمغادرة كافة الحافلات وعلى دفعات متلاحقة، بعد استنفاد الاجراءات الامنية اللازمة.

وأضاف : نتوجه للملكة الاردنية الهاشمية أن تراعي ظروف المعتمرين، والاسراع في اجراءات دخولهم وخروجهم ، لان المعتمرين يشعرون بالتعب والارهاق ولا يستطيعون الانتظار ساعات طويلة.

وقال الحاج عبد الرحيم فقرا ان هناك سببا آخر لتأخر انطلاق حافلات المعتمرين، وهو عدم التزام إدارييها بالبرنامج الزمني المحدد لمغادرة البلاد، ما نجم عنه تكدس عشرات الحافلات في نفس الوقت عند معبر الشونة دفعة واحدة، مشيرا الى ان عدد المعتمرين خلال عمرات الربيع لهذا العام بلغ اكثر من 20 الف معتمر. وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالأعوام السابقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]