فجر مجهولو الهوية موجة احتجاجات على غلاء المعيشة في إسرائيل سرعان ما انتشرت في العالم الافتراضي. وكان مجهولو الهوية قد نشروا على صفحة فيسبوك فاتورة لأسعار مواد غذائية في سوبر ماركت عادي بحي "مييت" في برلين مقارنين بينهما وبين الأسعار الإسرائيلية (لنفس المواد) ليتضح أن هنالك فارق أسعار كبير يؤكد على غلاء المعيشة في إسرائيل. هذا النشر تطور إلى حملة خاصة تحمل شعار "نهاجر إلى برلين"، باعتبارها مدينة مريحة للأزواج الشابة، أو يتم حل مشكلة غلاء المعيشة أخذًا بعين الاعتبار حالة الركود في المعاشات.

في موقع "بكرا" رصدنا آراء الشباب العربي في الداخل وإذا كان يعاني من غلاء المعيشة.

علينا ان نحاول السيطرة على بعض المصروفات والاقتصاد وعدم التبذير

عماد عابد، يعمل كمدير في احد المراكز، ويصل معاشه الى ما يقارب الـ9000 شيكل شهريا حدث "بكرا" قائلا: بالرغم من ان معاشي يعتبر من المعاشات العالية الا انني بصعوبة استطيع ان ادير امور حياتي نظرا للاسعار العالية الموجودة في الدولة، من ناحية احاول ان اعيش برفاهية معينة وان امتع نفسي ومن ناحية اخرى الضرائب التي تفرضها الدولة، اضافة الى فاتورة التلفزيون والماء والكهرباء، كما انني املك سيارة كغيري، وفي نهاية المطاف اكون مديونا ومعاشي لا يكفي لعيش حياة رفاهية مريحة ودفع الاقساط المتوجبة علي للدولة.

واضاف عابد لـ"بكرا": علينا ان نقتصد والحلقة الاضعف هي الترفيه، اي يجب ان نتنازل عن بعض الامور في حياتنا حتى نستطيع ان نسيطر على مدخولنا .

امير سرحان من يافة الناصرة قال لـ"بكرا": اعمل في احد محلات الملابس كمسؤول ومعاشي جيد نسبيا الا انه ايضا لا يكفي لسد الحاجيات علما بانني بالاضافة الى عملي فانني اتعلم ايضا وادفع اقساط تعليمي الشهرية، هذا هو الوضع الموجود في الدولة وليس هناك اي طريقة لتغييره، علينا ان نحاول السيطرة على بعض المصروفات والاقتصاد وعدم التبذير، الادارة السليمة للمعاش يمكنها ان تؤمن حياة كريمة للشخص.

اجر العامل في انخفاظ وغلاء المعيشة والاسعار في ارتفاع مستمر

نائل ابو احمد من الناصرة يعمل كتقني حاسوب في احدى الشركات اكد لـ"بكرا" بانه نظرا للالتزامات المادية والضرائب والمستحقات التي تفرضها الدولة اضافة الى التعليم واقساطه العالية فانه يكون من الصعب العيش بشكل مريح على الرغم من ان المعاش الذي يحصل عليه من الشركة هو عالي نسبيا، ويستطيع اي شخص اخر ليس لديه اي التزامات او تعليم ان يدير ويدبر اموره بمعاش مشابه.

اما ياسمين بصول من الرينة فاشارت لـ"بكرا" الى ان الاوضاع الاقتصادية صعبة جدا خاصة في الفترة الاخيرة ويكون من الصعب على رب الاسرة ادارة الامور كما يجب نظرا الى المدخولات الضئيلة التي يحصل عليها حتى وان كان هنالك اكثر من مدخول ومعاش داخل العائلة.

كما لخص مستريحي قاسم من الرينة الوضع بكلمتين : للاسف اجر العامل في انخفاض وغلاء المعيشة والاسعار في ارتفاع مستمر، وهذا يشكل عبءً كبيرا على رب الاسرة والشخص الذي يملك عائلة واولاد.

قضية غلاء المعيشة، باتت آفة دولية 

واشار ضيف رضا في سياق حديثه لـ"بكرا" انه يعمل في مصنع بلاستيك في المجيدل وان المعاش الذي يحصل عليه يكفي فقط للامور الحياتية الاساسية، واحيانا لا يبقى منه حتى نهاية الشهر كما انه لا يستطيع ان يوفر من معاشه للمستقبل، وما يزيد الطين بله هو ان المعيشة في غلاء والاسعار في ارتفاع والمعاش لا يتغير بل احيانا يقل.

وقال رائف ابو عابد لـ"بكرا": قضية غلاء المعيشة، باتت آفة دولية وليست حكرا على إسرائيل، لكن الفرق ان الشعب الاسرائيلي بوسطيه اليهودي والعربي بات خاملا ازاء الحراك الشعبي للجم جماح السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة مما اتاح الفرصة للحكومات بغض النظر عن اجندتها السياسة لاستباحة سوق الاقتصاد والمعيشة الاسرائيلي، لست رجل اقتصاد بارع في التحليلات، لكني الوم اولا الشعب لالتزامه الصمت حيال هذه الآفة المستشرية ، حتى انني بت اظن ان الشعب رأس مالي كله. مؤسف انه من يدير الدفة الاقتصادية في الدولة مجموعة الرأس مالية من رجال اعمال.

وتابع: اتفهم تخوف صناع القرار من هاجس ان يفضل رجال الاعمال استثمار عقاراتهم خارج الدولة، تحديدا في الدول الاسيوية وذلك بسبب وفرة الايدي العاملة بأجور متدنية ، مما يزيد من ارباحهم لكن على الحكومة ايجاد بدائل او سد الشرخ بين الطبقات الرأس مالية والطبقات العمالية الشعبية. وعلى الشعب ان يمارس الضغط على الحكومة ضمن ما تتيح الديمقراطية والقوانين له ذلك، كضمان حق التظاهر والاضراب، طبعا ضمن اطر قانونية. دون فوضى خلاقة وعنف الا انني لست متفائلا حيال ذلك، الشعب هنا همه الاول مطاردة لقمة العيش.

وقال محمد شاني معلم من المغار مقيم في بئر السبع لـ"بكرا": بطبيعة الاحوال الوضع الاقتصادي متوسط ومعاشات المعلمين لا ترقى الى المستوى المطلوب، خاصة المعلمين الشباب الذي يعملون في مدارس النقب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]